المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 7/3/2019
حازت منصة تداول العملات المشفرة الكندية QuadrigaCX على اهتمام وسائل الإعلام العالمية، وذلك بعد وفاة مالكها دون ترك مفاتيح لمخازن العملات المشفرة الباردة، مما تسبب في فقدان 150 مليون دولار من الأموال المحفوظة. وتثير تلك القضية الغامضة المضاربات حول ما يمكن أن يحدث في المجال، ببقاء الشطر الأغلب من الأسئلة بلا إجابة.
توفى المدير التنفيذي لمنصة QuadrigaCX، جيرالد كوتون، في التاسع من ديسمبر عام 2018 بسبب "مضاعفات خطيرة لداء كرون." وأصدرت المنصة بيانًا في 14 يناير من العام الجاري، وذكرت فيه أن كوتون، البالغ من العمر 30 عام، توفي بسبب مضاعفات داء كرون، الذي أصابه أثناء رحلته للهند. ووفق ما أصدرت المنصة:
"اهتم جيري اهتمامًا عميقًا بالشفافية والنزاهة، وعاش وفق تلك القيم في حياته الشخصية كما العملية. كان شغوفًا ومُجدًا في عمله، ولم يتهاون في التزامه تجاه عملائه وموظفيه وعائلته قط."
وتشرف المحكمة العليا لنوفا سكوشا على قضية المنصة وعلى التحقيقات الجارية. وعيّنت المحكمة شركة إرنست آند يونغ، وهي شركة تدقيق، واعتبرتها المحكمة طرفًا ثالث لمراقبة إجراءات القضية. وبعد أسابيع من التدقيق والمضاربات، أماطت التحقيقات اللثام عن حقيقة خلو المحفظات الباردة من أي أموال.
كان يجب دق نواقيس الخطر
تلقت سمعة منصات تداول العملات المشفرة ضربة قوية في أعقاب فضيحة منصة Mt. Gox، التي تعرضت لعملية قرصنة في 2014. تطورت منصات التداول فيما بعد، ولم يمنح المستثمرون عظيم تركيزهم للأمن أولًا.
يتوجب على المستثمر دائمًا القيام بتحرياته الخاصة، فلهذا الأمر أهمية قصوى قبل وضع الأموال في أي أصل بغرض الاستثمار. وكانت هناك الكثير من الإشارات التحذيرية المحيطة بالمدير التنفيذي لمنصة التداول الكندية. فظهرت تقارير مؤخرًا من صحيفتين كنديتين هما: جلوب، ومايل، ذكرتا أن كوتون هو محتال سابق، وتعرض للسجن تحت اسم آخر.
هناك حاجة لمزيد من القواعد التنظيمية
يوجد هيئة رقابية على الأوراق المالية في محافظة بريتيش كولومبيا في كندا، وتعرف بهيئة الأوراق المالية لبريتيش كولومبيا. وجاء في أحد تقارير رويترز معلومات حول عدم لجوء تلك الهيئة لوضع قيود تنظيمية على منصة QuadrigaCX.
يقول المدير التنفيذي لـ PumaPay، يوآف درور، وهي منصة حلول عمليات الدفع والسداد عن طريق البلوكشين:
"اثبتت تطورات قضية QuadrigaCX السلبية أن هناك حاجة لوضع مزيد من القواعد التنظيمية بغرض حماية المستثمر من أي نشاط إجرامي سيبراني، أو عمليات قرصنة تستولي على العملات المشفرة، ويجب ألا تتوقف تلك القواعد عند هذا فقط، بل تمتد إلى الكوارث الطبيعية، والجانب غير المتوقع من مجريات الحياة. فإذا كنا راغبين في وضع ثقتنا في العملات المشفرة، وفي مشروعات التشفير كمشروعنا هذا، يتوجب أن ندفع نحو وضع قواعد إجرائية لحماية مصالح من وضعوا ثقتهم فينا، وآمنوا بقدرة العملات المشفرة."
ويعتقد المدير التنفيذي لـ CelsiusNetwork، أليكس ماشينسكي، أن المشكلة الرئيسية التي تتصدى لمنصات التداول اللامركزية هي: نقص الشفافية حول الأصول وملكيتها. ويعلق ماشينسكي:
"نحتاج لجيل من الشركات التي تصب تركيزها على الصالح الأفضل للمُودِعين، بدلًا من السعي وراء الربح. تمتعت QuadrigaCX بقليل من الشفافية، ولم تقم سوى بتطورات محدودة خلال السنوات الماضية في شأن منع القراصنة من ضرب نقاط الضعف لديها وسرقة عملاتها. فإذا لم يصدر عن مقدم الخدمة أي تحديثات مرة في الشهر على الأقل، ربما سيكون عرضة لنفس المصير."
نظريات مؤامرة متعددة
بينما يستمر التحقيق، تنتشر العديد من نظريات المؤامرة في الصحافة. على سبيل المثال يقول، فيل زاماني، المدير التنفيذي لـ Blocko، وهي شبكة سلسلة كتل تجارية مدعومة من سامسونج:
"ظهرت نظريات عديدة تشرح ما حدث لمنصة QuadrigaCX. وتنوعت تلك النظريات من: إدارة مستودعات هامشية، والمقامرة بأموال العملاء بغرض تعويض الخسائر التي وقعت خلال شتاء العملات المشفرة، إلى تزييف المدير التنفيذي لوفاته وفراره حاملًا ملايين الدولارات التي كانت ملكًا لآلاف من عملاء المنصة. على أي حال، ما حدث يعطينا درس قيّم حول ما هو محتمل فعلًا من وضع الثقة في مجموعات أخرى، واستئمانها على الأموال، خاصة لو كان هذا يحدث في عالم العملات المشفرة، وهو عالم بلا قواعد."
ويلقي زاماني الضوء على أهم الدروس المستفادة من هذه القضية، وهو: ما حدث هذا يقدم درسًا لمن يؤمن بأن الاتجاه العام سيتبنى العملات المشفرة في عمليات الدفع والسداد. ويستمر موضحًا لماذا لن يحدث هذا في القريب، ليذكر بأن عملاء الأنظمة البنكية يمكنهم استعادة أموالهم إذا تعرضوا لمخططات احتيال. ويعطي زاماني مثالًا على هذا متجسدًا في قضية بيرني مادوف، ويشدد على حصول الضحايا على أموالهم.
ويقول زاماني:
"فوق هذا وذاك، عملاء البنوك الذين تعرضت حساباتهم على شبكة الإنترنت للقرصنة، أو تعرضت بطاقاتهم الائتمانية للسرقة، أو من قام بعملية سداد عن طريق الخطأ يمكنهم اتخاذ إجراءات لاستعادة ما فقدوه من أموال. ويجعل هذا من النظام البنكي نظامًا صالحًا للمواطن المتوسط. ولكن أنّى لهذا المواطن استخدام العملات المشفرة، فدفتر الحسابات (سلسلة الكتل) تقوم بعمليات لا يمكن عكسها أو إيقافها؟ فلو فقدوا أموالهم في حادثة مثل حادثة QuadrigaCX، فلا يوجد وسيلة لعكس ما حدث. فالمعاملات هنا نهائية طالما أكدها الطرف القائم بها، فلو ذهبت نقودك لا عودة لها. بعد ذلك نترك إجابة سؤال التبني العام للعملات المشفرة لذهن القارئ."
بدأت الجهات المختصة بالتحقيق تكشف الجوانب الغامضة في قضية منصة العملات المشفرة، وبينما نحصل على مزيد من المعلومات، يبدو أن من فقدوا أموالهم فرصتهم في استعادة أموالهم ضئيلة.