تراجعت الليرة التركية لليوم الثالث على التوالي خلال جلسات هذا الأسبوع منهية بذلك أسبوعاً من الهدوء النسبي بعد إفتتاح أسواق تركيا بعد العطلات الرسمية, وبعد أن عوضت ما يقارب 50% من نسبة التراجعات التي شهدتها العملة خلال الأشهر الثالثة الماضية.
وإنخفضت الليرة التركية بنسبة أكثر من 2.5% تقريباً خلال جلسات اليوم الأربعاء مقابل الدولار لتتلقى خسائر حتى الآن هذا الأسبوع إلى أكثر من 6%, ويعتبر التقلب قصير المدى في العملة هو الأعلى بين الأسواق الناشئة حيث إرتفع إلى ما يزيد عن 40٪ هذا الأسبوع.
بينما أظهرت البيانات الصادرة اليوم أن مؤشر الثقة الإقتصادية في تركيا بشكل حاد إلى 83.9 في أغسطس 2018 من 92.2 في الشهر السابق, وكانت أدنى قراءة لها منذ مارس 2009 وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة.
كما إنخفضت الفجوة التجارية التركية بنسبة 32.6% على أساس سنوي لتصل إلى 5.98 مليار دولار أمريكي في يوليو من عام 2018 من 8.88 مليار دولار في الشهر نفسه من العام الماضي. حيث إنخفضت الواردات بينما زادت الصادرات بعد التراجعات الحادة بالعملة المحلية.
التحديدات الإقتصادية
بينما ما زال يرى المستثمرون إن المخاوف التي دفعت بالليرة إلى مستويات قياسية متتالية في وقت سابق من هذا الشهر لا تزال قائمة بما في ذلك التضخم المزدوج وتعميق العجز في الحساب الجاري وتردد صناع السياسة في رفع أسعار الفائدة.
تعاني تركيا من عجز كبير في الحساب الجاري وتعتمد بشدة على تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية قصيرة الأجل لسد الفجوة. يمكن أن تؤدي العقوبات إلى إبطاء تدفق الأموال إلى تركيا أو المستثمرين مما يزيد الضغط على عملتها.
حيث أعاد البنك المركزي التركي فرض قيود الإقتراض على المعاملات البنكية في البنوك في سوق المال بين البنوك مما أدى إلى تشديد السيولة بشكل فعال منذ 13 أغسطس. وأضاف البنك إنه سيضع حدوداً مضاعفة قابلة للتطبيق من قبل وفقاً لبيان نشره اليوم الأربعاء نقلاً عن تقييمات حديثة لهذه الخطوة.
بينما تم الإعلان عن هذا الإجراء على أنه مضاعفة للحد السابق إلا أنه في الواقع فرض حد جديد, وكان البنك المركزي قد قدم تمويلاً غير مقيد منذ 13 أغسطس إستجابة للضغط في السوق. حيث سيكون الحد الجديد 44 مليار ليرة (6.9 مليار دولار), وهو ضعف الحد المسموح به في السابق وقدره 22 مليار ليرة.
منذ نهاية العام الماضي إنخفض وزن تركيا في مؤشرات السندات القياسية من 0.5% إلى 1.6% مما يجعلها أقل ملائمة للمستثمرين وإلحاق الضرر بمفهومهم عن أكبر إقتصاد في الشرق الأوسط. حيث من أصل 18 سوق ناشئة حققت تايلاند أكبر عوائد للسندات في أغسطس.
بينما قادت تركيا أكبر الخسائر مع إنخفاض بنسبة 31% تلتها 16% للأرجنتين, وفي روسيا تراجع 11% وإنخفاضاً بنسبة 10% في البرازيل وفقاً لمؤشرات بلومبيرج وباركليز.
النظرة الفنية
حالياً مع ترقب قرارات إجتماع لجنة البنك المركزي لمعدل الفائدة في 13 سبتمبر. يواجه زوج الدولار مقابل الليرة التركية مقاومة عند 6.4730, وبإختراقها مرة أخرى يعزز بالسعرللصعود لمستوى المقاومة الثاني عند 6.8840, ومع إختراقه هذا المستوى قد نرى إستمرار بالزخم الصعودي لإستهداف المستويات التاريخية مرة أخرى عند 7.2362 قمة 13 أغسطس.
بينما يواجه زوج الدولار مقابل الليرة التركية مستوى دعم عند 6.1240 وبإختراقها يدعم بالسعر للتراجع نحو مستوى الدعم عند 5.9910 ومن ثم المستوى الثاني عند 5.6950 قاع 16 أغسطس. حيث إستمرار التراجع ما دون هذا المستوى سوف يستهدف السعر مستوى 5.2220 ثم 4.8630.
تويتر: Abdelhamid_TnT@