من شادية نصر الله
جنيف (رويترز) - قالت كيت جيلمور نائب مفوض حقوق الإنسان بالأمم المتحدة يوم الاثنين إن العراق تديره حكومة فاشلة وحذرت القوى الأجنبية من "المشاركة" في هذا التجاهل لمحنة عموم العراقيين.
وأضافت جيلمور أن الحكومة العراقية وداعميها الدوليين يركزون بشدة على إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية وليست لديهم استراتيجية لإصلاح هذا البلد بعد ذلك.
وقالت بعد رحلة دامت لأسبوع إلى العراق "يقع على عاتق المجتمع الدولي الذي يركز بشكل كامل على العمل العسكري.. أن يولي جهدا مماثلا في المساعدات غير العسكرية."
وأضافت "يجب على المجتمع الدولي ألا يسمح لنفسه بالتورط مع القيادة العراقية الفاشلة" وحثت السياسيين العراقيين على مكافحة الفساد وإصلاح الهيئة القضائية وتعزيز المصالحة.
وتابعت "أول شيء يتعين على السياسيين العراقيين القيام به هو تنحية خلافاتهم جانبا والتحرك سريعا لتشكيل حكومة وحدة وطنية متماسكة وذات كفاءة."
وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن عزمه إجراء تغييرات كبيرة في حكومته في فبراير شباط الماضي لكن الخلافات والاحتجاجات أبطأت التقدم.
وقالت جيلمور "هناك شلل سياسي في العراق. لا توجد حكومة في العراق."
وأدى صعود الدولة الإسلامية التي تواجه القوات الحكومية في شمال العراق وغربه إلى تفاقم الخلافات المذهبية خاصة بين السنة والشيعة والتي طفت على السطح بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لهذا البلد في 2003.
وحصد انفجار سيارة ملغومة في منطقة تسكنها غالبية شيعية بشرق بغداد أرواح 11 شخصا على الأقل يوم الاثنين وأصابت 39 آخرين وهو ثالث انفجار في أربعة أيام بالعاصمة.
وقالت جيلمور إن الحرب ضد الدولة الإسلامية تسببت في نزوح أكثر من 3.4 مليون شخص داخل العراق أكثرهم يعيشون الآن في مخيمات لا تتوفر لهم فيها الرعاية الطبية ولا المياه ولا الملابس ويبدو أن الدعم الدولي يذهب لجيوب المسؤولين المحليين.
وأضافت "الفساد شيء يمكن للمجتمع الدولي التصدي له بقدر أكبر من الشجاعة وبمزيد من الجرأة والقوة.. المفاوضات التي تتم مع الحكومة لا يمكن أن تركز فقط على استراتيجية عسكرية.
"لا يحقق المجتمع الدولي أي نجاح في مساعدة العالقين في مخيمات داخلية. ميزانية الإغاثة الإنسانية.. في العراق غير ممولة بشكل كبير والفقراء هم من يدفعون الثمن."
وتقدر الأمم المتحدة تكلفة مواجهة الأزمة الإنسانية في العراق بنحو 4.5 مليار دولار. ووجهت المنظمة الدولية مناشدة في يناير كانون الثاني الماضي لجمع 861 مليون دولار لمساعدة الحكومة في تمويل خطتها البالغ تكلفتها 1.56 مليار دولار لمساعدة عشرة ملايين من المحتاجين هذا العام.
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية-تحرير حسن عمار)