اعتُبر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي باول بالأمس حذراً في خطابه. وكان التعليق الذي حظي باهتمام كبير هو أن معدلات الفائدة “لا تزال أقل بقليل من نطاق التقديرات التي ستكون محايدة بالنسبة للاقتصاد”. مما عنى ضمنياً أنه إذا كانت المعدلات أقل بقليل من الحيادية، فلن يرفع الاحتياطي الفيدرالي المعدلات كثيراً من هنا. ونتيجة لذلك، انخفض الدولار بحدة حيث أعاد المستثمرون تسعير وتيرة رفع معدلات الفائدة في عام 2019؛ وأصبحوا يتوقعوا الآن أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة مرة واحدة فقط في العام المقبل، بعدما كان الاحتياطي الفيدرالي أشار بنفسه لثلاثة زيادات مقدار كل منها 25 نقطة أساس.
على الرغم من أن ملاحظاته تبدو حذرة للوهلة الأولى، إلا أن نظرة أقرب قد تكشف عن خلاف ذلك. فقد قال على وجه التحديد أن المعدلات بالقرب من “نطاق” التقديرات التي ستكون محايدة. وهذا النطاق واسع إلى حد ما. علاوة على ذلك، في حين أشار إلى أنه يولي “اهتمامًا وثيقًا” بالبيانات، فقد أوضح أنه يتوقع نموًا قويًا في اقتصاد الولايات المتحدة، وانخفاضًا في معدلات البطالة، ومناهزة تضخم للمستهدف. وعموماً، أشارت تعليقاته إلى أنه لن يبدأ وقف رفع الفائدة المؤقت قريباً.
وبالتالي، قد يكون التسعير الحالي لرفع الفائدة مرة واحدة فقط بمقدار ربع نقطة في العام المقبل، نوعًا من رد الفعل المبالغ فيه من جانب المستثمرين، والذين قد يشهدوا ارتداد الدولار عشية اليوم اذا عكس محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأخير والذي سيصدر عند الساعة 19:00 بتوقيت جرينتش، نبرة أكثر توازناً. قبل صدور المحضر وتحديداً عند الساعة 13:30 بتوقيت جرينتش، سيتم الإعلان عن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي لشهر أكتوبر إلى جانب بيانات الاستهلاك والدخل الشخصي، وقد تكون هذه أيضًا مهمة للغاية بالنسبة لاتجاه الدولار على المدى القريب.