تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع من أعلى مستوياته في 2019, ومتوقفة عن الإرتفاع بعد أن حققت منذ عيد الميلاد مكاسب تقدر بنسبة 18%. حيث يترقب المستثمرون دلائل جديدة على التوقعات للمحادثات التجارية الجارية والسياسة النقدية من البنك الفيدرالي.
أما على صعيد يومي يشهد مؤشر "الداو جونز" ومؤشر "ناسداك" إرتفاعات محدودة كما إرتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500", وأيضاً إرتفع بجلسات الأمس بعد الأرباح في شركة وول مارت التي حصلت على دفعة من إرتفاع نشاط الإسكان محققاً بذلك صعود إيجابي منذ بداية العام يقدر حوالي 11%.
مع ذلك, الأساس الفني يشير أن المؤشر قد يكون قريباً من تجاوز مستوى الزخم الشرائي حيث أغلق مؤشر القوة النسبية لمتوسط متحرك 14 يوماً بجلسات الأمس قرب مستوى 70, وهو مقياس فني يشير إلى وجود ذروة الشراء.
حيث هذا المستوى الفني لم يشهده المؤشر منذ أغسطس, وقد يدعم إختراق هذا المستوى فكرة أن المقاومة المقبلة لمؤشر "ستاندر آند بورز 500" ستكون عند مستوى 2800.00.
وفي أوروبا تشهد الأسهم إرتفاعات محدودة, وهذا بعد أن شهدت تراجع بجلسات الأمس بقيادة البنوك بعد الأرباح المخيبة للآمال من بنك "إتش إس بي سي", والإشارات الحذرة المتزايدة من البنك المركزي الأوروبي حيث من المقرر أن يصدر غداً تقرير السياسة النقدية أيضاً سيكون هناك حديث لرئيس البنك ماريو دراجي يوم الجمعة.
فقد قادت شركات التعدين وصناعة السيارات الإرتفاع بعد أن شهد مؤشر" يوروب ستوكس 600" تراجع بالأمس بعد أن تعرضت شركات صناعة السيارات لضغوط. حيث تراجع المؤشر الرئيسي وسط مخاوف بشأن التعريفات المحتملة للسيارات الأوروبية في الولايات المتحدة مما حد من المكاسب التي بلغت 10٪ منذ بداية العام.
لكن عوض المؤشر بجلسات اليوم بعض المكاسب بعد أن تعهد الإتحاد الأوروبي بالرد السريع إذا فرضت الولايات المتحدة تعريفة جمركية على السيارات المستوردة.
مع ذلك, الأساس الفني يشير أن المؤشر يتداول بالقرب من مستوى الزخم الشرائي حيث أغلق مؤشر القوة النسبية لمتوسط متحرك 14 يوماً بجلسات الأمس على إنخفاض قبل أن يعود اليوم قرب أعلى مستوى حققه هذا الأسبوع وعند مستوى 70, وهو مقياس فني يشير إلى وجود ذروة الشراء.
ففي حالة فشل إختراقه هذا الأسبوع فمن المتوقع أن يضع المؤشر تحت ضغط تراجعي مرة أخرى بعد أن فشل بالحفاظ على تداولاته أعلى مستوى 70 منذ إختراقه في بداية فبراير للمرة الأولى منذ مايو 2018.
بشكل عام:
مع إقتراب موسم الأرباح من نهايته فإن محضر السياسة النقدية لكلاً من البنك الاحتياطي الفيدرالي اليوم والبنك المركزي الأوروبي يوم غداً.
سوف يوضح للمستثمرين النظرة المتشائمة لآخر تحركات صدرت بعد أن تراجع البنك الفيدرالي عن السياسة الحمائية مؤقتاً نحو الصبر برفع معدلات الفائدة, وكذلك مخاوف البنك المركزي الأوربي من تراجع النمو لمنطقة اليورو كما وضحنا بمدونة شركة أوربكس بمقالتنا السابقة من هنا (التوقعات السلبية لاقتصاد منطقة اليورو تهوي بالأسهم والعملة الموحدة).
إلى جانب إصدار محضر اجتماع لجنة السوق الفدرالية المفتوحة اليوم سوف يتحدث رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي في دالاس روبرت كابلان اليوم الأربعاء. كذلك سيتحدث رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيتش يوم غداً الخميس, وينطلق منتدى السياسة النقدية في الولايات المتحدة يوم الجمعة في نيويورك.
على صعيد آخر, تراجع مؤشر "الدولار الأمريكي" نحو أقل مستوياته في أسبوعين يوم أمس بعد صدور تقرير بأن كل من الولايات المتحدة والصين إتفقتا مبدئياً على أن التعهد بتحقيق إستقرار عملة "اليوان" الذي سيكون جزءاً من إطار أي صفقة.
حيث طلبت الولايات المتحدة من الصين الحفاظ على قيمة اليوان مستقرة كجزء من المفاوضات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم, وهي خطوة تهدف إلى تحييد أي جهد من جانب الصين لخفض قيمة عملتها لمواجهة الرسوم الأمريكية.
مع ذلك, نرى أنها إستراتيجية تهدف إلى تعويض الرسوم الأمريكية الحالية على الواردات الصينية حيث إرتفعت العملة الصينية إلى أعلى مستوى لها في أسبوعين, وإرتفع "الدولار الأسترالي" الذي يرتبط إقتصادها إرتباطاً وثيقاً بالصين.
كما يمكنك الإطلاع على المستويات السعرية للدولار الأسترالي لمدونة شركة أوربكس بمقالتنا السابقة من هنا (هل يستمر تراجع الدولار الأسترالي بعد تأكيد مخاوف الاحتياطي الأسترالي؟) بعد أن نحج بالإغلاق أعلى متوسط 55 يوم كما توقعنا.
Abdelhamid_TnT@