ارتفع الدولار أمام جميع نظرائه تقريبًا يوم الثلاثاء دون أي محفز واضح من الولايات المتحدة، الّا أنه استفاد من بعض الضعف في اليورو، الذي تراجع بعد صدور بيانات الصناعة الألمانية المخيبة، والتي زادت من المخاوف من تباطؤ قوة منطقة اليورو. واليوم، سيكون اعلان محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في ديسمبر (19:00 بتوقيت جرينتش) هو الحدث الرئيسي في الولايات المتحدة، بيد أن خطابي الرئيسين الفيدراليين الإقليميين إيفانز (14:00 بتوقيت جرينتش) وروزنغرين (16:30 بتوقيت جرينتش) قد يجذبان بعض الانتباه أيضًا.
يبدو أن الأسواق تسعر تباطؤ حاد أو حتى ركود تام بحلول عام 2020، وبينما بدا بنك الاحتياطي الفيدرالي مصراً على مواصلة رفع معدلات الفائدة، أضعف الرئيس باول هذا الموقف الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيكون “مرنا” في وضع السياسة. كانت فحو الرسالة أنه إذا استدعت البيانات الواردة، إيقاف المركزي رفع الفائدة مؤقتًا فهو لن يتردد في ذلك، أو حتى قد يلجأ لخفضها اذا لزم الأمر.
بظل هذه الخلفية، سيبحث المستثمرون عن اجوبة للأسئلة التالية: ما مدى قلق الاحتياطي الفيدرالي بشأن التباطؤ الذي يلوح في الأفق؟ هل هذه المخاوف مشتركة بين جميع المسؤولين، أم أن البعض ما زالوا مصممين على مواصلة التطبيع؟ ماذا سيكون أول رد فعل للاحتياطي الفيدرالي إذا ما تدهورت البيانات – أي الإيقاف المؤقت لرفع المعدلات أو وقف تصفية الميزانية العمومية؟ وبما أن السوق الآن لا تسعر اي رفع للفائدة على الإطلاق في عام 2019، فإن أي شيء يوحي بأن صانعي السياسة قد يرفعون الفائدة مرة أخرى يمكن أن يقابلها ارتفاع كبير في الدولار، وتعثر في الأسهم.