شهدت جلسات بداية الأسبوع تقدم الأسهم الأمريكية المستقبلية مع الأسهم في اليابان وأستراليا في حين تذبذبت الأسهم في شنغهاي وهونغ كونغ. أيضاً إرتفعت العقود الآجلة الأوروبية بعض الشئ, وهذا بعد أن أشارت تقارير حكومية توصل رئيس الوزراء الإيطالي جيسيبي كونتي إلى إتفاق مع النواب لويجي دي مايو وماتيو سالفيني على إقتراح الميزانية لعام 2019 ليتم إرسالهما إلى بروكسل بوقتاً لاحق.
ليأتي الحدث الرئيسي هذا الأسبوع مع قرار سعر الفائدة الفيدرالية والمؤتمر الصحفي, وقد يحصل المستثمرون على بعض الدلائل على مسار السياسة من إجتماع الفدرالي الأخير في عام 2018 والمؤتمر الصحفي من رئيس الفدرالي جيروم باول.
هذا في ظل مخاوف توقعات النمو العالمي لعام 2019 وسط تصارع التجارة بين الولايات المتحدة والصين, وذلك بعد تداول الأسهم العالمية مع أسوأ أداء منذ عام 2011 مع إنخفاض بنسبة 9٪ وسط القلق المحيط بتوقعات الأرباح.
وإرتفع مؤشر الدولار عند أعلى مستوى له في 19 شهراً خلال جلسات الأسبوع الماضي, وهذا الإرتفاع على مدى الثلاثة أشهر الماضية دفع صناديق التحوط إلى تقليص المراهنات الصعودية على العملة.
حيث وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن لجنة تداول العقود الآجلة بالولايات المتحدة الأمريكية, والتي تستند إلى ثمانية أزواج من العملات. قد خفضت الصناديق من المراكز التي تراهن على المزيد من المكاسب في العملة الأمريكية إلى أدنى مستوى لها منذ شهر يونيو.
هذا على الرغم تجاوز توقعات السوق مقدار 70% نحو رفع البنك الإحتياطي الفدرالي تكاليف الإقتراض في إجتماعه هذا الأسبوع, وتشير تقديرات المستثمرين بأن يكون هناك وتيرة أبطأ لإرتفاعات سعر الفائدة في العام المقبل. بعد سحب المتاولين توقعاتهم برفع أسعار الفائدة الفيدرالية للسنة المقبلة وسط مخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي.
لتقفز الرهانات الصافية قصيرة الأجل لأكثر من 100 ألف عقد في الأسبوع الماضي وفقاً لآخر بيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع. حيث إنخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية عشر نقاط أساس هذا الشهر, وذلك بعد تصريح رئيس الفدرالي جيروم باول في نوفمبر بأن سلسلة الزيادات في سعر الفائدة وضعت السياسة أقل بقليل من نطاق التقديرات المحايدة.
ووسط توقعات بأن البنك الفدرالي قد يبطئ وتيرة رفع أسعار الفائدة في العام المقبل إرتفع الرهان الصعودي لمديري صناديق الإستثمار على المعدن النفيس ليتفوق على الرهانات الهبوطية لأول مرة منذ خمسة أشهر. حيث تشير البيانات الحكومية إلى أن معنويات المستثمرين بإتجاه الذهب قد تحولت إلى إيجابية مع إرتفاع الأسعار لأعلى مكسب ربع سنوي لها منذ مارس 2017.
ماذا نراقب في إجتماع البنك الفدرالي؟
من المتوقع أن يرفع البنك الفدرالي الأمريكي أسعار الفائدة للمرة الرابعة في عام 2018 بإجتماعه الأخير يوم الأربعاء القادم ما بين2.25% و 2.50%, وبذلك يتجاهل رئيس الفدرالي جيروم باول وزملاؤه إنتقادات ترامب المعارض لتوجهات التشديد. حيث هذا المستوى أطلق عليه باول النطاق الواسع لما هو محايد أو عادي بالنسبة للإقتصاد وليس تقييد ولا محفز للنمو.
كما قد توضح مخطط النقاط المحدثة للتوقعات المقبلة بأن صانعي السياسة في البنك الإحتياطي الفدرالي يفعلون نفس الشيء, وهذا ما ينتظره المتداولين لتأكيد توقعاتهم نحو إبطاء رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة في العام المقبل.
وإلى جانب رفع معدلات الفائدة يوم الأربعاء من الممكن أن يتخذ صانعى السياسة خطوة أخرى نحو التطبيع عن طريق تغيير بيان السياسة العامة الخاص بهم لإستبعاد توقعاتها بشأن الزيادات التدريجية الإضافية في المعدلات, وسيمثل ذلك إستراحة من إستراتيجية التوجيه الآجل المستخدمة خلال الأزمة المالية وعواقبها في تشكيل توقعات السوق.
