كما هو معروف , سيكون يوم الجمعة الأول من كل شهر موعداً لصدور أرقام الوظائف الأمريكية للقطاع غير الزراعي الذي يكون عادةً مترافقاً مع مستويات الأجور والبطالة الأمريكية . ستكون أرقام الوظائف الأمريكية اليوم الأولى لهذا العام , وهي ستشير الى الأرقام الخاصة بالشهر الفائت ’ كانون الأول من العام الماضي والذي من المتوقع أن يكون عند مستويات 178 ألف وظيفة مرتفعاً من 155 ألف سابقاً. بغض النظر عن الأرقام , لا نعتقد أن هذه الأرقام ستشكل فرقاً كبيراً في معطيات الأسواق العالمية الحالية حتى لو أتت الأرقام أفضل من التوقعات , بينما ستشكل مزيداً من الضوط البيعية على الدولار الأمريكي اذا أتت الأرقام سيئة. هذه معادلة قد تبدو غريبة, بمعنى أن الأرقام الايجابية لن تشكل تغييراً كبيراً لأنه وببساطة لن يغير في طريقة تفكير الفيدرالي الأمريكي اتجاه عملية رفع الفائدة للعام الجاري 2019 . سيكون التركيز أفضل على مستويات الأجور والتي تشكل معياراً أكثر دقة في قراءة معدلات الاستهلاك الداخلي الأمريكي وتوقعات أسعار المستهلكين الأمريكي .
يتداول اليورو حالياً عند مستويات 1.1385$ , علماً أنه بدأ العام قريباً من مستويات 1.15$ قبل أن يتراجع في اليومين الأخيرين. فنياً , على المؤشر الساعي بقي الاتجاه العام صاعداً لكنه مترافق مع ضعف شرائي الى حد ما , بينما يبدو أكثر استقراراً على المؤشر اليومي . لن يكون الرهان على قوة اليورو سهلاً مع أننا نتوقع مزيداً من القوة لليورو خلال العام الجاري مستفيداً من عاملين أساسيين :
أولاً , مزيد من التراجع لعوائد السندات الأمريكية ستضغط على قوة الدولار الأمريكي .
ثانياً , اللغط السياسي في واشنطن الذي سيكون مترافقاً مع عدم رفع الفائدة بأكثر من مرة واحدة خلال العام الجاري ( حسب اعتقادنا ) وهذا سيكون لصالح المزيد من قوة العملات الرئيسية الأخرى مقابل الدولار الأمريكي.
قد لا تكون قوة اليورو المتوقعة مرتبطة بأرقام اقتصادية جيدة من منطقة اليورو , كما أن المركزي الأوربي لن يرفع الفائدة بسرعة في هكذا بيئة معقدة سياسياً واقتصادياً ولذلك ستكون قوة اليورو بطيئة والارتفاع تدريجي. كنا قد قلنا سابقاً أنه لا أحد يرغب بعملة قوية وهذا حسب اعتقادنا سيستمر خلال الأشهر القادمة خاصةً اذا بدأت أرقام نمو الاقتصاد العالمي تشير الى ركود محتمل أو تراجعاً مستمراً في نمو الاقتصاد الصيني .