من توم بيري وسليمان الخالدي
بيروت/عمان (رويترز) - قال مقاتلون معارضون يوم الخميس إن قرار الولايات المتحدة وقف برنامج للمساعدات العسكرية تديره وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) سيسدد ضربة قوية للمعارضة السورية ويجازف بأن يصب ذلك في مصلحة المتشددين.
وقال مقاتلون كانوا يتلقون المساعدات في إطار برنامج (سي.آي.إيه) إنهم لم يتلقوا إخطارا بعد بالقرار الأمريكي الذي كانت صحيفة واشنطن بوست أول من نشرت خبرا عنه يوم الأربعاء وأكده مسؤولان أمريكيان لرويترز.
وقال قيادي بالجيش السوري الحر إن قرار الولايات المتحدة يهدد بالتسبب في انهيار المعارضة المعتدلة وهو ما سيصب في مصلحة الرئيس بشار الأسد والجهاديين المرتبطين بتنظيم القاعدة الذين سعوا لفترة طويلة للقضاء على الجماعات الأكثر اعتدالا.
وقالت مصادر أخرى بالمعارضة إن الكثير سيتوقف على ما إذا كانت دول المنطقة مثل الأردن والسعودية وقطر وتركيا ستواصل دعمها للجماعات التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر الذي كان محور برنامج (سي.آي.إيه).
وقال مسؤول بالمعارضة مطلع على البرنامج "لم نسمع بهذا الأمر قط" ووصف القرار بأنه مفاجأة.
ويعقد القرار الأمريكي مستقبل المعارضة السورية المسلحة التي تعاني مشكلات بالفعل وتسعى منذ عام 2011 للإطاحة بالأسد الذي يبدو في موقف عسكري قوي بفضل الدعم الروسي والإيراني.
وبدأ برنامج (سي.آي.إيه) عام 2013 وقدم أسلحة وأموالا لجماعات الجيش السوري الحر بعد التحقق من أمرها عن طريق الأردن وتركيا.
ونظم البرنامج المساعدات للمعارضة بعد فترة من تقديم الدعم بلا ضوابط في المراحل الأولى من الحرب خاصة من دول الخليج مما ساعد في صعود عدد من الجماعات المسلحة التي يتبنى كثير منها فكرا إسلاميا متشددا.
وشملت المساعدات في بعض الحالات صواريخ مضادة للدبابات ساعدت مقاتلي المعارضة على إحراز تقدم كبير في مواجهة الجيش السوري المنهك مما أدى للتدخل الروسي في سبتمبر أيلول 2015.
ولطالما اشتكى مقاتلو الجيش السوري الحر من أن الدعم يقل كثيرا عما يحتاجونه لإحداث فرق حاسم في الحرب ضد الجيش السوري الأفضل تسليحا والجماعات الشيعية التي تدعمه بما في ذلك حزب الله اللبناني.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن القرار جزء من جهود إدارة الرئيس دونالد ترامب لتحسين العلاقات مع روسيا.
وكان منتقدون لبرنامج (سي.آي.إيه) ومنهم بعض المسؤولين الأمريكيين قالوا إن بعض المقاتلين المسلحين والمدربين انشقوا وانضموا لتنظيم الدولة الإسلامية وجماعات متشددة أخرى.
وامتنع المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف عن التعليق حين سئل عن رأيه في الخطوة الأمريكية واكتفى بالقول إن ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يبحثا المسألة حين اجتمعا في قمة مجموعة العشرين هذا الشهر.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية أرتم كوجين قوله في تصريحات صحفية "نرحب بكل الجهود التي تهدف لعدم تصعيد الموقف وتحقيق الأمن في الشرق الأوسط. لا بأس إذا كان هذا هو المطلوب".
ليس في مصلحتنا
كان ترامب لمح قبل أن يتولى الرئاسة في يناير كانون الثاني إلى احتمال أن يوقف الدعم لجماعات الجيش السوري الحر وأن يعطي الأولوية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن جهودا عسكرية أمريكية منفصلة لتدريب وتسليح ودعم جماعات معارضة سورية أخرى بضربات جوية ووسائل أخرى ستستمر. وشمل الدعم العسكري الأمريكي دعم المقاتلين الأكراد الذين يحاربون تنظيم الدولة الإسلامية.
وتعمل معظم الجماعات التي يشملها برنامج (سي.آي.إيه) في شمال غرب وجنوب سوريا.
وقال القيادي بالجيش السوري الحر إن من المؤكد أن القرار ستكون له نتائج وتداعيات على المشهد السوري خاصة في الشمال والجنوب مشيرا إلى أن وقف المجتمع الدولي الدعم للجيش السوري الحر عامل سيزيد من قوة الأسد وقوة الجماعات المتطرفة.
ونجحت جماعات الجيش السوري الحر في جنوب سوريا، بمساعدة الأردن، في احتواء الجهاديين مثل الجماعة التي كانت تعرف سابقا باسم جبهة النصرة وشنت هجمات على تنظيم الدولة الإسلامية.
وواجهت جماعات الجيش السوري الحر في شمال سوريا صعوبة أكبر في التعامل مع المتشددين. وتم تعليق المساعدات للجيش السوري الحر في شمال غرب سوريا مؤقتا هذا العام بعد هجوم كبير شنه الجهاديون.
وقال قائد آخر من المعارضة إن الأمريكيين أبلغوهم بأنهم توصلوا لاتفاقات مهمة مع الروس وأضاف أن الأمريكيين قالوا إن لديهم استراتيجية جديدة في سوريا لا تشبه تلك التي كانت متبعة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وأشار القائد إلى أن القرار الأمريكي الذي أفادت تقارير باتخاذه ليس في مصلحة الجيش السوري الحر مشيرا إلى أن الجماعة ستنتظر لترى ما سيحدث.
وساندت تركيا جماعات الجيش السوري الحر خارج القنوات المدعومة من المخابرات المركزية الأمريكية تحقيقا لمصالحها في شمال سوريا خاصة في عملية (درع الفرات) التي قادتها العام الماضي وكونت من خلالها منطقة عازلة على الحدود.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)