🌎 انضم إلى 150+ ألف مستثمر من 35+ دولة يمكنهم الوصول إلى اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع عوائد تفوق السوقفعِل الآن

مي الصايغ.. عن وطن يسكننا ونكاد لا نسكنه

تم النشر 02/03/2015, 11:49
محدث 02/03/2015, 11:50
مي الصايغ.. عن وطن يسكننا ونكاد لا نسكنه

من جورج جحا

بيروت 2 مارس اذار (رويترز) - الشاعرة الفلسطينية مي الصايغ في مجموعتها الأخيرة (ليت هندا لم تعد) تكتب بشغف وبشعر موح مركزة على وطن يسكنها كما يسكن فلسطينيين أبعدوا عنه وآخرين يقيمون في قسم منه ويكادون لا يسكنونه فعلا.

هند كما يظهر لنا هو اسم والدة الشاعرة التي ربتها على محبة هذا الوطن وعلى الأمل الذي يجب ألا ينقطع بالنسبة اليه. والشاعرة هنا استعارت بعض عنوان مجموعتها من اسم امها والبعض الاخر من قول لشاعر عربي شهير يتحدث فيه عن الوعود التي لا تتحقق.

قال الشاعر الاموي عمر بن أبي ربيعة (ليت هندا انجزتنا ما تعد / وشفت انفسنا مما تجد / واستبدت مرة واحدة / إنما العاجز من لا يستبد / كلما قلت متى ميعادنا / ضحكت هند وقالت : بعد غد.)

والاستبداد هنا لا يحمل تماما المعنى السياسي المألوف إنما يعني أن يسير الإنسان مستقلا برأيه ومنفردا. ويبقى الأمل معلقا (بعد غد ...بعد غد) فلا يتحقق ولا يموت.

والشاعرة والناقدة الاكاديمية الفلسطينية الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي تقول عن الصايغ في مقدمة الكتاب إن ما يميز عطاءها الشعري والادبي "هو نفوره التلقائي من التقريرية والبطولية ذات الضجيج ... من عنجهية الذين لا يطيقون إلا ان يعلنوا عن أهميتهم بجهورية المتعالمين ...كم ارهقنا ونرهق اذ نقرأ ونقرأ في هذا الجسد العربي المتطاول عبر عالمنا الواسع فلا يجيئك جواب عن مدار الحديث ,عن تجربة لها حدود لا يمكن ان تتمادى الى غير نهاية ... فوضى لا يحدها رابط فني يحتوي القول وما يرمي الشاعر اليه.

"وما لم يدركه عدد من شعراء اليوم هو ان للمعني الشعري لياقته الخاصة ان له شروطا واصولا ملزمة فكيف سمح الشعراء لانفسهم بتخطيها الى ما يمكن تسميته بنكبة الشعر المعاصر وفراغه؟"

وردت مجموعة الصايغ في 204 صفحات متوسطة القطع وصدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت. وللصايغ المولودة في غزة عام 1935 خمس مجموعات شعرية سابقة منها (اكليل الشوك) و(قصائد حب لاسم مطارد) كما لها كتاب نثري ورواية عنوانها (بانتظار القمر).

أما الجسوسي الشاعرة والناقدة الاكاديمية والمترجمة الفلسطينية فقد ولدت في السلط في الاردن عام 1928. وهي حاصلة على دكتوراه في الادب العربي من جامعة لندن. وقامت بالتدريس في جامعات الخرطوم والجزائر والولايات المتحدة ولها عدة دراسات في الادب العربي الحديث وفي الشعر العربي الحديث نشرت في جامعات كولومبيا وتكساس وانديانا الامريكية. ولها ديوان شعري اسمه (العودة من النبع الحالم).

تكتب الصايغ شعرا حديثا لا يتخلى عن الاوزان والقوافي المتعددة ولا عن الايقاع الموحي والصور الحافلة بالواقع وبالحلم أيضا. في قراءة شعرها الموزع بين هند الام وبين الوطن قد نتذكر لوحة فنية لجبران خليل جبران لوجه سيدة هي أمه أسماها "وجه أمي وجه أمتي".

تستهل الشاعرة مجموعتها بقصيدة عنوانها (هي) تحمل بعض سمات شعرها. تقول (هي ما يتيه به الربيع على الورى / هي ما يفيء اليه ريحان السنين / هي ما يمر من النسيم على نوافذنا / وما تحكي النجوم / هي ما يقول البحر للشطآن / موسيقى الحنين / هي حلوة الدنيا / ودر العالمين).

وتختم قصيدة (جلنار) بالقول عن الأم (ورأيت نهر الوقت يجري / وهي تجلس مثل آلهة / على قدسي هيكلها / وفي يدها الشموس / من يوم ان جاءت لعالم يتمها هند / وحتى الامس / حتى كبوة الفرسان / لم تحن الرؤوس).

وفي قصيدة (أ ي

من جورج جحا

بيروت 2 مارس اذار (رويترز) - الشاعرة الفلسطينية مي الصايغ في مجموعتها الأخيرة (ليت هندا لم تعد) تكتب بشغف وبشعر موح مركزة على وطن يسكنها كما يسكن فلسطينيين أبعدوا عنه وآخرين يقيمون في قسم منه ويكادون لا يسكنونه فعلا.

