أصبح الدولار الأسترالي في ورطة حيث لا يمكن أن يرتفع عندما ترتفع أسوق الأسهم الصينية! وهذا بعد فك الأرتباط منذ بداية فبراير. مع العلم, أن الصين هي أكبر مستهلك للسلع في العالم في حين أن أستراليا لديها إقتصاد يعتمد على السلع الأساسية التي ترسل أكثر من 35 ٪ من صادراتها إلى الصين, وهي أكبر شريك تجاري لأستراليا.
ويعتبر الدولار الأسترالي رابع أغلى عملة في العالم وفقاً لمقاييس تعادل القوة الشرائية لدى صندوق النقد الدولي.
أما الآن فأن الخلفية الأساسية تتحول إلى تحدٍ أكبر حيث يتدهور عجز الحساب الجاري الأسترالي مرة أخرى, وأصبحت البيانات الصينية تتفوق على البيانات الاسترالية المحلية عندما يتعلق الأمر بتشكيل وجهة نظر حول الدولار الأسترالي والإقتصاد الأسترالي.
وعلى أثره فقد كان الدولار الأسترالي صاحب أسوأ أداء للعملات مقابل الدولار الأمريكي في مجموعة العشرة في فبراير.
فإن التغيير المقلق بدينامكيات الأرتباط في الوقت الذي يتحسن فيه أسواق الأسهم الصينية وإرتفاع اليوان الصيني كان لابد أن يرتفع الدولار الأسترالي, ولكن معاناة الدولار الأسترالي في هذا الوقت يعود لأن العملة في موقع ضعيف بشكل خاص على المستوى المحلي.
حيث تسعر الأسواق حالياً إحتمالية خطيرة لخفض سعر الفائدة في 2019 بعد أن تخلى البنك الاحتياطي الأسترالي عن تحيزه الشديد وسط مخاوف من أن يصبح إنكماش سوق الإسكان قوياً بما يكفي لإحداث ضرر إقتصادي واسع النطاق, وهذا ما وضحناه في مقالتنا السابقة حيث يمكن الإطلاع عليها من هنا (هل يستمر تراجع الدولار الأسترالي بعد تأكيد مخاوف الاحتياطي الأسترالي؟).
ففي جلسات اليوم الخميس إرتفع الدولار الأسترالي بعض الشئ بعد أن أتت بيانات الإستثمار الخاص في الربع الأخير من عام 2018 على نحو أقوى متحدية التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين, وتراجع أسعار الأسهم في نهاية العام.
حيث إرتفع الإنفاق الرأسمالي بنسبة 2.0 ٪ على أساس ربع سنوي, وهو أعلى من توقعات السوق بنسبة 0.8% أيضاً أعلى من تقدير الربع الثالث بنسبة 0.0٪ .
لكن هذا ليس صورة أساسية حيث لا تزال أحدث التوقعات تشير إلى تباطؤ في النفقات الرأسمالية خارج التعدين, ونظراً لإتجاه الشركات إلى مراجعة خططها الصعودية على مدار العام فأن الشركات الأسترالية قد خفضت خططها الإستثمارية لفترة 12 شهراً حتى يونيو من العام المقبل.
مما تضيف خطط الإستثمار الضعيفة من قبل الشركات الأسترالية إلى مزيج من الإشارات التي تشير إلى زيادة الضغط على البنك الإحتياطي الأسترالي لتخفيف السياسة النقدية.
فيما قلص الدولار الأسترالي معظم تقدمه في وقت مبكر بعد أن إنخفض مؤشر مديري المشتريات الصناعي الصيني بشكل أعمق مما يؤكد المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي العالمي.
بشكل عام, إن النظرة الداخلية حتى ولو كانت غامضة في الوقت الراهن لا يمكن أن تظل إيجابية بأي حال لفترة طويلة إذا ما كان الإقتصاد الصيني يكافح, وفي أخر أحداث الحرب التجارية.
إتخذ الممثل التجارى الأمريكى "روبرت لايتايزر" نبرة حذرة اكثر بشأن محادثات التجارة مع الصين يوم الأربعاء, وقال للمشرعين أن هناك الكثير من العمل يتعين القيام به قبل أن تصل الإدارة الأمريكية إلى إتفاق تجارى مع المسؤولين في بكين.
النظرة الفنية
ما زال يتداول الدولار الأسترالي قرب متوسط متحرك 55 يوم عند 0.7134 في محاولة لتحقيق مكاسب, ولكن ما زال يتداول ضمن القناة الصاعدة على المدى القصير.
حيث مع حفاظ زوج الدولار أسترالي مقابل الأمريكي على تداولاته أعلى مستوى الدعم 0.7085 يبقى فرص الصعود قائمة ليواجه مستوى المقاومة الأولية عند متوسط متحرك 200 يوم عند 0.7255، والتي باختراقها والحفاظ على الأسعار أعلاها قد يستهدف السعر قمة القناة الصاعدة على المدى القصير عن 0.7335.
بينما يواجه الزوج حالياً مناطق دعم أولية 0.7110 وباختراقها قد يواجه مستوى الدعم الثاني للقناة الصاعدة على المدى القصير عند 0.7085. أما في حالة إغلاق يومي ما دون هذا المستوى سيواجه الدولار الأسترالي الضغط لاستهداف 0.6994 أدنى سعر في 4 يناير.
Abdelhamid_TnT@