في كل عام جديد يوجد احتمال بنسبة 2 من 3 لارتفاع الاسهم الأمريكية في ذلك العام. وبناءً على ذلك نتوقع أن يوجد احتمال بنسبة 66.15 لارتفاع الأسهم في 2016، إذا كنت مثل معظم المستثمرين فسوف تتحمس لمثل هذه الاحتمالات، فرغم كل شيء لا يمكن أن يستمر الوضع كما هو عليه للأبد مهما كانت طريقة حسابك فإن المرحلة التي نعيش فيها حاليا تعد من اطول الفترات التي صعدت فيها الاسهم الامريكية في الأجل الطويل على مدار تاريخ مؤشر داو جونز الصناعي.
ولا يختلف الامر سواء كان السوق يسيطر عليه المشترون أو البائعون (دببة أو ثيران)، وذلك لأن احتمال صعود الأسهم في اي عام غير مرتبط بأدائه في الأعوام السابقة، وكثيرا ما يقع المستثمرون ضحية لخدعة المقامر، وأبرز مثال على ذلك عندما يظهر وجه معين عند إلقاء العملة ست مرات متتالية مثلا فنعتقد بأن المحاولات القادمة سوف يظهر الوجه الأخر للعملة، لكن العملة لا تتذكر بالطبع أخر وجه ظهر في المحاولة السابقة لذلك فإن الوجهين يظهران بنسبة 50-50.
ينطبق ذلك الوضع على سوق الأسهم بشكل كبير. فعند النظر للرسم البياني في الأعلى الذي يلخص ما وجدته عند تحليل متوسط داو جونز الصناعي منذ تأسيسه في 1890، تلاحظ أن احتمالات صعود الأسهم في أي سنة ميلادية متساوية بغض النظر عن ما حدث في السنوات السابقة من ارتفاع أو انخفاض، فعلى سبيل المثال قد أظهر مؤشر داو جونز الصناعي ارتفاعا باحتمال 66.7% في الأعوام التي تلت أعوام الارتفاعات، مقابل ارتفاعباحتمال 65% في الأعوام التي تلت أعوام الانخفاضات، وهذه الاحتمالات لا يمكن التفريق احصائيا بينها وبين احتمال الارتفاع لكل الأعوام الميلادية منذ بداية مؤشر داوجونز قبل 120 عاما.
ربما يخيب أملك لأن مصير السوق في 2016 لا علاقة له بأدائه في العام الذي سبقه، لكن هذا من الاخبار الجيدة، حسب قول "لورانس تنت" رئيس شركة كوانتا للإدارة المخاطر، الذي قال في مقابلة أن السوق إذا اعتمد على أدائه السابق فسوف تحدث الفوضى، ويجب أن نشعر بالراحة عندما نعلم ان الأسواق التي تعمل بكفاءة تعتمد في مستواها على الأرباح المستقبلية المتوقعة ولا تضمن الماضي في حساباتها، ولا يعني ذلك أن السوق لا يمكنه الارتفاع في عام 2016،لكن النقطة الأهم أنه إذا ارتفع السوق فلن يكون لذلك علاقة بأدائه في العام الماضي.