يزداد عدد البنوك التي تحظر شراء (بتكوين) باستخدام البطاقات الائتمانية. وهذا الحظر ساعد في تعميق عملية التصفية التي بدأت هذا الشهر، وانخفض السعر تحت 10,000 دولار. وما يشهده سوق العملات المشفرة الآن يعده البعض ناجما عن الجهود الدولية الساعية لفرض تنظيمات على هذا السوق، ساحقة بذلك مستثمري التجزئة المعارضين للنظام التقليدي. وعلى ناحية أخرى يعتقد البعض أن هذه التنظيمات تعد إجراءات حثيثة لتفادي فضيحة مثل فضيحة الفوركس أو الخيار الثنائي. أيا كان ما تعتقد، فالواقع أن هذه التنظيمات أسقطت العملة رقم واحد في السوق من قمة 20,000 إلى قاع 10,000 ومازالت تسقط.
على أي حال، ترتفع العملة الرئيسية اليوم، لليوم الثاني. ويترك هذا الارتفاع المستثمرين في حيرة من أمرهم، فهم يتساءلون ما إذا كانت عمليات التصفية انتهت أم لا.
إذن، هل انتهت عمليات التصفية؟
أولا، الخطوة الجديدة المتعمقة في عمليات التصفية أثبتت أنه في باطنها الرحمة، وفي ظاهرها العذاب؛ وكانت الرحمة لسوق البتكوين، وإن لم تكن للأفراد الذي خسروا كل شيء (نتقدم لهم بخالص الأسى والحزن). ويرجع السبب في عمليات التصفية بشكل جزئي إلى انخفاض لطلب على الشراء باستخدام البطاقات الائتمانية، ولكن السبب الأرجح فيما حدث هو: تركيز البنوك على أن فئة الأصول هذه محفوفة بالمخاطر، وأن ما أظهرته هذه الأصول الرقمية من تقلبات فوضوية تدحض أي اعتقاد بأنها نوع من العملات.
حذرنا قرائنا من هذه المخاطر، خاصة تلك التي تتعلق بعمليات الشراء باستخدام البطاقات الائتمانية.
هل عجز المستثمرون الأغرار من فهم هذه المخاطرة؟ ولكن على أي حال سيكون السوق أفضل بدون هؤلاء المتداولين الذين يضعون أحلاما وآمالا بالاغتناء السريع دون مخاطر، وبطريقة التفكير تلك إنما يدمرون الأحلام والآمال للمتداولين الأكثر نضجا. يعتبر الانهيار الأخير نوع من الغربلة للسوق، يذكر الجميع بأنه لا استثمار في هذه الأصول دون فهم لها، ولابد كذلك أن تتضمن مخاطر.
ثانيا: حتى لو حصلنا على سوق من المتداولين الأذكياء المسؤولين، فقد فات الأوان. فالبتكوين الآن في سوق الدببة.
وثالثا: لا يعني هذا أنك عاجز عن تداول بتكوين لأعلى ولأسفل.
ضع شروطك
يوجد الكثير من اللغط الآن بين المستثمرين بشأن الاتجاه. فعادة ما يتساءل المتداولون إذا ما كان الاتجاه صاعد أم هابط.
قبل الإجابة على السؤال، يجب على المستثمرين أن يحددوا السؤال بدقة. فنقول: أي اتجاه ينظر إليه المتداولون؟ فالاتجاهات تتنوع بين: دهري (يستمر لعقود)، طويل المدى (يتراوح بين شهور لسنوات)، متوسط المدى (يتراوح بين أسابيع وشهور)، قصير المدى (يتراوح بين أيام وأسابيع)، والتداول اليومي، وأخيرا الاسكالبينج (اخطف وامشي).
يمكن للاتجاه أن يكون صاعدا لفترة، ومن ثم يهبط. فكل ما عليك هو أن تحدد شروطك، وعندها ستعرف الاتجاه.
وارتد السعر أمس عن مستوى الدعم للاتجاه الصاعد منذ يوليو، وذلك عندما تحقق التكهن بشأن الدفع للتخلص من الدعم، مقترحين أن الاتجاه الصاعد طويل المدى تم تفعيله.
ولكن، لو كان المتداولون يطلقون على الأصل الذي ينخفض بنسبة 20% بأنه دخل سوق الدببة، ترى ماذا يقولون على أصل انخفض بنسبة 70%، سقط من 20,000 إلى 6,000؟ بالتأكيد سيقولون أنه سوق دببة، أو فرصة للشراء.
يكون لدينا على المدى المتوسط اتجاه لأسفل، لأن التداول في القناة الهابطة منذ ديسمبر، مع بعض الذروات والنقاط الدنيا في مستويات السعر الهابطة. وهذه الديناميكية تعني بأن التوازن بين العرض والطلب ينحرف نحو أخذ توجهات قصيرة، وليس شراء. وستكون البتكوين في اتجاه صاعد فقط عندما ينحرف التوازن في الاتجاه الآخر، فوق قمة القناة، ويصل إلى ذروتين وإلى نقطتين من النقاط الدنيا في مستويات السعر الصاعدة.
