أنهت أسعار الذهب تعاملات الأسبوع الماضي عند مستوى 1316 دولار الأونصة، بعد أن كانت قد لامست يوم الخميس مستوى 1320 دولار لأونصة وهو أعلى مستوى لها في أسبوع.
تعززت مكاسب الذهب في الأسبوع الماضي خاصة بعد اجتماع المجلس الاحتياطي الفدرالي، واستمر الصعود إلى نهاية الأسبوع نتيجة تقلص شهية المخاطرة لدى المستثمرين بعد صدور بيانات اقتصادية مخيبة للآمال من منطقة اليورو.
يوم الأربعاء الماضي، فوجئ السوق ببيان صريح للسياسة النقدية صدر عن اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة من جانب رئيس المجلس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم بأول”. على الرغم من أن البنك المركزي الأمريكي ترك أسعار الفائدة دون تغيير مع نطاقه الحالي بين 2.25% و2.50%. إلا أن البنك الاحتياطي الفيدرالي قد قام بخفض مستوى سعر الفائدة المتوقع بشكل كبير للإشارة إلى أنه من غير المحتمل أن تحدث زيادة في الأسعار في عام 2019.
أشار المجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى الأسباب الكامنة وراء القرار وهو تباطؤ النمو الاقتصادي ومجموعة من الشكوك الجيوسياسية، بما في ذلك خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والمحادثات التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والصين.
بعد تقرير الفدرالي مباشرة، استحوذت السوق على فرصة بنسبة 40% للتخفيض هذا العام وفرصة بنسبة 50% للتخفيض بحلول يناير 2020. هذه الأخبار كانت صاعدة بالنسبة لمجمع الذهب وغيرها من الأصول الحساسة بالدولار الأمريكي مثل السلع الصناعية.
من جانب آخر، أظهر تقرير مؤشر مديري المشتريات الصناعي في منطقة اليورو الذي صدر يوم الجمعة الماضي، أن الشركات في منطقة اليورو قد سجلت أداء أسوأ بكثير من المتوقع في هذا الشهر، وذلك في ظل انكماش أنشطة المصانع بأسرع وتيرة في حوالي ست سنوات متضررة من تراجع كبير للطلب. وهو ما يفسر أيضا الموقف المتخاذل للبنك المركزي الأوروبي الذي بدى واضحا في اجتماع البنك المنعقد منذ أسبوعين، وبدد كل الآمال بأن يتم رفع أسعار الفائدة في هذا العام.
أما بالنسبة للدولار الأمريكي، فقد بدأ يظهر تباطؤا فعليا بالرغم من أنه لا يزال يمثل 39.9% من المدفوعات الدولية وفقا لسويفت بنك، إلا أن حصته في السوق قد تراجعت، حيث أصبح الاقتصاد العالمي أقل مركزية للولايات المتحدة والدولار الأمريكي.
بالنسبة لأهم التقارير الاقتصادية التي قد تؤثر على تحركات الذهب في هذا الأسبوع، سنهتم كالعادة بالبيانات القادمة من الولايات المتحدة، بدءا بمؤشر ثقة المستهلك CB يوم الثلاثاء الساعة 17 بتوقيت السعودية، ثم تقرير الناتج المحلي الإجمالي الخاص بالربع الرابع، ومعدلات الشكاوي من البطالة يوم الخميس الساعة 15:30 بتوقيت السعودية.
أما من الناحية الفنية، يبدو لنا واضحا من خلال الشارت اليومي للذهب أن الأسعار قد نجحت في الثبات فوق مستوى 1300 دولار لأونصة وانطلقت للصعود وفقا لتوقعاتنا الفنية يوم الاثنين الماضي. ومازلنا نرى أن الصعود مستمر فوق مستوى الدعم 1300 دولار، ومستوى المقاومة الرئيسي حاليا عند 1320 دولار، في حال اخترقه خاصة بإغلاق يومي ستستمر المكاسب نحو 1329 دولار ثم 1332 دولار لأوقية.
في المقابل، مستوى الدعم على المدى القصير عند 1306، وكسر مستوى الدعم الرئيسي 1300 دولار لأوقية سيضغط على أسعار الذهب من جديد نحو 1280 دولار لأونصة. وكما أشرنا سابقا ننصح المتداولين بالمضاربة بين مستويات الدعم والمقاومة المذكورة. بيانات.نت