تمكن الدولار من التخلص من بعض نقاط الضعف التي عانى منها بعد اجتماع اللجنة الفدرالية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، مستفيداً بشكل رئيسي من تراجع اليورو (انظر أدناه). فمن ذلك الحين لم يكن هناك من محفزات أمريكية، ولكن هذا يتغير اليوم، حيث سيصدر تقرير الوظائف الهام لشهر يناير. وفيما يخصّ الوظائف غير الزراعية، من المتوقع أن يكون الاقتصاد الأمريكي قد أضاف 165 ألف وظيفة جديدة، أي أقل بكثير من 312 ألف التي أضافها في ديسمبرغير أن الرقم يبقى قوي بشكل عام. من المتوقع أن يكون معدل البطالة قد بقي ثابتًا عند 3.9٪، بينما من المتوقع أن يكون المعدل السنوي للأجور قد ارتفع بنفس وتيرة الشهر السابق، أي بنسبة 3.2٪.
وبالنظر الى أن الحكومة قد أغلقت بشكل جزئي هذا الشهر، قد تُحدث بيانات اليوم بعض “الضوضاء”. على سبيل المثال، لن يكون من المستغرب أن نرى ارتفاعًا في معدل البطالة، حيث سيُعتبر جزء من الموظفين الحكوميين عاطلين عن العمل مؤقتًا. على أي حال، من المرجح أن ينصب الاهتمام بشكل رئيسي على الأجور، حيث أوضحت لجنة السوق الفدرالية المفتوحة (FOMC) أنه من الضروري أن تلتمس ارتفاع مادي في ضغوط الأسعار قبل معاودتها رفع الفائدة. في هذه الأثناء، يرى المتداولون أن الخطوة التالية للاحتياطي الفيدرالي ستكون على الأرجح تخفيض معدل الفائدة، حيث تشير أسواق المال الآن إلى أن احتمال قيام الاحتياطي بتخفيض الفائدة في ديسمبر بلغ نسبة 20٪. أما بالنسبة للدولار، فإن المخاطر تبدو غير متماثلة وتميل أكثر الاتجاه الهبوطي، حيث أن أي ضعف في هذا التقرير من شأنه أن يساعد على زيادة توقعات خفض معدل الفائدة، في حين أنه من المشكوك فيه أن تكون هناك مفاجأة إيجابية قوية كافية لتحويل هذه المشاعر الحمائية.