ارتفع الدولار الأسترالي في تداولات يوم الإثنين أمام أغلب العملات العالمية الرئيسية باستثناء الدولار الكندي، في امتداد للحركة الصاعدة التي بدأها منذ نهاية الأسبوع الماضي مباشرة بعد حدوث الانهيار الخاطف Flash crash، أين انخفض الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي أكثر من 240 نقطة في أقل من دقيقة.
العنوان البارز لتداولات الأمس في سوق الفوركس هو انخفاض الدولار الأمريكي وتحسن شهية المخاطرة، حيث انخفض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول.
الحرب التجارية و شهية المخاطرة:
تحسن شهية المخاطرة كان لسببين رئيسيين، الأول هو بداية المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية من أجل إنهاء حالة الصراع بينهما والتي أثرت سلبا على أداء الاقتصاد العالمي وخاصة الصيني. ومن المعروف أن الصين من أكبر الشركاء الاقتصاديين لأسترالية وهذا ما يجعل الدولار الأسترالي حساس جدا لتطورات الأوضاع الاقتصادية الصينية.
السبب الثاني في تحسن شهية المخاطرة هو تصريحات رئيس الفيدرالي الأمريكي "باول"، بأن البنك المركزي يمكن يبطئ من وتيرة التشديد النقدي ورفع الفائدة في حالة دعت الضرورة إلى ذلك.
للتذكير فقط، فإن تحركات الدولار الأسترالي من أهم المؤشرات الدالة على حالة شهية المخاطرة في الأسواق المالية العالمية، فأي تحسن لشهية المخاطرة سوف يدعم على الأسترالي والعكس صحيح.
إلى جانب انخفاض الطلب على الملاذ الآمن يوم أمس، لم يكن الدولار الأمريكي مدعوما من البيانات الاقتصادية الصادرة عن قطاع الخدمات الأمريكي العملاق الذي نما بأبطأ وتيرة في خمسة أشهر في ديسمبر/كانون الأول، وفقًا لمؤشر مديري المشتريات غير التصنيعي ISM.
وسمح الضعف في العملة الأمريكية للدولار الأسترالي بالارتفاع إلى مستوى 0.7149 الأعلى له منذ 19 ديسمبر/كانون الأول.
كما ارتفع الأوزي مقابل الين الياباني، مما يعكس نغمة المخاطرة التي شوهدت يوم الاثنين. وسجلت مكاسب متواضعة أيضا مقابل الدولار النيوزيلندي والليوان الصيني والجنيه الإسترليني.
العملة الرئيسية الوحيدة التي انخفض مقابلها الأسترالي هي الدولار الكندي، الذي ارتفع بقوة أمام كل العملات الرئيسية بسبب لارتفاع أسعار النفط الخام.
بالنسبة لوجهة الأوزي المستقبلية، فإن أخبار المفاوضات التجارية الصينية الأمريكية سوف تبقى أكبر محرك للعملة على المدى القريب، أي أخبار عن التوصل إلى اتفاق سوف تدعم بقوة الأسترالي. اما في حالة ورود أي اشارة عن الانسداد فإن ذلك سوف يكون له تأثير سلبي على شهية المخاطرة.
هناك أيضا العديد من البيانات الاقتصادية التي سوف تصدر عن الاقتصاد المحلي أو على المستوى العالمي، ولكن تأثيرها في الوقت الحالي سوف يضل ثانويا مقارنة بسير المفاوضات التجارية.
النظرة الفنية على زوج الأسترالي/دولار:
فنيا يواجه زوج الأسترالي/دولار أمريكي مستوى مقاومة عند 0.7150، كما هو موضح في الرسم البياني المرفق.
لدينا الحد العلوي للقناة السعرية الهابطة، ومستوى تصحيح فيبوناتشي 50%.
وبما أن الزوج في الوقت الراهن يتحرك بشكل أساسي تحت تأثير الأخبار وشهية المخاطرة، فإن الزوج سوف يتخذ أي مستوى قوي، سواء دعم أو مقاومة "كمحطة انتظار" إلى حين اتضاح الرؤية والانطلاق.
لذلك من المحتمل أن يضل الزوج يتداول في محيط هذا المستوى 0.7150، قبل وورد أي أخبار يمكن تكسره وترفع الزوج إلى مستوى 0.7250 أو الحد العلوي للقناة السعرية الهابطة على الشارت اليومي.
وفي حالة العكس، فإن الزوج سوف يسقط نحو المستوى الدعم 0.6982
