في مكان آخر، شهد الجنيه البريطاني تقلبات حادة. فقد انخفض في البداية متأثراً بالتقارير التي أفادت بأن مجلس وزراء ماي غير راضي من خططها لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ثم عاد لينتعش بدعم من تقرير مفاده أن “العناصر الرئيسية” في نص معاهدة الخروج باتت جاهزة، ليعود وينخفض من جديد بعد أن قال متحدث باسم رئيس الوزراء إن التقرير الأخير لا يزال “مشكوك فيه”. تؤكد التحركات على أن الجنيه الاسترليني رهينة لعناوين الأخبار الواردة حاليًا، وأن حركة السعر قد تبقى متقلبة حتى تتوضح الأمور، خاصةً من جهة قضية الحدود الإيرلندية.
ومن المثير للاهتمام أن الجنيه تمكن من الارتفاع أمام اليورو الذي تعرض للمزيد من الضغط، والذي انخفض أمام جميع نظرائه الرئيسيين حيث قام المستثمرون بتخفيض تعرضهم للعملة الموحدة بانتظار رؤية ما اذا كانت إيطاليا ستقدم اقتراح تعديل للميزانية إلى الاتحاد الأوروبي اليوم. يظل السياسيون الإيطاليون مصرين على التمسك بأهدافهم المتعلقة بالعجز، مما يمهد الطريق لمواجهة مع اللجنة. ومن ثم، يبدو أن عدم اليقين السياسي سيظل مرتفعاً لبعض الوقت، وربما يكون السؤال النهائي هو إلى أي مدى ترغب اللجنة في خوض هذه المواجهة، كونها تأخذها بعيداً جداً عن طريق فرض غرامات على معارضي الاتحاد الأوروبي.