المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 1/3/2019
حظى عملاق معالجة عمليات الدفع والسداد (NASDAQ:باي بال) بأداء مذهل منذ بداية العام وحتى اللحظة. فارتفعت الأسهم بنسبة تزيد عن 16% في أول شهرين من عام 2019، وحفز هذا الصعود زيادة حجم تداول الأعمال، وزيادة عدد المستخدمين.
وبرهنت منصة معالجة المعاملات على قوتها الشهر الماضي، فذكر تقرير شركة سان خوسيه ارتفاع مبيعات الشركة خلال الربع الرابع بنسبة 13%، وتنبأ بزيادة إلى 16% أو 17% لعام 2019.
تمكنت أسهم الشركة من الصعود صعودًا قويًا بعد كل تصحيح خضعت له على مدار الأسابيع الـ 52 الماضية، ووصلت الأسهم لأرقام قياسية الآن، وبالتالي يمتلك المستثمرون الأدلة المنطقية التي تدفعهم نحو التحمس لهذا النمو الرائع.
ركوب الموجة
انتهجت باي بال استراتيجية نمو ذكية، مزجت فيها ما بين أكثر الاستحواذات قيمة، وبين التحركات الاستراتيجية، وسارت على تلك الاستراتيجية طوال السنوات الخمس الماضية. قررت الشركة أن تنفتح، وتحالفت مع أكبر شركات بطاقات الدفع الإلكتروني: (NYSE:فيزا)، (NYSE:وماستركارد)، وهدفت من خلال هذا التحالف مواجهة المنافسة الحادة في معاملات الدفع الرقمية.
اتخذت باي بال تلك الخطوة الاستراتيجية في 2016، وسمحت للمستخدمين أن يربطوا بسهولة بين حساباتهم وبطاقات الدين والثقة الخاصة بهم، وحصلت باي بال على إمكانية الولوج لتكنولوجيا معالجة معاملات البيع التي لا تحتاج لاتصال.
واشترت باي بال خلال تلك الفترة أيضًا شركات عديدة لتستمر متحركة في عالم دائم تغير تكنولوجياته. واستحوذت الشركة على فينمو في 2014، وفينمو منصة اكتسبت شهرة كبيرة بين صغار المستخدمين، وتتميز بالتطور التكنولوجي، كما اشترت باي بال منصة الأعمال الصغيرة السويدية، iZettle العام الماضي، نظير 2.2 مليار دولار، وكان هدفها من هذا الاستحواذ هو التوسع على المستوى العالمي وزيادة حضورها في المتاجر الموجودة على أرض الواقع. ووقعت معاملة أخرى مهمة العام الماضي من جانب باي بال، فاشترت Hyperwallet، وتسهم في مساعدة الشركات على إرسال المدفوعات لأي مكان في العالم.
وحققت باي بال الجزء الأكبر من نجاحها عن طريق زر صندوق الدفع الذي يظهر على مواقع البائعين، فكانت تلك الإضافة مفتاح باي بال للنمو المستقبلي. فيلائم هذا التطوير المشتريين، لأنه يكفيهم عناء إدخال تفاصيل بطاقاتهم الرقمية، وغيرها من المعلومات في كل معاملة.
تقول تقديرات MoffettNathanson، إن تلك الخاصية اكتسبت شعبية كبيرة، فتوّلد بمفردها حوالي 85% من عائد باي بال، وتجذب المستخدمين بحجم خمسين ضعف، مقارنة بأكبر منافسيها، (NASDAQ:أمازون) باي. ويحبذ التجار وجود تلك الخاصية على مواقعها الإلكترونية، لأنها تسهل المعاملات، وتعني مزيد من عمليات البيع لهم.
هل يستمر النمو؟
تمكنت الشركة من جني أرباح بنسبة تزيد عن 20%، خلال الـ 12 شهر الماضية، وحققت ما يزيد عن 180% خلال السنوات الخمس الماضية، ويقترب سهم باي بال كثيرًا من توقعات المحللين، فالاتفاق العام في السوق لسعر 12 شهر يقف عند 99.88 دولار. ولكن لا يعني هذا أن السهم لن ترتفع قيمته مزيدًا من الارتفاع مستقبلًا لإفادة مستثمري المدى الطويل.
تقع صناعة المدفوعات الرقمية في موقع يؤهلها لتحقيق مزيد من الصعود في الوقت الراهن، فتتزامن مع اكتساب التجارة الرقمية حصة كبيرة من السوق العالمي. وعلى هذا الأساس يستمر المحللون يتوقعون تحقيق باي بال مزيدًا من عائد النمو القوي، فتقول التوقعات بتحقيق نسبة 16% خلال هذا العام المالي، و18% في 2020.
وربما لا يعجب بعض المستثمرين اعتماد الشركة على صندوق الدفع. بيد أن الشركة تمكنت من تبديد هذا الخطر باستحواذاتها، وتنويع قاعدة توليد العائد. فتمكنت باي بال من إضافة 13.8 مليون حساب جديد نشط خلال الربع الرابع. وأتى حوالي 20%، أو 2.9 مليون، من استحواذها على: Hyperwallet، و iZettle.
خلاصة القول
يمكن ألا يصعد سعر أسهم باي بال بنفس القوة المشهودة خلال الأعوام الخمسة الماضية، ولكن ما زال بحوزة الشركة مساحة كبيرة للتحرك وتحقيق نمو. فلو كنت تبحث عن احتكاكًا بالصناعة المستمر نموها، يمكن لباي بال أن تحقق لك بعض القيمة، حال كنت مستثمر طويل المدى.