ليست كل الأخبار السيئة لها نفس التأثير ’ فما كان سلبياً في بعض الأحيان سيكون تأثيره ايجابياً على المؤشرات أحياناً أخرى لأن الأسواق تقرأ هكذا نوع من السلبية من زاوية مختلفة مرتبطة باستمرار الالتزام النقدي للبنوك المركزية الكبرى في العالم وسياسات تيسير نقدية بفوائد منخفضة , السؤال المهم الى متى ؟
دائماً ما كان الدولار الأسترالي من أكثر العملات التي تحب شهية المخاطرة , اليوم مرتفع مقابل الدولار الأمريكي في آسيا بنسبة 0.15% يتداول عند 0.7150$ ولكنه مازال بعيداً عن مستوياته التي كان عليها قبل عام من اليوم حيث كان عند مستويات 0.81$. منذ أن كان عند مستويات 0.69$ قلنا في عدة مناسبات أن هذه المستويات المتدنية تاريخياً ستكون فرصةً ممتازة لبناء مراكز شراء طويلة ومتوسطة الزمن . التحدي الأكبر لهذه العملة ليس استرالياً بل صينياً لأن الصين هي الشريك الاقتصادي الأكبر والأهم على الاطلاق لأستراليا وأي تراجع للبيانات الاقتصادية الصينية وسياسات بنك الشعب الصيني سينعكس تأثيره سلباً على أداء التجارة الاسترالية والاقتصاد ككل الذي اصلاً تراجع نمو ناتجه المحلي خلال عام .
المؤشرات المرفقة توضح تماماً أن مؤشر سوق الإسكان الأسترالي تداعى خلال عام من الآن , كما أن معدلات التضخم الاسترالية تراجعت أيضاً بالتزامن مع هذا التراجع لتكون قريبة من مستويات 1.8% حالياً ,ماذا تعني اذاً هذه الأرقام ؟
أولاً , ستأتي قوة الدولار الأسترالي من ضعف الدولار الأمريكي والاتفاق التجاري مع الصين في حال حدوثه ( غالباً سيكون قريباً ) .
ثانياً , الفائدة الاسترالية حالياً عند 1.5% , أعلى من منطقة اليورو وبريطانيا , مع هكذا تراجع للتضخم والإسكان واحجام بقية البنوك المركزية الكبرى عن رفع الفائدة وتمهل الفيدرالي الأمريكي حاليا لا نتوقع أن ترتفع الفائدة بقوة خلال العام الجاري لأن البنك المركزي الأسترالي يريد دولاراً استرالياً منافساً ومزيداً من الهامش في التجارة مع الصين واليابان , كما أن الأرقام اشارت الى تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال عام من مستويات 3% الى 2.8% حالياً .
طالما أن الصين في اتفاق تجاري جيد مع الأمريكيين , هي فرصة للأسترالي لتحقيق ارتفاعات ولكنها تدريجية. الفائدة المرتفعة حالياً في استراليا ستفيد هذه العملة في حال حدوث تغيير نقدي أو ركود عالمي مثلاً. تابعونا دائماً على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للتحديثات اليومية وغيرها من الأفكار الاستثمارية.