حيث يوضح الفهرس الفيدرالي هذه النقطة فمنذ أبريل 2012 كان أدنى تقدير للسعر المحايد من قبل صانع السياسة هو 3.5٪, ولكن في سبتمبر كان أعلى. بينما من المحتمل أن يبطئ البنك الفدرالي حملته لرفع سعر الفائدة رداً على ذلك, ويتوقع الإقتصاديون الآن أن تزيد معدلات الفائدة مرتين في العام المقبل وليس أكثر من ثلاثة التي رأوها سابقاً.
من جهة أخرى, قد وضحنا سابقاً نقطة مهمة تخص توجهات الفدرالي المستقبيلة مع زيادة الإنتقادات من الرئيس ترامب, وهذه هي لعبة باول الطويلة.
فإن خلفيته كمصرفي سابق في وول ستريت جعل التواصل أكثر إستجابة من الرؤساء السابقين مع بن برنانكي وجانيت يلين الذان قطعا شوطاً طويلاً من عتامة عصر آلان غرينسبان.
وفي مواجهة الشعبوية التي يوجهها ترامب أعلن البنك الفدرالي عن سلسلة من المبادرات بما في ذلك عرض تقديمي لمراجعة السياسة النقدية, وتقييم نصف سنوي للإستقرار المالي, وتقرير الإشراف والتنظيم الإفتتاحي. هذه هي متابعة وعد باول بها ومضاعفة مؤتمراته الصحفية التي تبدأ في العام المقبل.
سيكون لدى باول ميزة واحدة كبيرة في محاولة شرح ما الذي سيصل إليه البنك الفدرالي, وسيعقد مؤتمراً صحفياً بعد كل إجتماع لصانعى السياسة وهو ضعف العدد هذا العام.
تهدف هذه المبادرات إلى توسيع نطاق الدعم العام في وقت يقوم فيه البنك الفدرالي بزيادة تكاليف الإقتراض بالنسبة للمستهلكين والشركات. بعد أن إتخذت مهمة باول مزيداً من الإلحاح في ضوء هجمات الرئيس دونالد ترامب والشكوك المتبقية في الكونجرس بشأن سلطة الفدرالي.
تشير تلك الإستراتيجية إلى الخروج عن موقف البنك الفدرالي الرهيب عادة عندما يتعرض لهجوم من الخارج, وإذا نجحت هذه الخطوات فإن هذا من شأنه أيضاً أن يبني الثقة قبل الركود القادم. عندما يحتاج الفدرالي مرة أخرى إلى إستخدام سياسات طارئة مثيرة للجدل مثل شراء السندات التي أغضبت بعض المشرعين الأمريكيين.
صورة عامة
مازال يتداول الدولار ضمن نطاق إيجابي حيث قد تعزز تحركاته مستقبلياً على أساس البيانات الواردة من إجتماع الفدرالي يوم الأربعاء, وبشكل عام إذا نجح المؤشر في إغلاقاته بنهاية 2018 أعلى مستوى 96.90 قد يعزز من مكاسبه مع بداية جلسات العام الجديد في 2019.
بينما نهاية العام الجاري ما دون مستوى 96 قد يضع الدولار تحت الضغط والتراجع في الأشهر الأولى من العام الجديد في 2019, وللمزيد من المستويات المتوقعة للدعم والمقاومة للمؤشر يمكنك الإطلاع عليها من خلال مدونة شركة أوربكس بمقالتنا السابقة (الدولار يعود للقمة! فماذا ينتظره بنهاية 2018؟).
كما يقل جدول البيانات دائماً في نهاية العام مما يمنح الأسواق عادةً فترة راحة قبل أن يرتفع مجدداً في يناير. مع ذلك, فإن التهدئة ستقابلها زيادة كبيرة في مخاطر الأحداث حيث لا يزال الغموض السياسي يسيطر على المستثمرين. فهناك المزيد من التغييرات في الموظفين داخل إدارة ترامب والإرتباك لا يزال على علاقة بريطانيا المستقبلية مع الإتحاد الأوروبي.
أيضاً قد يبدأ إغلاق جزئي لحكومة الولايات المتحدة هذا الأسبوع إذا فشل المشرعون والرئيس ترامب في حسم مقدار الأموال التي سيتم تخصيصها لجدار ترامب على طول الحدود المكسيكية.
تويتر:
Abdelhamid_TnT@