Investing.com - ارتفع مؤشر السوق السعودية الرئيسي تاسي بشكل ملحوظ خلال هذه اللحظات من تعاملات يوم الاثنين، مقتربًا من مستوى 12 ألف نقطة، متجاهلًا تحذيرات عدد من الخبراء بشأن إمكانية تعرض السوق لضغوط حادة وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
يرتفع المؤشر الرئيسي الآن بنسبة 1.45% إلى 11,941 نقطة، وذلك عند الساعة 12:26 ظهرًا بتوقيت الرياض. فيما يتراجع مؤشر السوق الموازية نمو حد أعلى بنحو 0.2% إلى 24,606 نقطة.
تقلبات ملحوظ
تشهد سوق الأسهم السعودية تقلبات ملحوظة منذ بداية الشهر الجاري، بعد مكاسبها التي حققتها خلال الصيف، حيث شهدت بورصة الرياض أسوأ بداية لها في الربع الرابع منذ سنوات، متأثرة بتزايد التوترات الإقليمية.
انخفض مؤشر "تداول" للأسهم بنسبة 2.2% خلال أول ثلاثة أيام من شهر أكتوبر، وذلك على خلفية تصعيد إسرائيل لهجماتها ضد حزب الله اللبناني، واستعدادها للرد على الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة. وعلى الرغم من أن السوق السعودية تمكنت من تجاهل التوترات السياسية وضعف أسعار النفط لفترة من الزمن، فإن الانخفاض الأخير قد أزال جميع المكاسب التي حققتها منذ بداية العام.
وفي هذا السياق، يوضح ريان ليماند، الرئيس التنفيذي لشركة "نيوفيجن لإدارة الثروات"، أن "المستثمرين يشعرون بالخوف من الحروب والصراعات الجيوسياسية".
من جانبه، يتوقع جاسم الجبران، رئيس قسم الأبحاث في "الجزيرة كابيتال"، أن تظل السوق تحت ضغوط في المستقبل القريب، مرجحًا أن ينخفض مؤشر "تداول" إلى مستوى 11,380 نقطة. لكنه يشير أيضًا إلى احتمال أن يرتفع المؤشر بنفس النسبة إذا ما تحسنت الأوضاع في المنطقة.
ويضيف الجبران أن "القلق يتزايد بشأن احتمال وقوع مواجهة عسكرية مباشرة بين القوى الإقليمية. ورغم أن السعودية تسعى للحفاظ على الحياد، فإن أي تصعيد قرب مضيق هرمز، الذي يُعد شرياناً حيوياً لإمدادات النفط العالمية، قد يؤدي إلى أزمة دولية".
دور أسعار النفط
أسعار النفط تلعب دوراً حاسماً في أداء البورصة السعودية. فبينما تواصل المملكة تنفيذ "رؤية 2030" التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لا تزال تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط. وقد أدى تراجع أسعار الخام إلى مراجعة وإعادة تقييم خطط الاستثمار، كما أوردت بلومبرغ في تقرير سابق.
من جهة أخرى، قام استراتيجيو "إتش إس بي سي (LON:HSBA)" بتخفيض تصنيف الأسهم السعودية من "زيادة الوزن" إلى "محايدة" في المحافظ الاستثمارية، مشيرين إلى المخاطر القريبة الأجل المرتبطة بتفاقم التوترات الجيوسياسية وانخفاض أسعار النفط.
ورغم أن العقود الآجلة لخام برنت ارتفعت مؤخرًا بسبب مخاوف بشأن انقطاع إمدادات النفط، إلا أن الأسعار ما زالت دون مستوى 80 دولارًا للبرميل، وهو أقل بكثير من حاجز 96 دولارًا الذي تحتاجه السعودية لتحقيق التوازن في ميزانيتها، وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي. ووفقًا لتقديرات "بلومبرغ إنتليجنس"، فإن "نقطة التعادل" الفعلية قد تكون عند 112 دولارًا للبرميل، إذا تم أخذ نفقات صندوق الاستثمارات العامة في الاعتبار.
أما عبد الوهاب عابد، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة "سيدكو كابيتال" التي تدير أصولاً بقيمة 8.5 مليار دولار، فيحذر من أن بقاء أسعار النفط دون 69 دولارًا للبرميل لفترة طويلة قد يعرّض سوق الأسهم السعودية لمخاطر كبيرة. في المقابل، يرى بعض المستثمرين مثل محمد السويد، الرئيس التنفيذي لشركة "رازين كابيتال"، أن موجات البيع المكثفة قد تشكل "فرصة استثمارية"، مشيراً إلى أن "التوترات الإقليمية غالباً ما تفرض ضغوطاً مؤقتة على السوق، مما يوفر فرص شراء بأسعار مخفضة".
سهم الاتحاد للتأمين التعاوني يقود الارتفاعات
ارتفع سهم شركة الاتحاد للتأمين التعاوني (TADAWUL:8170) بشكل ملحوظ خلال تعاملات اليوم، حيث وصل إلى مستوى 18.46 ريال، بزيادة بأكثر من 5%.
يأتي ذلك بعدما وقعت الشركة عقدًا لإعادة التأمين مع الشركة السعودية لإعادة التأمين (TADAWUL:8200) "إعادة" للتأمين ضد تعثر أصحاب العمل، بقيمة 208.73مليون ريال
وقالت "إعادة" في بيان لـ"تداول السعودية" اليوم الاثنين، العقد يختص بإعادة تأمين للتغطية التأمينية لحقوق ومستحقات العاملين في القطاع الخاص من غير السعوديين في حال تعثر المنشآة وفقاً للشروط والأحكام المتفق عليها .
وأوضحت أن المنتج يمثل الجهود المشتركة بين وزارة الموارد البشرية والتنمية الإجتماعية وهيئة التأمين لإصدار وثيقة قياسية تهدف إلى حماية حقوق العاملين من غير السعوديين في المنشأة المتعثرة وفقاً لتصنيف وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وتشمل التغطية التأمينية للمنتج الأجور غير المدفوعة وتذكرة العودة إلى بلد العامل وفق حدود التغطية والشروط والاحكام المتفق عليها الصادرة من هيئة التامين.
وذكرت أن مدة العقد 12 شهراً ميلادياً،ومن المتوقع أن يظهر الأثر المالي للعقد على نتائج الشركة المالية اعتباراً من الربع الرابع للعام المالي 2024م.
كانت شركة الإتحاد للتأمين التعاوني قد وقعت عقد منتج تأمين أيضًا يوم الأحد يغطي المستحقات المالية للعاملين من غير السعوديين في منشآت القطاع الخاص مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وفقاً للشروط والأحكام المتفق عليها ووثيقة التأمين المعتمدة من هيئة التأمين.
وفي هذا السياق، تشير بيانات إنفستنغ برو - InvestingPRO إلى أنه على الرغم من ارتفاع السهم بشكل ملحوظ اليوم، إلا أنه ما زال لديه فرصة لتحقيق ارتفاع أكبر يتجاوز 10%، حيث إن قيمته العادلة تبلغ الآن حوالي 20.59 ريال سعودي.