المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 14/12/2018
لا مجال للجدال حول تحركات الغاز الطبيعي هذا العام. ولكن لا يوجد في العام سوى 12 يوم للتداول، والسوق يتحرك بعيدًا عن الأرباح المسجلة بأرقام ثنائية، ويقف ما جناه الغاز الطبيعي على مدار العام عند 40%، وينتقل الغاز الطبيعي الآن إلى سؤال حول إمكانية الحفاظ على سعر 4 دولار خلال شهر يناير من العام المقبل.
ويوضح انتقال الاهتمام هذا حالة التقلب العنيفة التي تتحكم في سوق الغاز الطبيعي على مدار فصل الشتاء، وتمتد تلك الحالة من شهر يناير، وهو ثاني أبرد شهور فصل الشتاء، إلى شهر أبريل، منتصف فصل الربيع، عندما تبدأ الحاجة إلى الغاز الطبيعي الخاص بالتدفئة بالتراجع.
قال سكوت شيلتون: هبط السعر هذا الأسبوع نسبة 9%، ولكن عملية التصفية القائمة على أساس الصدمة والخوف ربما تكون وصلت إلى نهايتها، لأننا لم نعد نمر بطقس مختلط، فيحل الآن الطقس البارد؛ يعمل شيلتون في شركة الوساطة المختصة بالطاقة ICAP، الواقعة في شمال كارولينا.
ماذا سيحدث لو شهدنا طقسًا دافئًا خلال الأسابيع القادمة.
ويضيف أن أي ارتفاع في درجات الحرارة خلال الأسابيع القادمة يمكنه الإيقاع بثيران السوق، فقدرة السوق على الدفاع عن الأسعار فوق مستوى 4 دولار لكل مليون وحدة حرارية ليست أمر مسلم به.
وألمح دومينيك تشيرشيلا، مدير المخاطرة والتداول في معهد إدارة الطاقة في نيويورك، إلى أن الدعم التقني لعقود بورصة نيويورك لشهر يناير بالنسبة للغاز الطبيعي تقع أدنى مستوى 4 دولار، عند 3.898 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وكتب شيلتون في مذكرة صادرة يوم الخميس:
"يبدو أن هناك ضغط عند الشهور الأمامية في السوق، فشهور يناير/فبراير، وفبراير/مارس واقعة تحت الضغط، بينما عقود مارس/أبريل ما زالت تحاول الصراع من أجل الحياة، لأن أسبوع دافئ واحد في يناير يعني الهلاك لتلك العقود."
وضعفت القصة الثيرانية في الغاز الطبيعي بعد صعود دون انكسار من منتصف سبتمبر إلى أواخر نوفمبر.
الهبوط منذ الأسبوع الماضي
بدأ الهبوط منذ الأسبوع الماضي، فتراجع السعر 3% بعد أسبوعين من ظهور بيانات مخيبة للآمال متعلقة بالسحب من مستودعات الغاز الطبيعي لتلبية الطلب على التدفئة.
تسارع البيع على مدار الجلسات الثلاث الماضية، مما تسبب في هبوط تراكمي مقداره 9% على مدار الأسبوع، ويظهر فيما بعد تقرير إدارة معلومات الطاقة يوم الخميس، ليظهر سحب 77 مليار قدم مكعب للأسبوع المنتهي في 7 ديسمبر، في حين تنبأ المحللون بتراجع 84 مليار قدم مكعب.
ولاحظ دان مايرز أن تلك المرة الأولى في فصل الشتاء تفشل فيها بيانات إدارة معلومات الطاقة عن الوصول إلى متوسط الخمس سنوات لسحب الغاز الطبيعي.
وكتب مايرز في تعليق له يوم الخميس:
"تقرير السحب القادم من المتوقع له الارتفاع بقوة، نظرًا لانخفاض درجات الحرارة، ولكن إذا جاء طقس الأسبوع القادم أكثر اعتدالًا، عندها ستكون قوة السحب موضع شك."
عجز المخزون عن تجاوز الحد الأعلى من عمليات السحب الأسبوعي
سيطرت على سوق الغاز الطبيعي مشكلة هذا العام، وهي: وضع السوق حد مرتفع للسحب من المخزون، وعجز المخزون عن الوصول إلى ذلك الحد المرتفع.
ويعود ذلك إلى سبب واحد، وهو: مستويات الإنتاج القياسية.
تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يتراوح إنتاج الغاز الطبيعي الأمريكي في حدود الرقم القياسي 83.3 مليار قدم مكعب يوميًا في 2018، ويستمر الإنتاج في الارتفاع على مدار العام القادم، ليصل المتوسط إلى 90 مليار قدم مكعب.
ومن المنطقي الاعتقاد بأن الإنتاج الدافق هذا من التنقيب عن الغاز الطبيعي ومن خروجه كمنتج ثانوي من نواتج التنقيب عن النفط الصخري، كان من المفترض له تعبئة المستودعات إلى آخرها. ولكن، لم يحدث هذا، لأن الطلب والاستهلاك كان مرتفعًا أيضًا هذا العام.
مستويات الإنتاج القياسية تتغلب على دورتي طلب قبل فصل الشتاء
رأينا موجة الطلب الأولى خلال شهور الصيف، عندما توجب على قطاع الخدمات إحراق غاز طبيعي بمعدلات أكبر من الطبيعي كل أسبوع، لتتمكن من تلبية الطلب الواصل لمستويات غير تقليدية على مكيفات الهواء. وجاءت الموجة الثانية غير متوقعة، بسبب البرودة التي اجتاحت فصل الخريف، متسببةً في رفع الطلب على التدفئة.
وبسبب ما حدث، من برودة عقبت فصل الصيف مباشرة، وقف المخزون عند 230 مليار قدم مكعب فقط قبل الشتاء، الذي يبدأ رسميًا في 21 ديسمبر.
كما ارتفعت معدلات تصدير الغاز الطبيعي المسال، وتُضاف مسألة التصدير تلك حديثًا للمعادلة. وقفت صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال العام الماضي عند 3 مليار قدم مكعب يوميًا، والآن تقف عند 5 مليار قدم مكعب. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة بلوغ معدلات التصدير 9 مليار قدم مكعب، مما يجعل الولايات المتحدة ثالث أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال بعد قطر وأستراليا.
ولكن، تظل التداولات متركزة على معدلات السحب الأسبوعية الصادرة من إدارة معلومات الطاقة، مع وقوع الأسعار تحت رحمة الطلب، فإذا ذكرت الوكالة تراجع الطلب يتراجع السعر.
ويقول دومينيك تشرشيلا إن درجات حرارة فوق المستويات الطبيعية من المتوقع لها أن تبتلع الإقليم الأكبر من الولايات المتحدة، ذلك الإقليم الأكثر استخدامًا للغاز الطبيعي في الفترة المتراوحة بين الثماني إلى الـ 14 يوم القادمة. ويضيف:
"يجب أن تشهد التنبؤات معدلات طلب أقل من الطبيعي في هذا الوقت من العام. فالتنبؤات قصيرة المدى بالطقس ما زالت تلعب دورًا رئيسيًا في توجيه الأسعار