سجّل الدولار الأسترالي أداءًا مخيّبًا للآمال خلال الدورة المسائية وخسر ما يناهز 0.5% مقابل نظرائه الرئيسيين، بعد أن عبّر بنك الاحتياطي الأسترالي عن معارضته بشكل أكبر لمعدّلات صرف العملة المرتفعة عقب اجتماع السياسة الشهري. فقد عمد الحاكم غلين ستيفنس وأعضاء مجلس إدارته الى إبقاء معيار معدّلات الفائدة دون تغيير، مع تكرار التعليقات المألوفة التي تظهر توافر إمكانية اعتماد سياسة فضفاضة أكثر. مع ذلك، كانت التصريحات المحيطة بإرتفاع الدولار الأسترالي أكثر حدّة، مع تصريح ستيفنس بأنّ العملة "هي مرتفعة بشكل مزعج"، مشيرًا الى ضرورة انخفاض المعدّل من أجل "تحقيق نمو متوازن في الاقتصاد".
وفي حين لا يبيّن هذا الكلام تغييرًا بنّاءَ عن بيانات السياسة السابقة التي صدرت في الأشهر الأخيرة، بيد أنّه يمثّل على الأرجح بعض التصعيد في النبرة. في هذا الصدد، إن اعتبار معدّلات الصرف "مزعجة" هي الكلمة الأقوى التي تمّ استعمالها. هذا ويظهر تكرار مسألة الحاجة الى عملة أضعف تحوّل ملحوظ في موقف بنك الاحتياطي الأسترالي.
مع ذلك، لا يعتبر هذا الأمر بمثابة دعوة واضحة للتحرّك وقد تمرّ هذه التصريحات مرور الكرام. مع ذلك، تعكس ردود فعل الدولار الأسترالي السلبية تيقّظ المستثمرين الى التحوّل الذي طرأ على نبرة بنك الاحتياطي الأسترالي. إنّ المساعي الشفهية الرامية الى توجيه معدّلات الصرف تؤدّي الى انخفاض العائدات مع الوقت في غياب أي خطوات ملموسة. يولّد ذلك بعض مخاطر التدخّل المحتملة، لتتأثر آفاق الدولار الأسترالي وتنحسر التحرّكات الصعودية خلال الأجل القريب.
بالتطلّع قدمًا، يدفع الجدول الاقتصادي المفتقر نسبيًا الى البيانات التّجار للتركيز على المفكّرة الأميركية التي تتصدّرها بيانات ISM غير التصنيعية. تشير التوقعات الى تباطؤ أنشطة القطاع الخدماتي وبلوغ النمو أدنى مستوى له في أربعة أشهر. إنّ نتائج مماثلة ستدعم الدعوات التي تشير الى تأجيل موعد البدء بتقليص الجولة الثالثة من التيسير الكمّي، الأمر الذي يلقي بثقله على الدولار الأميركي ويعزّز الأصول المحفوفة بالمخاطر (ولا سيّما الدولار الأسترالي والنيوزيلندي). غنيّ عن القول إنّه ستترتّب عن أي مفاجأة صعودية التداعيات المعاكسة. EUR/USD GBP/USD" title="EUR/USD GBP/USD" width="813" height="952">