المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 1/2/2019
قامت الشركة الأم Cboe Global Markets بسحب الاقتراح المقدم من: VanEck/SolidX بغرض إدراج صندوق مؤشرات متداولة خاص بالعملة المشفرة ({{945629|بتكوين}})، من الاعتبارات التنظيمية. وتعد تلك آخر الضربات الموجهة إلى مستثمري العملات المشفرة، الآملين في الحصول على المزيد من الشرعية لفئة الأصول التي تعاني من سوق دببة، كما كانت هناك آمال معلقة باحتمالية دخول المستثمرين التقليديين، الباحثين عن أداة مالية أقل تقلبًا وأقل مخاطرة للاستثمار في العملات المشفرة.
وسحبت الشركة الاقتراح الأخير بسبب الإغلاق الحكومي الجزئي في الولايات المتحدة، وفق ما صرح به الرئيس التنفيذي، جان فان إيك، لـ VanEck. ولكن ذلك الاحترام عانى من الفشل مرارًا وتكرارًا في السنوات القليلة الماضية، حتى عندما كانت الحكومة الأمريكية تعمل بكامل قوتها.
كما برهنت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية على أنها عقبة رئيسية في طريق تقديم مثل هذا الصندوق للسوق، إذ رفضت الهيئة 9 اقتراحات مقدمة منذ 2017. فماذا يمكن أن يضاف لصناديق المؤشرات المتداولة، حتى يدرج على بورصة أمريكية رسمية.
يقول المحلل المالي، كايل كوكس، إنه بالرغم من سحب الاقتراح الأخير، ما زال يعتقد أن المسألة مسألة وقت، وسنرى صندوق مؤشرات متداولة للعملات المشفرة -في أحد الأشكال أو النماذج. ويدعم كوكس اعتقاده هذا بالإشارة إلى سويسرا، التي يوجد بها نسخة معمول بها من صناديق منتجات العملات المشفرة المتداولة، والمعروف بمؤشر Amun Crypto Basket، وهو موجود في السوق ويعمل.
"يجب الملاحظة أن هذا الصندوق حصل على موافقة الجهات التنظيمية السويسرية، والتي أظهرت تقدمًا في التعامل مع الأصول المالية الناشئة، وبالتالي هذه الأدوات المالية الجديدة ليست بدعة، فهي موجودة بالفعل، وحصلت على موافقة وانطلقت للعمل في 2018."
ويتفهم كوكس الحذر الذي تتسم به هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية إزاء تلك المستجدات. فتعمل تلك الهيئات على توفير مستوى عالي من الالتزام بتطبيق القانون، والتمتع بإشراف قوي على عمل الأسواق، لتأمين كبار المستثمرين تجاه المنتجات التي يتعاملون معها. وبناء على هذا، يقول إنه يتوقع أن أي منتج مالي، مثل صندوق المؤشرات المتداولة، والذي له صلة بفئة أصول وليدة -أو يشبه وضعها وضع العملات المشفرة- يجب أن يواجه عدة عقبات تنظيمية، حتى يستطيع التكيف مع معايير البيئة التنظيمية التي تقرها هيئات الولايات المتحدة. ويقول:
"بدون شك، يدور الشك داخل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية حيال إصدار موافقة لإطلاق صندوق مؤشرات متداولة خاصة بالعملات المشفرة، وهذا الشك له مبرراته. وتتركز تلك المبررات في إمكانية التلاعب بهذا السوق الجديد، والرقابة، والبنية التحتية، وكلها مشكلات تواجه الأسواق غير الناضجة. ولحسن الحظ، يوجد عديد من التطويرات في طريقها لدخول السوق الآن، وفي رأينا، سيخفف هذا من حدة شكوك المنظمة بمرور الوقت. لا نعلم على وجه الدقة الوقت اللازم لذلك، لوجود العديد من العناصر الواجب دخولها للسوق، والتي تتطلب تنمية، وتحفيزات بسبب نظام عمل البنية الداخلية للأصول."
وتظل الولايات المتحدة مركز قضائي رئيسي ومنارة للعالم، وسوف تتبع دول أخرى خطاها في التعامل مع منتجات صندوق المؤشرات المتداولة للعملات المشفرة، وتتركز الجهود كافة على ما يجب فعله حتى يحصل صندوق المؤشرات المتداولة للعملات المشفرة على الموافقة من الهيئات التنظيمية الأمريكية. فيقول كريس ويتنبورن، رئيس الاستراتيجية وتنمية الأعمال في Velocity Markets:
"تحظى الوصاية على الأصول الرقمية بحصة الأسد من المشكلات المسلط عليها الضوء، يبدو جليا لنا أن التنظيميين يركزون على المراقبة في السوق. وبناء على التعليقات الصادرة منهم، نعتقد أن المسؤولين في الهيئات التنظيمية يبحثون على حلول متقدمة لمراقبة ما يرونه الآن، وتلك الحلول تشتمل على: سياسات، وأدوات، تساعد في تهدئة السوق، وتحديد ما إذا كانت هناك عمليات تلاعب."
أمر مؤقت
لا يقلق العديد حيال سحب الطلب. فيقول متداول العملات المشفرة في GSR، شركة تداول أصول رقمية، أنه لا توجد أي إشارة على انعدام فرص العملات المشفرة في الحصول على الموافقة لطرح صندوق مؤشرات متداولة.
"وتخطط VanEck لإعادة التقدم بالطلب الخاص بتدشين صندوق مؤشرات متداولة، وتعلل بأن سحبه مؤقت. وعقدت VanEck شراكة مع ناسداك لإصدار عقود آجلة لبتكوين في 2019، وقدمت أدوات رقابية أقوى للسوق، لتقلل من حدة المخاوف التنظيمية المحيطة بسوق العملات المشفرة، واعتقاد الهيئات أن فئة الأصول تلك تتعرض للتلاعب. وافتراضيًا، إذا ظلت الحكومة مفتوحة، وقدمت بورصات مثل ناسداك، (NYSE:ICE)أدوات للجهات التنظيمية تمكنهم من مراقبة السوق، وتطبيق القانون على أي ممارسات مشكوك فيها تحدث في السوق، عندها سنبدأ الحديث عن وقت إصدار صندوق مؤشرات متداولة لبتكوين."
ولكن، كم من الوقت يلزم لهذا؟ لن يقدم كوكس على التخمين. ويحذر من أن التنبؤ لعبة خطيرة، وكثيرًا ما تكون خاسرة.
"وأحد البراهين يتجسد في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة. في البداية، توقع عدد قليل جدًا من المحللين فوز السيد ترامب. وبعد ذلك، لم يتوقع سوى أقل من القليل احتمالية ارتفاع الأسواق في الولايات المتحدة مرة أخرى."
يقول كوكس أن هناك كثير من الحلول يجب تقديمها، قبل أن نبدأ في السؤال عن الإطار الزمني، ولا يبدو أننا سنتوصل لحل نستقر عليه في المدى القريب.
"يجب متنوع العوامل، المتداخلة، لذلك يصعب علينا طرح تنبؤ عن توقيت الموافقة على إصدار صندوق مؤشرات متداولة. في كثير من حالات السوق، التي تعكس حالة المستثمر، وتؤثر على ربحية ومدى إتاحة تلك المنتجات. ويظل السؤال متى قائمًا، حتى بوجود تلك الأسئلة، وليس ما إذا كنا سنرى مثل تلك الصناديق أم لا. يجب أن يتسم المستثمرون بالحذر إزاء المبالغة في تقدير تأثير موافقة الولايات المتحدة على صندوق المؤشرات المتداولة على السعر."