المقال تُرجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 30/11/2018
لم تضح أسباب قوية بعد لشرح تحركات يوم الأربعاء، فالدولار الأمريكي هبط هبوطًا حادًا، بعد تعليقات رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، حول رفع معدل الفائدة. مدد زوج الدولار أمريكي/ين ياباني من انخفاضه، وتراجع زوج الجنيه استرليني/دولار أمريكي، بينما ظل زوج اليورو/دولار على حاله. وأشار باول إلى أن معدلات الفائدة أسفل المستويات المحايدة لها مباشرة، وتعبر تلك التعليقات عن رغبته في إبطاء سرعة سير الاحتياطي الفيدرالي في عمليات رفع الفائدة للعام القادم. وأشرنا في مناسبات سابقة إلى بقاء العقود الآجلة للفيدرالي على حالها دون تغيير، وذلك لأن باول يصعد على المنصة ليخبر الأسواق ما تعرفه مسبقًا، وما ترغب في سماعه. فعمد المستثمرون إلى تخفيض التوقعات لمعدلات الفائدة العام القادم، واحتسب سوق العقود الآجلة رفعًا واحدًا لمعدلات الفائدة العام القادم، 2019. ولم تؤكد التقارير الاقتصادية الأمريكية يوم الخميس، أو تنفي تحذيرات البنك المركزي، فجاء نمو الدخل الشخصي، والإنفاق الشخص متجاوزين للمتوقع، ولكن ارتفعت شكاوى البطالة، وهبطت مبيعات المنازل المنتظر إنشائها هبوطًا حادًا. بينما عجزت وقائع لجنة السوق المفتوح التابعة للفيدرالي عن مساعدة الدولار. ويأتي هذا العجز في ظل رؤية عدد من المسؤولين الحاجة إلى رفع الفائدة مرة أخرى "في وقت قريب نسبيًا،" وأخضعوا احتمالية تغيير اللغة المستخدمة للمناقشة، فيرغبون في إضافة عبارة "مزيد من عمليات رفع معدلات الفائدة التدريجية." ولم تكن الوقائع حمائمية، لأن البعض قال بوجود حاجة إلى رفع معدلات الفائدة قبل اجتماع ديسمبر، ولم يتضح بعض هل تلك الدعوة تدل على إمكانية زيادة عدد مرات معدلات رفع الفائدة أم تقليلها، والمستثمرون مستمرون في البيع. في نهاية يوم التداول، حتى بوجود زيادة في الإنفاق بحلول أيام الجمعة السوداء، واثنين الإنترنت، لا يوجد شك في تباطؤ الزخم الاقتصادي. كنتيجة لذلك، نتوقع مزيدُا من التراجع في زوج الدولار أمريكي/ين ياباني، وسيتخلى زوج الدولار أمريكي/فرنك سويسريعن أرباح يوم الخميس.
ينعقد اجتماع مجموعة العشرين يوم الجمعة، ويقيد هذا الاجتماع تحركات سوق العملة، لما يحيط به من شكوك ومخاوف. فيجتمع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع نظيره الصيني، تشي شين بينج، يوم الجمعة، ولا نملك أدنى فكرة عما سينتج عن تلك المحادثات. وفي تمهيد لهذا الاجتماع، اقترح مسؤولون أمريكيون احتمالية استكمالهم المسار المرسوم مسبقًا للتعريفات، ولكن قال ترامب يوم الخميس إنه على مقربة من فعل شيء ما مع الصين بالنسبة للتجارة، ولكنه لا يعلم إذا ما كان يرغب في فعل هذا الشيء أم لا. تلك التعليقات المراوغة لا تزود المستثمرين بأي درجة من درجات الراحة، خاصة بعد إلغاء ترامب اجتماعه مع بوتين. بيد أنه هناك تقارير تقول باحتمالية تأخير الولايات المتحدة فرض تعريفات إضافية على الصين، لحين انعقاد مزيد من المحادثات، ولو صدقت تلك التقارير، سنشهد ارتفاعًا في سوق الأسهم والعملات.
والحدث الأكبر ليوم الخميس كانت تحركات اليورو. ففي بداية جلسة التداول في نيويورك، كان اليورو واحدًا من أضعف العملات، بسبب التقارير حول تطبيق الولايات المتحدة تعريفات على صناعة السيارات الأوروبية قبل عيد الميلاد. وأجبرت تلك التكهنات المستثمرين على تجاهل البيانات القوية الصادرة حول سوق العمل الألماني، وقوة مؤشر الثقة في منطقة اليورو. وبعد افتتاح جلسة تداول نيويورك بقليل، نفت المفوضية الأوروبية تلك التقارير، وعكس زوج اليورو/دولار مساره ليحقق ارتفاع عند 1.14. وعلى الرغم من عجز الزوج عن الإغلاق أعلى الرقم الصحيح، فالانحياز السلبي للسوق بالنسبة للدولار ينبغي أن يرفع الزوج. ويصدر تقرير مؤشر أسعار المستهلك لمنطقة اليورو خلال شهر نوفمبر، وهناك مخاطرة بوجود هبوط في المؤشر، بناءًا على التقرير الألماني الأضعف، ولكن نظرًا لزخم السوق الحالي، سيكون لهذا التقرير تأثيرًا محدودًا على اليورو.
وكان النفط الخام هو ثاني أكبر التحركات خلال يوم الخميس. ففي بداية جلسة تداول نيويورك، هبط سعر النفط الخام أسفل علامة 50 دولار. وعلى إثر هبوط النفط، ارتفع تداول زوج الدولار أمريكي/دولار كندي فوق 1.33. بيد أن روسيا أطلت برأسها لإنقاذ النفط، وظهرت أحاديث حول تخفيض الإنتاج النفطي، مما عكس مسار النفط لترتفع الأسعار بحدة (ارتفع النفط الخام 2%)، ونتيجة لذلك، تخلى زوج الدولار أمريكي/دولار كندي عن كافة الأرباح، وأنهى يوم التداول دون أي تغييرات. وتقع كندا في بؤرة الضوء يوم الجمعة، فتصدر تقارير هامة مثل: أرقام الناتج المحلي الإجمالي الربعي والسنوي. نتوقع رؤية تباطؤ في الربع الثالث، بسبب ضعف مبيعات التجزئة، ولو صدقت تلك التوقعات، ستعزز هبوط الدولار الكندي، وبالتالي يستمر ارتفاع زوج دولار أمريكي/دولار كندي.
لا أخبار جديدة للجنيه الاسترليني، وعدم وجود أخبار جديدة في حد ذاته خبر سيء، فاستمر الاسترليني في تمديد هبوطه. فلا يوجد تقدم له مغزى وأهمية في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد، وبدأ المستثمرون يفقدون صبرهم. وأنهى الدولار الاسترالي يوم التداول بارتفاع، بينما حدثت تصفية على الدولار النيوزيلاندي، رغم تقرير نفقات رأس المال الاسترالي الضعيف، وتقرير مؤشر النشاط النيوزيلاندي القوي.