ليس العنوان غريباً بالنسبة للكثير من المتابعين والمهتمين بالأسواق العالمية , بل يكاد يكون تقليداً يومياً في السنوات الأخيرة وخاصةً بعد 2014 . وعندما تكون التقلبات اليومية ضعيفة , ومؤشر الفيكس ( VIX)الذي يقيس المخاطر بمستويات متدنية حالياً عند 13.02 نقطة هذا يعني بشكل أو بآخر أنه يجب ألا نتوقع زخماً قوياً أو تغييراً قاسياً للمستويات الحالية الا في حالة حدوث شيء طارئ غير متوقع أو أرقام اقتصادية تفوق أو تخيب التوقعات كثيراً. على الرغم من أن رفع الفائدة الأمريكية مسعّر بشكل كبير جداً في الأسواق حالياً, الا أن الدولار الأمريكي مدعوماً بعوائد السندات الأمريكية تبقى العنوان الرئيسي حالياً خاصةً أن عوائد السندات الأمريكية لعشر سنوات عادت مجدداً لتكون قريبةً من 3% ’ تحديداً عند 2.97% , الأعلى تقريباً منذ شهر ونصف .
ان استقرار الذهب عند مستوياته الحالية بين 1190$ و 1197$ للأونصة يعطينا إشارة مهمة لسببين :
أولاً , هذه المستويات باتت تشكل تقريباً قناعة أن الذهب قد يستمر لفترة ليست قصيرة ضمن مجال تداولات ضعيف ولن يكون قادراً على كسر مستويات مقاومة / دعم مهمة بشكل سريع .
ثانياً , تشير هذه المستويات الى أن الكثير يبني صفقاته حالياً , قد تكون العملية بطيئة ولكنها مستمرة وتدريجية, آخذين بعين الاعتبار قوة الدولار الأمريكي الحالية وعوائد السندات الأمريكية المرتفعة التي تشكل ترابطاً هاماً بين تراجع الذهب وزخم مؤشر الدولار الأمريكي .
لا يمكن الجزم أن الذهب لن يتراجع مجدداً خاصة أن مستويات الدعم القوية عند 1160$ ليست بعيدة من الناحية العملية والفنية , كما أن البطىء في تحقيق تغيير جذري بين قوة الدولار الأمريكي وضعف اليوان الصيني يبقى عاملاً مهماً للغاية في خضم الحرب التجارية والمفاوضات الجارية بين الأمريكيين والصينيين .
لابد أن نشير الى نقطتين مهمتين :
أولاً , لن يكون سهلاً تحقيق اختراق سريع لسعر الذهب حالياً , بالتالي لابد من الصبر وبناء صفقات طويلة ومتوسطة الأجل .
ثانياً, ارتفاع التضخم الأمريكي والصيني تدريجياً , سيكون عاملاً مهماً لصالح الذهب تدريجياً . الضعف الحاصل في عملات الأسواق الناشئة لم يحقق اختراقاً قوياً في شراء الذهب كما كانت تشير التوقعات , على الرغم من أن معدلات التضخم وصلت الى مستويات قياسية في عدة اقتصاديات كتركيا وروسيا والأرجنتين .