لاحظ بأنه حتى في الاتجاه الهابط، حدثت بعض الأمور التي تعمق منه: (1) قمة القناة عند 12,500 دولار ومستمرة في السقوط، (2) تسارع هبوط خط الاتجاه الهابط من 6 يناير حتى 28 يناير، ويقف الآن عند 8,600 وما زال يهبط، وأخيرا (3) خط الاتجاه الهابط الأكثر انزلاقا منذ 28 يناير يقاوم الصعود الحالي عند مستوى 8,000 دولار
سحب كافة هذه الأعماق في خطوط الترند يسمى التذرية. وربما يستكمل كل خط اتجاه مساره للتزويد بمقاومة، عندها يقوم المتداولون بعمليات بيع أو أخذ مراكز قصيرة. وأي اختراق لأعلى لكل خط اتجاه قادر على فتح الخط التالي للاتجاه كهدف له.
ويكون الاتجاه صاعد على المدى القصير، ويأتي دعمه من قاع نموذج الرأس والكتفين. ويتضمن نموذج الرأس والكتفين علم هابط يشير إلى انتعاش (باللون الأحمر)، بينما يمكن للنموذج أن يشكّل أيضا وتد صاعد يشير إلى هبوط (باللون الأزرق).
المستهدف عند نموذج الرأس والكتفين 7,840 دولار، بينما العلم هدفه: 8,900 دولار.
ولكن في حال اكتمل الوتد مع اختراق لأسفل تحت 7,600 للزاوية حاليا، ستكون هذه إشارة لاستكمال الاتجاه الهابط على المدى المتوسط للطويل. فهذه هي المخاطرة التي يتوقعها المتداولون عند التداول عكس الاتجاه. ويعني هذا أن التداول حاليا ليس مفتوحا للجميع.
فالتداول حاليا يعد سباحة ضد لتيار، تحتاج إلى تدريبات: قوة، وتحمل، وتركيز. فمن يجرؤ على الإقدام على مثل هذا النوع من التداول، هم المتداولون الذين لديهم: خطة إدارة للأسهم، وهم قادرون على فهم وتحمل المخاطر التي تنجم من السباحة عكس التيار.
استراتيجيات التداول:
الاستراتيجية المحافظة: يتم التداول وفقا للاتجاه الرئيسي فقط. ويمكنهم أن يدخلوا في مراكز قصير في حال حدوث اختراق لأسفل من الوتد الصاعد، وتكون نقطة وقف الخسارة فوق قاعه، والهدف الاول 6,000 دولار. ويجب أن تثبت النقطة الدنيا السابقة وجود طلب، والهدف الثانوي يكون 4,600 دولار.
الاستراتيجية المعتدلة: يسيرون مع الاختراق لأعلى، والذي يبطل الطبيعة الهابطة الوتد الصاعد ، ويكون وقف الخسارة تحت قمة الوتد، ولديهم نفس الأهداف السابقة الذكر للاستراتيجية المعتدلة.
الاستراتيجية العنيفة: يدخلون مراكز قصيرة، مع وقف خسارة فوق الارتفاع الساعي المقدر ب 8,238.10. ويكون الهدف الأول هو قاع الوتد عند مستوى 7,800، وهدف طويل فوق الاختراق لأسفل المذكور في الاستراتيجية المحافظة.
حل بديل: يمكن أن يقوموا بتغطية مراكزهم، أن يدخلوا في مركزين متعارضين، ويغلقوا المركز القصير عند اختراق لأعلى فوق مستوى 8,300، ويغلقوا المركز الطويل مع إغلاق أسفل مستوى 7,960 تحت الانخفاض الساعي.
وإذا حدث الاختراق لأعلى للوتد عند رفع هذا المقال، يجب عليهم أن يتبعوا الاستراتيجية المعتدلة.
ملاحظة: هذا نوع مخادع من التداول، ما قد يبدو اختراق لأسفل بالنسبة لوتد صاعد، ربما يتحول إلى حركة عودة للعلم الهابط المنتعش. ولهذا، فهو متاح للمتداولين المسلحين بإدارة صارمة للأسهم، ويمكنهم تحمل الخسائر.
إبراء ذمة: كافة الاستثمارات تشتمل على مخاطر، ويمكنها أن تتقلب على المدى الطويل أو القصير. كافة المعلومات المنصوص عليها في هذا التحليل غير مضمونة، ولسنا نزعم بأنها شاملة، والغرض من ذكرها لا يتعدى كونه غرض إعلامي. وكل من يقرأها يوافق، ويفهم، ويقبل بانه متحمل للمسؤولية الكاملة لعواقب القرارات الاستثمارية التي يتخذها. كما أنه يتحمل القيام بكافة واجباته دون أن يحمّل بينتشاس كوهين أي مسؤولية. ولا يتحمل بنيتشاس كوهين أي مسؤولية قانونية مباشرة او غير مباشرة على أي خسائر تقع على القارئ نظرا لاعتماده على أي معلومة أو رأي مذكور هنا. ويخضع الرأي للتغير دون ملاحظة. وهذا المقال ليس عرض أو دعوة للتداول أو الاستثمار. ولا يجب على أي شخص يتعرض لهذه المعلومات أن يتعامل معها على أنها نوع من النصيحة.