تتحول أنظار المستثمرين إلى قرار الإحتياطي الفدرالي بوقت لاحق اليوم الخميس حيث يبحث المستثمرون عن أي إشارات حول وتيرة تشديد السياسة في عام 2019, وأظهرت بيانات التجارة الصينية إرتفاعاً في الصادرات والواردات لشهر أكتوبر قبل أشهر من الجولة التالية المتوقعة لأن يتم رفع المزيد من الرسوم الجمركية في الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
حيث تبعت الأسهم في آسيا الجلسة القوية في الولايات المتحدة بعد نتائج الإنتخابات الأمريكية كما وضحنا في مدونة شركة أوربكس بمقالتنا السابقة (نتائج الإنتخابات الأمريكية وأثرها على الأسواق!).
وإرتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر الداو جونز بأكثر من 2% بالإضافة إلى مؤشر ناسداك 100 التي قادته مكاسب أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية, والتي إستوعبت وطأة عمليات البيع المكثفة في أكتوبر.
هذا يأتي بظل مراهنة المستثمرين على أن الكونجرس قد خفّض من فرص إلغاء تخفيضات الضرائب دون توقيع الرئيس دونالد ترامب في الوقت الذي قلل فيه من إمكانية إتخاذ مبادرات مالية كبرى قد تكون قد رفعت أسعار الفائدة.
كما توقف الدولار عن تراجعاته على مدار مدة الثلاث أيام الماضية مع تحول التركيز إلى قرار الفدرالي, وضعف الين بسبب إرتفاع الأسهم اليابانية مما قلل من الطلب على الملاذ الآمن.
إرتفع الدولار الأمريكي بجلسات اليوم في ظل إنتظار المتداولين أي إشارة لمعرفة ما إذا كان صانعى السياسة بالفدرالي سيحافظون على إلتزامهم برفع أسعار الفائدة. مما قد يساعد في إنعاش الدولار مرة أخرى بعد أن شهد أعلى مستوى خلال 17 شهراً في أكتوبر.
ماذا نتوقع بإجتماع الفدرالي اليوم؟
منذ الإجتماع في سبتمبر ظل الإقتصاد على قدم ثابتة ففي بيان ما بعد الإجتماع من المرجح أن تشير اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إلى إستمرار النشاط الإقتصادي في النمو بشكل مطرد بدلاً من الإرتفاع بمعدل قوي.
حيث سيقيّم صناع السياسة كيفية وصف الإعتدال في النمو الإقتصادي الأمريكي حيث أنهم يعززون التوقعات لرفع رابع في 2018 في الشهر المقبل لمعدل الفائدة.
هذا التوقع يعود بسبب التباطؤ في نمو الإستثمارات الثابتة غير السكنية في إجمالي الناتج المحلي للربع الثالث, وهذا في أعقاب التسارع في الأرباع السابقة. هناك بعض المخاطر من قيام اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة بتخفيض تقييمها لنمو إستثمارات الشركات لأنه في الآونة الأخيرة تراجعت الأوضاع المالية إلى حد ما مدفوعة بإنخفاض حاد في أسعار الأسهم.
مع ذلك, فمن المتوقع على نطاق واسع أن تبقي اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المستوى المرجعي لمعدلات الفائدة دون تغييرعند 2.25% خلال إجتماع أكتوبر اليوم الخميس.
أيضاً من المحتمل أن يواصل بيان السياسة النقدية بوصف نمو الولايات المتحدة وسوق العمل بأنها قوية, وهذا قد يعزز التوقعات لرفع أسعار الفائدة في ديسمبر. فيما قد تشير التعديلات الأخرى في البيان إلى وجود قدر أقل من الثقة في الحاجة إلى رفع معدلات الفائدة ثلاث مرات في العام المقبل كما توقع المسؤولون في سبتمبر, وهذا ما يتوقعه أيضاص أغلب المستثمرين.
مع تلك التوقعات إذا ما أتت كما هي متوقعة ووضحت الصورة بما يخص توجه لرفع رابع خلال هذا العام لمعدل الفائدة في ديسمبر قد يعزز من قوة الدولار مرة, وهذا إذا ما حافظ مؤشر الدولار على إغلاقاته هذا الأسبوع أعلى مستوى 96 حيث يمكنك الإطلاع على المستويات السعرية للدولار لمدونة أوربكس بمقالتنا هذه (سوق العمل الأمريكي يعزز تحركات البنك الفدرالي).
أما ما يخص رؤية البنك الفدرالي لما حدث من تغيير بقواعد اللعبة السياسية مع الإنتخابات النصفية الأمريكية في السادس من نوفمبر. مع بدأ إجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يوم الأربعاء بعد يوم من الموعد المعتاد للسماح للموظفين بالتصويت في الإنتخابات.
قد لا يذكر الفدرالي الإنتخابات بمحضره حيث أنه حريص على حماية إستقلاله السياسي حتى لو لم يحجم الرئيس ترامب عن إنتقاد زياداته في الأسعار في الأشهر الأخيرة.
تويتر: Abdelhamid_TnT@