المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 8/3/2019
دارت أحاديث حول إعادة تقديم روسيا لتحكمات احتكارية على تصدير القمح، وذلك للدفاع عن سعر السلعة الزراعية الرئيسية لها، ظهرت تلك المعلومات منذ عدة أشهر ماضية.
والآن، تستعد روسيا لبيع القمح لأي دولة في العالم بأقل سعر ممكن، وذلك لتدمر المنافس الأوروبي، فالآن يوجد تخمة عالمية في السوق، ربما تكون قادرة على إزالة قاع السوق، ليستمر بعدها في سقوط حر.
وتقف عقود القمح الآجلة على بورصة شيكاغو الآن بين أكبر الخاسرين في سوق السلع لعام 2019، فخسرت 13% من قيمتها تقريبًا هذا العام. وكان القمح ثاني أقوى السلع أداءًا العام الماضي، من بين أكثر من 30 سلعة، وحقق ارتفاع نسبته 17%.
عروض روسية وأوروبية منخفضة السعر، تزيد الضغط على القمح الأمريكي
راقب جاك سكوفيل التحولات في استراتيجية السوق الروسية للقمح على مدار العام الماضي، وهو محلل الحبوب الزراعية في Price Futures Group، شيكاغو. وكتب في تلخيص للسوق هذا الأسبوع:
"العروض منخفضة السعر المطروح فكرتها أو قدمها الطرفان الروسي والأوروبي للسوق بالفعل، تضع المزيد من الضغط على النفط الأمريكي، وتهبط بقيمته للأسفل."
بلغ سعر تسليم عقود القمح الآجلة لشهر مايو على بورصة شيكاغو انخفاض 13 شهر، عند سعر 4.3762 دولار للبوشل. وتستعد تلك العقود لتسجيل خامس أسبوع على التوالي للانخفاض، منخفضة هذا الأسبوع بنسبة 4%، وتلك أطول فترة للأداء المتراجع في عامين ونصف.
وتعتبر تلك التحركات مثيرة للتأمل، خاصة بوصول السوق لارتفاعات عامين ونصف منذ شهور ستة فقط، على خلفية تراجع الإمداد العالمي.
تزكيات بيع قوية
يعطي المحللون التقنيون لموقع Investing. Com تزكية "بيع قوي" لعقود مايو، لأن مستوى الدعم لتلك العقود منخفضًا عند سعر 4.1904 دولار. وما زالت الفرصة سانحة أمام الدببة للبيع، لاستقرار السعر يوم الخميس بانخفاض، فيمكن للدببة البيع بانخفاض 19 سنت، أو انخفاض نسبته 4% إضافية.
كيف تحول موقف القمح لهذا السوء؟
يقدم برايس كنور، رئيس محللي السوق في Farm Futures، أسبابًا في مقالته المنشورة في منتصف فبراير:
"تألق سوق القمح خلال الصيف الماضي، عندما واجه محصول القمح في أوروبا والبحر الأسود وأستراليا تهديدات، فرفعت تلك التهديدات آمال السوق الأمريكية عاليًا، وكانت السوق الأمريكية محقة في بدء بيع القمح للعالم."
وفي الجهة الروسية، يتحكم مُصدِرون يقاربون في طريقة عملهم طريقة عمل التنظيمات الاحتكارية، ومنح هؤلاء السوق سببًا آخر لرفع الأسعار.
نجحت حملة وضع قيود على الصادرات خلال فصل الصيف في إضافة مزيدًا من القوة لصعود القمح، مثل نجاح خطة تخفيض إنتاج النفط التي عقدتها روسيا مع الأوبك. فخططت روسيا للحد من الصادرات بحوالي 18 مليون طن من القمح خلال شهر يونيو، كما تقول مصادر في الصناعة.
إنتاجية مرتفعة، وطقس مناسب، والنتيجة محصول وفير
يقول كنور إن تلك الخطة لم تنفذ أبدًا، فجاء المحصول من شمال أوروبا واستراليا أقوى من المتوقع، مما أدى إلى وفرة زائدة عن الحاجة في المحصول بنهاية 2018.
وأضاف:
"لم تتحقق طموحات المبيعات المرغوبة. ولم يفهم العاملون في السوق ما يحدث إلا ببداية 2019، ولكن فات الأوان بالنسبة لسوق القمح الذي على وشك العيش تحت رحمة أجهزة حفظ الحياة."
وقال سكوفيل إنه بعيدًا عن تحسن الإنتاج العالمي بدافع من الإنتاجية الأوروبية والاسترالية العالية، كانت الأحوال الجوية في الولايات المتحدة هي الأخرى عامل مساعدة لمحصول القمح المحلي.
ويضيف:
"اتسم موسم هطول الأمطار في مناطق زراعة القمح الشتوي بكثير من الأمطار التي أذت الحصاد والزراعة خلال الموسم كله. واستمر الطقس الرطب لفترة طويلة من الشتاء، ومن المحتمل أن يحصل القمح على تربة رطبة عند خروجه من التربة خلال الشهر القادم.