هند كما يظهر لنا هو اسم والدة الشاعرة التي ربتها على محبة هذا الوطن وعلى الأمل الذي يجب ألا ينقطع بالنسبة اليه. والشاعرة هنا استعارت بعض عنوان مجموعتها من اسم امها والبعض الاخر من قول لشاعر عربي شهير يتحدث فيه عن الوعود التي لا تتحقق.

قال الشاعر الاموي عمر بن أبي ربيعة (ليت هندا انجزتنا ما تعد / وشفت انفسنا مما تجد / واستبدت مرة واحدة / إنما العاجز من لا يستبد / كلما قلت متى ميعادنا / ضحكت هند وقالت : بعد غد.)

والاستبداد هنا لا يحمل تماما المعنى السياسي المألوف إنما يعني أن يسير الإنسان مستقلا برأيه ومنفردا. ويبقى الأمل معلقا (بعد غد ...بعد غد) فلا يتحقق ولا يموت.

والشاعرة والناقدة الاكاديمية الفلسطينية الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي تقول عن الصايغ في مقدمة الكتاب إن ما يميز عطاءها الشعري والادبي "هو نفوره التلقائي من التقريرية والبطولية ذات الضجيج ... من عنجهية الذين لا يطيقون إلا ان يعلنوا عن أهميتهم بجهورية المتعالمين ...كم ارهقنا ونرهق اذ نقرأ ونقرأ في هذا الجسد العربي المتطاول عبر عالمنا الواسع فلا يجيئك جواب عن مدار الحديث ,عن تجربة لها حدود لا يمكن ان تتمادى الى غير نهاية ... فوضى لا يحدها رابط فني يحتوي القول وما يرمي الشاعر اليه.

"وما لم يدركه عدد من شعراء اليوم هو ان للمعني الشعري لياقته الخاصة ان له شروطا واصولا ملزمة فكيف سمح الشعراء لانفسهم بتخطيها الى ما يمكن تسميته بنكبة الشعر المعاصر وفراغه؟"

وردت مجموعة الصايغ في 204 صفحات متوسطة القطع وصدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت. وللصايغ المولودة في غزة عام 1935 خمس مجموعات شعرية سابقة منها (اكليل الشوك) و(قصائد حب لاسم مطارد) كما لها كتاب نثري ورواية عنوانها (بانتظار القمر).

أما الجسوسي الشاعرة والناقدة الاكاديمية والمترجمة الفلسطينية فقد ولدت في السلط في الاردن عام 1928. وهي حاصلة على دكتوراه في الادب العربي من جامعة لندن. وقامت بالتدريس في جامعات الخرطوم والجزائر والولايات المتحدة ولها عدة دراسات في الادب العربي الحديث وفي الشعر العربي الحديث نشرت في جامعات كولومبيا وتكساس وانديانا الامريكية. ولها ديوان شعري اسمه (العودة من النبع الحالم).

تكتب الصايغ شعرا حديثا لا يتخلى عن الاوزان والقوافي المتعددة ولا عن الايقاع الموحي والصور الحافلة بالواقع وبالحلم أيضا. في قراءة شعرها الموزع بين هند الام وبين الوطن قد نتذكر لوحة فنية لجبران خليل جبران لوجه سيدة هي أمه أسماها "وجه أمي وجه أمتي".

تستهل الشاعرة مجموعتها بقصيدة عنوانها (هي) تحمل بعض سمات شعرها. تقول (هي ما يتيه به الربيع على الورى / هي ما يفيء اليه ريحان السنين / هي ما يمر من النسيم على نوافذنا / وما تحكي النجوم / هي ما يقول البحر للشطآن / موسيقى الحنين / هي حلوة الدنيا / ودر العالمين).

وتختم قصيدة (جلنار) بالقول عن الأم (ورأيت نهر الوقت يجري / وهي تجلس مثل آلهة / على قدسي هيكلها / وفي يدها الشموس / من يوم ان جاءت لعالم يتمها هند / وحتى الامس / حتى كبوة الفرسان / لم تحن الرؤوس).

وفي قصيدة (أ يا أنا) سمات إنسانية من تجربة المرارة والتشرد الفلسطينيين تقول فيها (اتدركين انني انأ / وانني هنا / وانني اكرر السؤال؟ / فاين تذهبين ؟ / اتبحثين في ظلال العمر في حدائق الخيال/ ولم نعد هناك لم نعد هناك).

(من أنت ؟ / تسألين من أنا !!/ اصدع السنين / لو أعيد الوقت برهة / أراك تحملين فوق رأسك السماء وتطلعين للنهار ضوءه / وتبعثين نكهة الاشياء / فيعذب البقاء / وتصنعين من شغاف الياسمين / دارة لنا / وتصبح الأيام بيتنا / فكيف تسألين كيف تسألين من أنا؟).

(أ يا أنا / أحب لو يعود العمر مرة / وأن يعود ظلك الحبيب قلعة لنا / وان يغيب العمر غيبة / ولا تدور حولنا الدنا / وتسكن الايام عندنا).

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.