- شبكة البرق يمكنها حل مشكلات التوسع والاستيعابية التي تواجه بتكوين
- طبقت عدد من العملات المشفرة البديلة هذه التكنولوجيا
- رغم هذا، لا يزال هناك شكوك وتساؤلات حول الأهمية الاقتصادية للشبكة، ومدى فائدتها لحماية خصوصية المستخدم.
فقدت بتكوين سحرها عند البعض، وتحول عدد من تداول وامتلاك بتكوين إلى عدد من العملات المشفرة البديلة. تنوعت الشكاوى حول بتكوين من مخاوف تولدت من تقلبات العملة العنيفة، إلى مشكلات متعلقة ببطء المعاملات، وارتفاع تكلفتها. وتحدثنا سابقا عن ظهور تكنولوجيا جديدة تسمى تكنولوجيا شبكة البرق، تعمل كطبقة ثانية من التكنولوجيا في سلسلة الكتل "البلوكشين". وروّج مطورو هذه التكنولوجيا لها على أنها حل لكافة مشكلات التوسع التي تواجه شبكة بتكوين.
أصدرت الورقة البحثية الخاصة بتكنولوجيا البرق في يناير 2016. وتهدف هذه التكنولوجيا الجديدة إلى تقليل الرسوم، والزمن الذي تستغرقه المعاملات، وتنتشر هذه التكنولوجيا بسرعة كبيرة في فضاء العملات المشفرة. وطبقتها عدد من العملات المشفرة مثل: (بتكوين)، لايتكوين، Zcash، إيثيريوم، ريبيل، وأخيرا ستالر.
كيف تعمل تكنولوجيا شبكة البرق؟
لمن لا يعرف كيف تعمل تكنولوجيا البرق، إليكم تلخيص عن كيفية عملها من موقع الشبكة الإلكتروني:
"يفتح الطرفان المساهمان في العملية قناة متصلة بسلسلة الكتل الخاصة ببتكوين. وتعتبر هذه القناة مدخل إلى سجل الحسابات العامة لبتكوين الذي يتم تسجيل المعاملات اليومية فيه. ومن أجل إنفاق العملات يجب أن يوافق الطرفان على الرصيد الجديد. ويخزن الرصيد الحالي وفق آخر معاملة وافق عليها الطرفين، وكذلك الإنفاق من القناة. لإجراء عملية سداد يتعين على كلا الطرفين أن يوافقا على إتمام معاملة صرف جديدة من القناة. وإذا وافق الطرفان على معاملة جديدة تصبح بذلك كافة المعاملات القديمة غير صالحة فلا يمكن التلاعب.
ولا تتطلب شبكة البرق موافقة كلا الطرفين على الخروج من القناة. فكل واحد من المشاركين في القناة لديه الحق في إغلاقها، وإنهاء علاقته بالطرف الآخر. وبما أن أي شخص يمكنه فتح قناة مع شخص آخر أو مع عدة أشخاص آخرين، فبذلك يمكنه اتمام عمليات الدفع والسداد مع أي طرف يختاره على الشبكة”
ومن الواضح أن أي تكنولوجيا تحسن عمليات الدفع والسداد على شبكة بتكوين، تدفع العملات المشفرة الأخرى إلى تبنيها. وفي الواقع، بناءا على الرسم البياني أدناه، يظهر انخفاض متوسط رسوم المعاملات على بتكوين من 55 دولار بنهاية ديسمبر إلى 2 دولار اليوم.
ولكن، يجب أن نراعي أن شبكة البرق لم تكن المسؤول الوحيد عن انخفاض الرسوم. فدفعت ثلاث عوامل هذا التغير هي: السيجويت (الشاهد المعزول)، وتكنولوجيا البرق، وانخفاض الكمية الكلية للمعاملات.
يقول المدير التنفيذي المشارك، ورئيس الرؤية ل Block Stocks مارتن ووس، أن شبكة البرق من المتوقع لها أن تخفض زمن ورسوم إتمام المعاملات على شبكة سلسلة الكتل الخاصة ببتكوين:
"فيما يخص بتكوين نرى على مدار الأشهر والأسابيع الماضية حدوث مجموعة من التغيرات التي ساهمت في تقليل زمن ورسوم المعاملات، عن طريق حل تكنولوجي جديد خارج السلسلة يعرف بتكنولوجيا البرق. ساهمت هذه التكنولوجيا الجديدة في حل مشكلات مثل: جعلنا قادرين معالجة عدة ملايين أو مليارات من المعاملات في الثانية الواحدة، بدلا من معالجة 7 معاملات في الثانية."
هل لشبكة البرق أهمية اقتصادية فعالة؟
ويبقى سؤال، حتى إذا انتشرت شبكة البرق على نطاق واسع، هل لهذه التكنولوجيا أهمية اقتصادية فعالة؟ يشرح ووس قائلا أنه عندما يقوم المستخدم بفتح قناة، يجب أن يكون لديه كمية من العملات حيث إن القنوات مسبقة الدفع، إذ أنه مسموح للمستخدم تحويل الأموال داخل القناة فقط. فلو مرّ المدفوع خلال عدد من ال "hopps" –وهي الفكرة العاملة للشبكة- فكل مساهم يجب أن يمتلك نفس مقدار المال الذي تم دفعه.
