المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 28/12/2018
رسخ الغاز الطبيعي مركزه على قمة السلع هذا العام، وكانت جميع التوقعات في صالحه، فجاءت التوقعات الجوية قائلة أن الشتاء هذا العام سيكون قارس البرودة، وفي الوقت نفسه يقف منسوب الغاز في المستودعات عند أدنى المستويات على مدار عدة أعوام. ولكن، جاء فصل الشتاء، وأثبت أنه أدفأ مما كان متوقعًا، وأوضح للسوق أن الغاز ليس بذلك الرسوخ المتوقع، والأسعار معرضة للهبوط أكثر مما هي معرضة للصعود.
لا يوجد سوى جلسة تداول واحدة في عام 2018، وهي يوم الجمعة، وتوضح أرقام السوق أن الأرباح بلغت 20%.
الأرباح تختفي تدريجيًا
ارتفع الغاز الطبيعي حوالي 60% منذ أسابيع ستة ماضية، ودفعه في صعوده هذا برودة الجو في فترة ما قبل الشتاء، وذلك قبل أن يأتي طقسًا مختلطًا يذهب بعوائد السلعة.
تربع الغاز الطبيعي على رأس كافة السلع، فكان هو الأقوى أداءًا هذا العام، والعوائد الآن للسلعة لا ترشحه سوى للمركز الثالث بين السلع، فيسبقه الكاكاو والقمح، فالكاكاو مرتفع 25%، والقمح مرتفع 20% (لمستخدمي النسخة المكتبية يمكن الضغط هنا here للتعرف على أداء كافة السلع وعوائدها في 2018).
بحث دان مايرز في نماذج التنبؤات بالطقس كافة، بغرض إيجاد أي برودة مستدامة، ولكن يبدو أنه لا يوجد، يعمل مايرز محللًا في Gelber & Associates الشركة الاستشارية للغاز الطبيعي.
المتداولون يفقدون أملهم
يضيف مايرز:
"ننظر مؤخرًا إلى التغيرات التقنية في التداول، بينما يستمر السوق في مراقبة توقعات الطقس بحثًا عن أي تغير يمكن أن يقود نحو الحركة التالية. بيد أن التوقعات أزالت أمل البرودة الشديدة في بداية يناير، وبدأ السوق يفقد إيمانه بالسلعة.
ويتمثل العبء الآن في بلوغ درجات حرارة أقل من المعتاد في فصل الشتاء، لمنع الأسعار من الانزلاق."
ولحين وصول هذا الطقس شديد البرودة، سيركز المتداولون على بيانات العرض والطلب الأسبوعية الخاصة بالغاز الطبيعي. ويصدر آخر التقارير للعام الجاري يوم الجمعة الساعة 11:00 صباحًا بتوقيت المنطقة الشرقية، وتلك البيانات خاصة بالأسبوع المنتهي في 21 ديسمبر. تصدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تلك الأرقام، ومن المتوقع أن نرى في التقرير سحب مقدار 52 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي الأسبوع الماضي، أو فقط ثلث الكمية المسحوبة في الأسبوع المنتهي 14 ديسمبر، وبلغت 141 مليار قدم مكعب.
واستمر السوق متقلبًا، حتى بعد رؤيته لتقرير سحب 141 مليار قدم مكعب، إذ رأى السوق للمرة الثالثة سحبًا بأرقام ثلاثة منذ سبتمبر. فارتفع السوق بحدة بعد التقرير، ومن ثم كان الهبوط الدرامي على خلفية مخاوف تراجع الطلب على الغاز المستخدم في التدفئة، بسبب الأحوال الجوية المختلطة التي تشهدها البلاد في الأسابيع التالية على التقرير.
الإنتاج واقفًا عند مستويات قياسية
كان هذا العام مخادعًا بالنسبة للوقود. فأنتجت الولايات المتحدة كميات ضخمة من الغاز الطبيعي إما بسبب البحث والتنقيب عنه، أو لخروجه كناتج ثانوي أثناء الحفر بحثًا عن النفط الصخري، وأدى هذا إلى بلوغ الإنتاج مستوى قياسي في 2018، لا يختلف موقف الإنتاج هنا كثيرًا عن موقف إنتاج النفط الخام.
ورغم مستويات الإنتاج الكبيرة تلك، لم يخرج الغاز المتواجد في مستودعات التخزين عن التحكم، بفضل درجات الحرارة المرتفعة في الصيف، ودرجات الحرارة المنخفضة في الخريف، بالتالي ظلت مكيفات الهواء تعمل طوال الصيف، وبدأ عمل أجهزة التدفئة قبل دخول فصل الشتاء. في واقع الأمر وقف مستودعات الغاز الطبيعي قبل بداية الشتاء أدنى المعدل الطبيعي لمتوسط 5 سنوات.
وهذا ولم نذكر تحول الولايات المتحدة لتصدير الغاز الطبيعي المسال، مما رفع الطلب عليه خلال السنوات الأخيرة. صدرت الولايات المتحدة العام الماضي حوالي 3 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي المسال يوميًا العام الماضي، وهذا العام صدرت 5 مليار قدم مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي. فتصبح الولايات المتحدة في المركز الثالث بين أكبر الدول المصدرة للغاز الطبيعي، بعد قطر وأستراليا.
التقلب لا يعطي دعم
بينما ارتفعت الأسعار فوق 3 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وأصبح هذا المستوى الطبيعي للأسعار، إلا أن الأسعار بلغت 5 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، من جراء طقس نوفمبر الذي جاء أبرد من المعتاد.
ولكن يوجد التقلب الحادث في الأسابيع القليلة الماضية، مع تأرجحات يوميًا تصل إلى 18%، أكثر ثلاث مرات من ذروة العام الماضي.
يقول المحلل المستقل، جايمس هايركزيك، في تحليل يوم الأربعاء أن هناك الكثير من عدم اليقين إزاء التوقعات الجوية الأسبوعية.
ويكتب:
"بدأ المتداولون احتساب البرودة من 1-3 يناير، ومن 6-9 يناير. وبيد أن هناك المزيد من حالات الطقس المائلة للاعتدال المتوقعة لـ 31 ديسمبر، و1 يناير، ولـ 4-5 يناير. لا تبدو تلك التوقعات مثيرة كافية لاستمرار الارتفاع."
بقاء الأسعار أعلى 3 دولار
تحتسب الأسواق برودة قاسية لشهر فبراير، يمكن أن تستمر لمارس، يضيف هايركزيك.
واستخلص في تحليله أن الإشارات التقنية المختلطة والأساسيات يمكنها أن تحافظ على أسعار الغاز الطبيعي على هامش الاتجاه. واستقرت العقود الآجلة الأكثر نشاطًا للغاز الطبيعي على بورصة نيويورك لشهر مارس عند 3.353 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وقال إن تلك العقود ربما تحاول أخذ مقاومتها عند 3.659 دولار للأعلى، إذا استقرت مقاومة الاتجاه الصاعد. ولكن لو كف السوق عن المقاومة لأي سبب، يمكن أن تهبط الأسعار لـ 3.109 دولار، بسبب الانزلاق، ويمكن أن تصل إلى قاع 2 نوفمبر عند