الليرة التركية وتحديات تسارع التضخم

عانت الليرة التركية أكبر إنخفاض شهري لها في أغسطس منذ فبراير 2001 عندما تخلت البلاد عن ضوابط الصرف وسمحت للعملة بالتعويم وسط أزمة إقتصادية والسياسة خارجية مع الولايات المتحدة على غرار إحتجاز الراهب الأمريكي.

كما أعلن البنك المركزي سلسلة من الخطوات في الأسابيع الأخيرة في محاولة لوقف تراجع أكثر من 40%, ورفعت السلطة النقدية متوسط ​​التكلفة المرجح للتمويل بمقدار 700 نقطة أساس هذا العام لكن لم يكن ذلك كافي لوقف تراجع العملة.
أدى ذلك إلى تشديد السيولة بشكل فعال على الرغم من أن المستثمرين يبحثون عن رفع أسعار الفائدة أخرى لإستعادة ثقة السوق. بينما تقلبت الليرة التركية بين المكاسب والخسائر خلال بداية جلسات سبتمبر اليوم الإثنين بعد أن تعهد البنك المركزي بإستخدام جميع الأدوات المتاحة لديه وإعادة تشكيل موقف السياسة النقدية في إجتماعه المقبل في 13 سبتمبر.


التضخم في إرتفاع متسارع
قللت الليرة التركية من تراجعها بعد أن قال البنك المركزي إنه سيتخذ إجراءات لدعم استقرار الأسعار مما يغذي توقعات المضاربين برفع أسعار الفائدة عند إجتماعهم الأسبوع المقبل. شهدت العملة تراجع بشكل حاد خلال الفترة الماضية كان هناك توقعات بتسارع التضخم, وهو ما تحقق مع صدور بياناتها اليوم.

ووفقاً لمكتب الإحصاءات في أنقرة صدرت بيانات التضخم في أغسطس بإرتفاع مؤشر أسعار المستهلكين على أساس سنوي في أغسطس بمقدار بما يزيد عن 2٪ ليصبح بنسبة 17.9 ٪ من 15.85٪ في الشهر السابق, ومتجاوزة تقديرات السوق عند 17.6٪. جاء الضغط التصاعدي الرئيسي من أسعار الغذاء والمشروبات غير الكحولية والنقل والإسكان والمرافق.
كما إرتفع معدل التضخم الأساسي السنوي الذي يستثني الطاقة والغذاء والمشروبات غير الكحولية والمشروبات الكحولية والتبغ والذهب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق بلغ 17.22٪ في أغسطس من 15.10٪ في الشهر السابق. أيضاً إرتفعت أسعار المواد الغذائية على أساس سنوي التي تشكل نحو ربع سلة تضخم المستهلكين بنسبة 19.75 % مقارنة بـ 19.4 % بالسابق.

مع تلك البيانات مازال هدف التضخم بعيد عن هدف البنك المركزي عند 5%, ولكن شهر سبتمبر يمكن أن يكون شهراً محورياً. مع توقع أن تعلن الحكومة عن خططها المالية الجديدة في إطار البرنامج المتوسط ​​الأجل, وللبنك المركزي إجتماع سياسة في 13 سبتمبر حيث كلاهما بحاجة إلى التشديد.
ولم تتفاعل الأسواق المالية مع الإرتفاع الأخير في أسعار الفائدة للبنك المركزي حيث يرى المستثمرون أن هناك حاجة إلى تشديد ما لا يقل عن 125 نقطة أساس للحصول على معدلات حقيقية إلى ما كانت عليه في بداية العام ثم المزيد لتعويض التوقعات بزيادة التسارع في التضخم.
ولعل البيانات التجارية التي أظهرت عجزاً بقيمة 5.98 مليار دولار, ولكنها جاءت متفقة مع القراءة الأولية التي تبشر ببعض الأخبار الجيدة لأرقام الحسابات الجارية التي من المنتظر أن تصدر في منتصف سبتمبر.

النظرة الفنية
ذكرنا في مقالتنا السابقة (الليرة التركية تعود للمستويات السلبية من جديد) أن الأسواق ترقب قرارات إجتماع لجنة البنك المركزي لمعدل الفائدة في 13 سبتمبر.
أيضاً وضحنا أن زوج الدولار مقابل الليرة التركية كان يواجه مقاومة عند 6.4730, ونجح بإختراقها مرة أخرى ليعزز بالسعرللصعود لمستوى 6.8430, ومع إختراقه هذا المستوى قد يستهدف مستوى المقاومة عند 6.88. حيث بإختراقه قد نرى إستمرار بالزخم الصعودي لإستهداف المستويات التاريخية مرة أخرى عند 7.2362 قمة 13 أغسطس.

بينما حالياً إذا حافظ السعر على أعلى قمة له خلال الجلسات الصباحية الأولى في سبتمبر عند 6.7320 تقريباً قد يتراجع الزوج ليواجه دعم عند 46.4730, ومن ثم مستوى دعم ثاني عند 6.4300. بإختراقه هذا الدعم سوف يواجه السعر مستوى دعم هام عند 6.3000.
الذي بإختراقه قد يعزز الإيجابية لليرة التركية مرة أخرى للتراجع نحو مستوى الدعم عند 5.9910 ومن ثم المستوى الثاني عند 5.6950 قاع 16 أغسطس. حيث إستمرار التراجع ما دون هذا المستوى سوف يستهدف السعر مستوى 5.2220 ثم 4.8630.


تويتر: Abdelhamid_TnT@