في الأسواق العالمية , هناك العديد من العملات الهامة التي قد لا تحظى بنفس الاهتمام الخاص الذي يلحق بالدولار الأمريكي , الباوند واليورو . المهم حسب اعتقادنا أن كل عملة هي أداة استثمارية بحد ذاتها , تخلق فرصةً قد تكون جيدة أو مجالاً مختلفاً للتداول . المخططات البيانية التي أرفقناها مع هذه المقال يوضح تماماً أن الدولار الأمريكي هو المعيار الأول ( قوته ) ولكن بنفس الوقت عندما نرى أن اليوان الصيني يتراجع مقابل الدولار الأمريكي منذ بداية العام الجاري , متوافقاً مع تراجع الدولار الأسترالي بنفس الفترة تقريباً , عندها يمكن القول أن الدولار الأسترالي يتمتع بهامش إضافي قد يكون مهماً للغاية ألا وهو ارتباطه باليوان الصيني . تشكل الصين الشريك الاقتصادي الأهم لأستراليا على الاطلاق , ولذلك يبقى الدولار الأسترالي مرهوناً بنسبة كبيرة بتطورات الاقتصاد الصيني العملاق , تراجعه او ارتفاعه . هناك جانبين لابد أن نراقبهما جيداً في المرحلة القادمة :
أولاً, ان أي مفاوضات تجارية – سياسية مهمة بين الصين وأمريكا ستحسن من هامش الدولار الأسترالي اذا كانت النتائج إيجابية , خاصةً اذا عاد اليوان الصيني للاستقرار دون تراجع مستمر.
ثانياً , الدولار الأسترالي يتداول حالياً عند 0.7133$ مقابل الدولار الأمريكي , قريب من أدنى مستوياته منذ شباط 2016 . أسعار الفائدة الاسترالية تقف حالياً عند 1.5% ( أعلى من بريطانيا ومنطقة اليورو ) بينما وصلت معدلات التضخم الى 2.10% . ماذا يعني هذا الكلام ؟ يعني ببساطة أن البنك المركزي لأستراليا يراقب عن كثب ارتفاع أسعار الطاقة أولاً , مؤشر أسعار المستهلكين ثانياً , اضافةً الى التطورات الصينية ثالثاً. سيكون المركزي الأسترالي في وضع يسمح له برفع الفائدة اذا بقيت معدلات التضخم ترتفع باستمرار وهذا جيد للدولار الأسترالي .
بالمقابل , التراجع في أسعار المنازل عالمياً ومنها استراليا سيضغط على البنك المركزي حتى لا يتسرع برفع الفائدة التي تعتبر أعلى من غيرها . نعتقد أن شراء الأسترالي سيكون استثماراً يحتاج لفترة زمنية أطول من بقية العملات الرئيسية لكنه قد يكون مجدياً . بالمقابل التحديات القادمة من الصين هي التحدي الحقيقي لارتفاعه والتي قد تخفف من زخمه اذا لم تتفق الصين وأمريكا وبقي اليوان ضعيفاً.