المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 4/1/2019
ربما انتهى صعود الغاز الطبيعي لفصل الشتاء، حتى قبل البداية الجدية للشتاء، وربما يعاني السوق للعودة لمستويات 3 دولار.
ارتفع الغاز الطبيعي ارتفاعًا يخلب العقول، فاقتربت الأسعار من مستوى 5 دولار خلال الأسابيع الست الماضية، ورأينا ارتفاعًا مقداره 20% في اليوم، وربما أضحى ذلك أثرًا بعد عين.
فلو استقرت العقود الآجلة لشهر فبراير على بورصة نيويورك التجارية عند 2.93 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية يوم الجمعة، سيكون هذا الأسبوع السادس على التوالي من تسجيل خسائر، لتصل نسبة الخسائر 43%.
وتأتي تلك الخسائر من جراء تراجع عدد الأيام الباردة لشتاء عام 2018/19، مقارنة بالأيام الباردة المختبرة خلال شهور فصل الخريف، البادئ منذ 23 سبتمبر.
لا برودة حقيقية إلا بحلول منتصف يناير
ويتوقع محللون مثل دومينك تشيرشيلا، من معهد إدارة الطاقة في نيويورك، ودان مايرز، من جيلبر آند أستوسيتس، بقاء درجات الحرارة دافئة لأسبوعين آخرين على الأقل.
ويترجم هذا إلى ضعف الطلب على الغاز المشغل لأجهزة التدفئة، وتراجعت عمليات سحب الوقود من المخازن تحت الأرض، وتظهر مثل تلك البيانات في بيانات المستودع الأسبوعية، من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، خلال الأسبوعين القادمين.
في الواقع، ويصدر اليوم تقرير من إدارة معلومات الطاقة في تمام 11:00 صباحًا (16:00 غرينتش)، ويمكن أن يكون هذا التقرير هو مؤشر بداية هبوط السحب من المستودعات. فتشير التوقعات إلى سحب 47 مليار قدم مكعب خلال الأسبوع الماضي، مقارنة بالأسبوع قبل السابق الذي بلغ معدل السحب فيه 193 مليار قدم مكعب.
بدأت مستودعات الغاز موسم البرودة لـ 2018/19، أسفل متوسط 5 سنوات، المتوسط الطبيعي، ويأتي هذا التراجع بفضل درجات الحرارة المرتفعة لفصل الصيف، والتي أعقبتها برودة سابقة لعهدها لفصل الخريف، وبالتالي ظلت مكيفات الهواء، وأجهزة التدفئة تعمل لفترات أطول من الطبيعي مثل يونيو. وظل إنتاج الغاز الطبيعي عند مستويات قياسية، وبالتالي فعجز المستودعات هذا ربما يختفي، لو غاب الطقس قارس البرودة لفترة أطول.
وتشير تقارير رويترز إلى أن عدد درجات الحرارة الدافعة لتشغيل أجهزة التدفئة خلال الأسبوع الماضي لغت 160، مقارنة بالرقم 232 المسجل لنفس الأسبوع العام الماضي، ومتوسط 30 عام يدل على وجوب وجود حوالي 195 لنفس تلك الفترة. وتشير الأرقام تلك إلى متوسط درجة الحرارة في اليوم المنخفضة عن 18 درجة سيلزيوس، أو 65 فهرنهايت. ويستخدم هذا المقياس لتقدير الطلب على الغاز الطبيعي المستخدم في تدفئة المنازل والأعمال.
ضعف الطلب على غاز التدفئة
يقول تشيرشيلا إن تنبؤات درجات الحرارة من المتوقع لها البقاء أعلى المعدل الطبيعي في عموم الولايات المتحدة، حتى منتصف يناير أو لفترة أبعد من ذلك. وعليه، يظل الطلب على الغاز المشغل لأجهزة التدفئة أقل من المعتاد.
ويضيف:
"بناء على توقعات الطقس على المدى القصير، ستكون عملية السحب من المستودع أقل من المعتاد، والبيانات التاريخية التي ستسجل على مدار الأسابيع القادمة، ستقلل من عجز المستودع، وتقلل من قدرة الأسعار على الارتفاع في أي وقت قريب."
ويتفق مايرز مع هذا، فيتوقع ضعف الطلب على الغاز الطبيعي في المدى القريب.
وجاء في مذكرة له معنونة بـ "انهيار ارتفاع الشتاء" أن عقود الغاز الطبيعي لشهر فبراير الأمامي ستستمر في البحث عن دعم أسفل سعر 3 دولار لكل مليون واحدة حرارية بريطانية.
ويضيف مايرز:
"تظل أشباح كثيرة من مخاطر الصيف تلوح في الأفق بينما نبدأ العام الجديد. فسنحتاج إلى تحول الطقس للبرودة الشديدة خلال فترة لاحقة من شهر يناير، لإزالة مخاوف ارتفاع منسوب المستودع، فانخفاضه هو ما دفع الأسعار للصعود في بداية الموسم."
المركز الطويل ينقلب لقصير
يتوقع سكوت شيلتون، سمسار الطاقة في ICAP، أن أغلبية صناديق الاستثمار المتخصصة في الغاز الطبيعي غمرتها ثيرانية السوق، والآن ربما تكون تلك الصناديق عمدت لتسييل مراكزها. ويضيف:
"يتجلى الآن هبوط الاتجاه، والمشكلة هنا هو احتمالية احتياجهم لدخول مراكز قصيرة."
وبينما تراجع الطلب على التدفئة، ربما يكون للغاز ميزة ادخارية أخرى.
فارتفع الطلب على الغاز الطبيعي المسال الأمريكي منذ العام الماضي، وعليه ارتفعت السعة التصديرية للولايات المتحدة. فبعد أن كانت الولايات المتحدة لا تصدر سوى 3 مليار قدم مكعب يوميًا من عام سابق، بلغت صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال حوالي 5 مليار قدم مكعب الآن. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة بلوغ 9 مليار قدم مكعب بنهاية 2019، مما يجعل الولايات المتحدة ثالث أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال بعد قطر وأستراليا