"السؤال هو: ما إذا كان ممكنا لأي خدمة سداد، أو مزود للخدمة أن يمد المستخدمين بالبنية الضرورية أو يرشد من اشترى العملة حديثا إلى كيف يشق طريقه في القناة. ويوجد للآن مجموعة من المشكلات التي لم يُقدم لها حلول. تتعلق المشكلات بتقنية البرق نفسها، يوجد بها عدد من المسائل التي لم يصل المطورون لحل لها بعد. وتدفعنا هذه المشكلات المعجزة عن إيجاد حلول للتساؤل عن المدى الزمني اللازم للتكنولوجيا حتى تصبح متاحة للمتاجر الإلكترونية، والمحفظات."
وبهذا من الجلي أن التوقعات المتفائلة بشأن هذه التكنولوجيا مرتفعة، ولكن تظل الشكوك حولها مبررة. ويقول ووس مضيفا بأنه إذا تمكن المطورون من حل هذه المشكلات التي تواجه الشبكة، سيزيد ذلك من سرعة تبني العملات الرقمية لها. وفي حال أصبحت شبكة البرق بلا مشكلات، ستحصل كل عملة مشفرة على قوة أداء مذهلة، وستكون مشكلة التوسع والاستيعابية من الماضي.
ويشك أندرو كوه في أن تلك التكنولوجيا ستجعل العملات المشفرة يتم استخدامها بشكل يومي. ويشير إلى أنه على الرغم من أن هذه التكنولوجيا مبنية على فكرة قنوات الدفع والسداد الأساسية، إلا أنها تعرض خصوصية المستخدم للخطر. وأندرو كوه هو: مطوّر عقود ذكية في Eximchain، وهي شركة تطوير برمجيات موجودة في معهد ماساتشوستس، ويقول:
"من وجهة نظري الشخصية اعتقد أن هذه التكنولوجيا يمكن لها أن تستخدم في عدة تطبيقات، في حال عدّل مطوروها منها لتسهيل استخدامها في عمليات التبادل النووية داخل السلاسل. وبذلك تمهد الطريق لتداول الند للند. ويوجد استخدام محتمل آخر، وهو في حال حصلت بتكوين على مزود خدمة دفع وسداد، ستصبح بتكوين مقبولة على نطاق أوسع، إذ تكون المعاملات سريعة، ويسهل تأكيدها. ومما يثير القلق هو تعرض خصوصية المستخدم للخطر، وأنا أرى أن هذا سيحدث، ولكن هي في ذلك شأنها شأن كافة التكنولوجيات الأخرى، لا يمكنها أن تحصل على الخصوصية والسرعة والتكلفة المنخفضة في الوقت نفسه. ولكن آمل أن تحل مشكلة الخصوصية، وأرى بأنه هذا ممكنا إذ يوجد بها برنامج التخفي على الشبكة "تور". ”
تسير المدفوعات في مجموعة من القنوات في "تور"، وبذلك تكون كل عقدة في القناة على علم فقط بالمكان الذي أتى منه الدفع، وإلى أين يتجه، ولكن قناة الدفع نفسها ليست واضحة. ولكن تظل تقنيات تكنولوجيا "تور" غير مختبرة على نطاق واسع. ويعتبر أولاولوا أوسونتوكون من الرائدين في عمليات تطوير شبكة البرق، وقد أتى ببعض المخططات الهادفة لتصميم شبكة "تور" داخل شبكة البرق. ولكن تظل تطبيقات تلك التعزيزات في مراحلها الأولية.
وذكر باحث الخصوصية كريتوف أتلاس في مدونته بشأن التحسينات والتعزيزات لخصوصية شبكة البرق، قائلا: "للأسف لا يوجد لدينا ما يكفي من المعلومات التي يلزمنا أن نعرفها حتى نستطيع مساندة ودعم تلك المزاعم... إذ لم يتم استخدام شبكة البرق على نطاق واسع."
ويعطينا لمحة عن أفضل وأسوأ السيناريوهات لتلك الشبكة. فيقول في إطار السيناريو الأفضل:
تستخدم العقد الآن على نطاق واسع، فهي منخفضة السعر، وتوزع بشكل متعادل. كما أن المحاولات الأولية لحماية تكنولوجيا "تور" اثبتت فاعليتها، وأثبتت ارتفاع تكلفة عمليات سرقة المعلومات التي هي الآن منخفضة بالنسبة لمهاجمي شبكة سلسلة الكتل "البلوكشين" .
وعلى أسوأ الفروض يوضح لنا العقبات التي ما تزال تواجه تبني بتكوين والعملات المشفرة الأخرى بين عموم المستخدمين، والمستثمرين:
دفعت التكلفة المرتفعة، وبطء المعاملات على شبكة السلسلة عدد أكبر من المستخدمين نحو اللِجوء إلى شبكة البرق، ونرى بأن التكلفة والمدى الزمني ناجمان من البروتوكول الذي تستخدمه بتكوين... ومحاولات تعديل البروتوكول لتوجيه الخصوصية أثبت أنه غير مجدي، ويمكن للمهاجمين تجاوزه... ولا يملك المستخدمين قدرة على الدخول للمعلومات المتعلقة بمقدار ما خسروه من خصوصية... هذا وبينما يشن كلا من مهاجمي الخصوصية، والرقباء الماليين حملة عنيفة ضد مستخدمي بتكوين .