واشنطن (رويترز) - قال كريستوفر راي مرشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقيادة مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) يوم الأربعاء إنه سيرفض التعهد بالولاء لترامب ورفض وصف الرئيس للتحقيق بشأن تدخل روسيا في الانتخابات بأنه "حملة ملاحقة" كما تعهد بالاستقالة إذا طلب منه الرئيس أن يقوم بشيء غير قانوني.
وسعى راي، الذي رشحه ترامب في السابع من يونيو حزيران ليحل محل جيمس كومي مديرا لمكتب التحقيقات الاتحادي، لأن ينأى بنفسه عن الرئيس الجمهوري بل وقال إنه سيكون من غير المرجح بشدة أن يوافق على لقاء ترامب في اجتماعات ثنائية.
وحضر راي جلسة اللجنة القضائية التابعة لمجلس الشيوخ لتأكيد ترشيحه في وقت تشهد فيه واشنطن ضجة بسبب رسائل بريد إلكتروني من عام 2016 نشرت أمس الثلاثاء وتظهر أن دونالد ترامب الابن وافق بحماس العام الماضي على لقاء امرأة قيل له إنها محامية حكومية روسية ربما كان لديها معلومات ضارة بالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وذلك في إطار دعم موسكو الرسمي لوالده.
وتملص راي من الرد على أسئلة محددة من السناتور الجمهوري لينزي جراهام بشأن الرسائل الإلكترونية لترامب الابن لكنه قال "أي تهديدات أو مساع للتدخل في انتخاباتنا من أي دولة أو أي طرف من غير الدول هي الشيء الذي سيود مكتب التحقيقات الاتحادي أن يعرفه".
ولم يخطر ابن ترامب مكتب التحقيقات الاتحادي وكتب أنه "يحب ذلك" العرض الروسي بتقديم معلومات عن كلينتون.
وأضاف راي أنه ليس لديه سبب للتشكيك فيما خلصت إليه وكالات المخابرات الأمريكية من أن روسيا تدخلت في الانتخابات لمساعدة ترامب بوسائل منها التسلل الإلكتروني ونشر رسائل بريد إلكتروني ضارة بكلينتون.
وفي أعقاب إقالة كومي عينت وزارة العدل روبرت مولر، الذي كان مديرا سابقا لمكتب التحقيقات الاتحادي، مستشارا خاصا يحقق في مزاعم التدخل الروسي في سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2016 واحتمال التواطؤ بين موسكو ومساعدين لترامب.
وأقال ترامب كومي يوم التاسع من مايو أيار معللا ذلك في وقت لاحق "بمسألة روسيا".
وكثيرا ما وصف ترامب التحقيق الروسي بأنه "حملة ملاحقة". وألقت المسألة الروسية بظلالها على الأشهر الستة التي قضاها ترامب في منصبه.
وقال راي للسناتور الجمهوري جراهام "لا أرى أن المدير مولر يقوم بحملة ملاحقة".
وخدم راي وكومي معا في وزارة العدل في عهد الرئيس السابق جورج دبليو.
وقال راي إنه "ملتزم بشدة" بدعم مولر في التحقيق الخاص ووصفه بأنه "شخص شديد النزاهة وأكن له احتراما كبيرا".
وطلبت ديان فاينستاين من راي أن يبلغ اللجنة "إذا علمت بأمر أي مكائد للعبث بتحقيق مولر". ورد قائلا "مفهوم".
لا قسم ولاء
قال راي إنه لم يتحدث مع أي أحد في البيت الأبيض عن إقالة كومي. وأضاف أنه لم يطلب منه أحد في البيت الأبيض التعهد بالولاء لترامب وهو ما قال كومي إن ترامب طلبه منه. وقال راي إنه لن يقدم مثل هذا التعهد إذا ما طلب منه.
وأضاف "ولائي للدستور ولحكم القانون ولمهمة مكتب التحقيقات الاتحادي. ولم يطلب مني أحد أي نوع من قسم الولاء في أي مرحلة من هذه العملية. وقطعا لم أقدم قسما".
وقال كومي في إفادة أمام اللجنة ذاتها إن ترامب طلب منه خلال اجتماعات خاصة أن يتعهد بالولاء له ويسقط التحقيق في شأن مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين. وأضاف أنه شعر بأنه تمت إقالته في مسعى من الرئيس لعرقلة تحقيق روسيا.
وسأل السناتور الديمقراطي باتريك ليهي راي "إذا طلب منك الرئيس أن تقوم بشيء غير قانوني أو غير أخلاقي.. فماذا ستقول؟"
وأجاب راي "أولا سأحاول إقناعه بالعدول عن ذلك. وإذا فشل ذلك فسوف أستقيل".
وعندما سأله السناتور الديمقراطي ديك دوربين إن كان سيجتمع في المكتب البيضاوي مع الرئيس من دون حضور أحد فأجاب "أعتقد أن هذا سيكون مستبعدا بشكل كبير".
وراي محام سابق بوزارة العدل وسبق له أن دافع عن حاكم ولاية نيوجيرزي كريس كريستي في فضيحة سياسية.
وأثارت المزاعم بأن ترامب ضغط على كومي بشأن التحقيق في أمر فلين تساؤلات بشأن إن كان سلوك ترامب يصل إلى حد عرقلة العدالة وهي مسألة محتملة في أي مساع مستقبلية محتملة في الكونجرس لمساءلة الرئيس الجمهوري بهدف عزله من منصبه.
وكرر راي تعهده بالاستقلال.
وقال راي للجنة القضائية التابعة لمجلس الشيوخ "هناك طريقة صائبة وحيدة فقط لتولي هذه الوظيفة وهي بالاستقلال التام.. واتباع التعليمات وأداء العمل بشكل مستقيم ومخلص للدستور ولقوانيننا ومن دون خوف أو محسوبية وقطعا من دون اعتبار لأي تأثير للسياسة الحزبية".
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)