من باتي فيلكس وباربرة لويس
باريس (رويترز) - قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يوم الجمعة إن العالم قريب من اتفاق طموح لمكافحة تغير المناخ لكن لا تزال هناك حاجة لتنازلات سياسية للتغلب على بعض العقبات المتبقية.
وقال فابيوس إنه لا يزال على الدرب لتقديم اتفاق صباح السبت أي بعد يوم واحد من الموعد المخطط له وقد يتحقق له إجماع بين نحو 200 بلد يتفاوض ممثلوها في العاصمة الفرنسية.
والعقبات الأخيرة المتبقية تتعلق بالتمويل خاصة بكيفية توفير مئات المليارات من الدولارات من دول غنية لدول فقيرة لمساعدتها في التغلب على تغير المناخ.
وقال فابيوس للصحفيين لدى خروجه من قاعة المحادثات مساء يوم الجمعة "من الواضح أننا لن نحقق للجميع ما يطلبه بنسبة مئة بالمئة."
وأضاف "حين يكون هناك 196 طرفا ممثلا في مثل هذا الموضوع المعقد فلو طلب كل طرف مئة بالمكئة فسيحصل كل طرف على صفر بالمئة.
"علينا التحلي بروح التفاوض."
وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب "هناك تمسك شديد ببعض وجهات النظر لكني أعتقد أيضا أن لدينا روح التفاوض."
ويسعى المفاوضون لإبرام اتفاق من شأنه التوفيق بين الدول الغنية والدول الفقيرة لوقف الانبعاثات الضارة.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون مسودة من 27 صفحة تجري مناقشتها بأنها "أساس جيد" لاتفاق للمساعدة في مكافحة أعتى الأعاصير وموجات الجفاف والتصحر وارتفاع مناسيب البحار.
وقال بان "أناشد جميع الأطراف باتخاذ قرار نهائي من أجل الإنسانية."
ولمساعدة دول نامية على التحول لاقتصاد لا ينتج الكثير من انبعاثات الكربون وعدت الدول الغنية بتقديم 100 مليار دولار في صورة تمويل سنوي بحلول عام 2020.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي يقود وفد بلاده في النفاوضات في باريس إن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بجمع المليارات من أجل هذا التعهد.
وأفادت مصادر أن محادثات ليل الخميس أظهرت استمرار الخلافات بشأن مواضيع منها كيفية تحقيق التوازن بين الخطوات العملية التي تتخذها الدول الغنية والفقيرة لخفض كمية الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري وأيضا الأهداف الطويلة الأمد بهذا الخصوص في أي اتفاقية.
وقال أحد المصادر المطلعة على الاجتماعات "كانت الليلة الماضية صعبة للغاية."
وقال متحدث باسم مؤسسة معنية بالمحادثات "الدول الرئيسية تحصنت خلف خطوطها الحمراء بدلا من التقدم نحو حل وسط."
لكن فابيوس الذي تحدث لتلفزيون (بي.إف.إم) الفرنسي قال "الأجواء جيدة والأمور إيجابية وتسير في الاتجاه الصحيح."
وفي سياق متصل تحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الصيني شي جين بينغ هاتفيا وشددا على أن بلديهما سيواصلان التعاون بشأن التغير المناخي وفق ما أورده التلفزيون الرسمي الصيني.
ولم يتضح ما الذي ناقشه الرئيسان أو ما إذا كان الاتصال يشير إلى انقسامات بين الدولتين صاحبتي أكبر الانبعاثات في العالم واللتين وقعتا اتفاقا تاريخيا حول المناخ العام الماضي.
ونقل التلفزيون الصيني قول شي إن الدولتين "لا بد أن تعززا التنسيق مع جميع الأطراف وأن تعملا معا لضمان أن تصل قمة المناخ في فرنسا إلى اتفاق كما هو مقرر."
وأشارت أحدث مسودة للاتفاق إلى حل وسط بشأن ما كان مثار انقسام ضخم حول المدى الذي يجب أن يكون الاتفاق طامحا إليه في مجال محاولة التحكم في ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض.
وأشارت المسودة إلى ما يبدو أنه اتفاق على السعي إلى هدف أكبر طموحا وهو وقف الارتفاع في درجات الحرارة عند أقل من درجتين فوق مستويات ما قبل حقبة الثورة الصناعية.