في كتاب، "تاريخ متوتر: رحلة القطن في الهند" يذكر مؤلفو الكتاب مينا مينون، وأوزراما الكثير عن الصعوبات ومصادر الثراء التي يمكن أن يمر بها البعض من تداول الأقمشة. وبينما يقوما بتعقب القطن على مدار قرن كامل، يمكن لهذا الكتاب أن يصف وضع السوق اليوم، فالقطن الآن في نقطة محورية، فإما أن يصعد لأعلى محققًا ارتفاعات جديدة، أو يخسر كافة ما حققه هذا العام.
فقد القطن المتداول على بورصة نيويورك، حوالي 14%، بعدما وصل إلى مستويات ارتفاع 4 أعوام، عند سعر 96.49 سنت للرطل، لعقود ICE الآجلة لشهر يونيو.
حل القطن في المركز الرابع كأكبر الخاسرين في تداول يوم الاثنين، وذلك من بين 60 عقد آجل لسلع تتعقبهم Barchart، وهبطت العقود الآجلة الرئيسية لشهر ديسمبر مقدار 2.5 سنت، لتستقر عند 82.76 سنت للرطل. ورغم الخسائر التي طالت القطن على مدار الشهرين الماضيين، إلا أن القطن ما يزال مرتفعًا 6% هذا العام.
وتدلنا القراءات التقنية اليومية لـ Investing.com على إشارات "بيع قوية" لعقود ديسمبر، كما توضح نماذج فيبوناتشي أولى مستويات الدعم عند 80.22. وسنحصل على إشارة "شراء" إذا انخفضت العقود عن المتوسط المتحرك لـ 200 يوم، عند سعر 81.52، لأن ذلك يعني أننا على أعتاب تعافي وشيك.
ولكن يعتقد الذين يتابعون السوق منذ أمد طويل، أمثال شون هاكيت، أن الأسعار يجب أن تنخفض 10% مرة أخرى، وعندها نرى التعافي بعد الانخفاض إلى سعر 70 سنت للرطل.
ووصل تداول القطن الأمريكي إلى مستوى 75 سنت للرطل، في فبراير. وبدأ السوق في يناير عند 78.66 سنت للرطل، مما يعني أن الانخفاض إلى سعر 75، سيمحو كافة الأرباح لهذا العام.
ويقول هاكيت: "يقع المتوسط المتحرك لـ 200 يوم في منطقة، يرى عندها الكثيرون أن احتمالية وجود نقطة محورية؛" يتعقب هاكيت القطن، وغيره من العقود الآجلة للمحاصيل في Hackett Financial Advisors، في فلوريدا.
ويضيف: "أقول بأن الدعم الضخم سيكون عند سعر 75 سنت، وذلك لأن الأسواق تميل إلى المبالغة في رد الفعل." "فعادة ما تتعامل مع الأمور تعاملًا أسوأ مما هي عليه بالفعل. وعلى الرغم من مرورنا بتصحيح، إلا أن الأموال الذكية تدلنا على ضرورة البقاء محايدين إلى متشائمين بينما نتجه إلى فترة المحصول."
النصف الأول من 2018: حكاية صعود وهبوط
تنقسم قصة سوق القطن هذا العام إلى جزئين: الأول، الأحوال الجوية في الولايات المتحدة والهند -ثالث، وثاني أكبر زارعي القطن- مما دفع الأسعار إلى ذروات جديدة. والثاني، ما فعلته الأمطار من تقليل للضغط على المحصول، وتأثيرات الدولار القوي، والتعريفات على الواردات الصينية -أكبر منتج ومستهلك للقطن- وأدى هذا إلى سحق الطلب على القطن.
وأضافت وزارة الزراعية الأمريكية لمسة متشائمة على القطن، وذلك عندما حدّثت توقعاتها لعام 2018/19 يوم الجمعة، لتصيح التوقعات 19.24 مليون بالة، أعلى من متوسط التداول الذي يقف عند 18.39 مليون، وأعلى من تقديرات قمة النطاق الذي كان من المفترض أن تدور فيه الأسعار ما بين 18-19 مليون.
وقالت الوزارة بارتفاع الطلب المحلي من القطن إلى 4.6 مليون بالة، بعدما كان 4.0 مليون بالة. بينما ارتفع الطلب على التصدير، ولكن لم يكن هذا الارتفاع كافيًا لاستهلاك كافة المعروض المتزايد.
"تظهر البيانات العالمية أن أكبر المصدرين سيكون لديهم قطن أقل، ولكن التغير لم يكن كبير كفاية،" كما يقول جاك سكوفيل، المحلل في Price Futures Group، في شيكاغو. "شكّل المضاربون الأغلبية من البائعين، بعد إصدار التقارير، وربما سيبيعون أكثر هذا الأسبوع، لأنه أخذوا عديد من المراكز الطويلة حتى الآن."
وبالنسبة للطقس، قال سكوفيل بأن الأحوال الجوية في صالح دلتا الولايات المتحدة، والجنوب الشرقي، وهي المناطق التي تزرع القطن، إذ سيبقى الجو حارًا وجافًا على غرب تكساس، إلى الغرب. وشهدت الهند أمطار أقل من الطبيعي، فالوضع العام جيد بما فيه الكفاية للمحصول.
وقال سكوفيل بأن التداول سيراقب الطلب عن كثب. "اتسمت بيانات التصدير الأسبوعية للولايات المتحدة حتى الآن بأنها جيدة، ولكن الصين كانت شبه غائبة. تنتشر أقاويل حول توصل الصين إلى طريقة لشراء القطن الأمريكي، لأنها ستحتاجه. ويحتاج السوق لإيجاد طريقة للتعامل مع المحصول الأعلى من المتوقع، ارتفاع العرض ككل، وعندها يستكمل الصعود مساره."
وقالت ADM في مذكرة أصدرتها يوم الاثنين أن الطريق إلى أدنى مقاومة انخفض.
وأضافت المذكرة: "مع العديد من الأخبار السيئة، وبلوغ عدد صافي العقود الطويلة 86,360 عقد، ما زال السوق في بداية طريق التسييل."