المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 27/3/2019
قدمت شركة (NASDAQ:آبل) لثيران أسهمها هذا الأسبوع برهانًا قويًا يثبت قدرتها على متابعة مسار النمو. فأظهرت الشركة القائمة على صناعة الهواتف الذكية، آيفون، استطاعتها فتح منطقة جديدة للنمو باستغلال القاعدة الجماهيرية الكبيرة لديهم، بعد الضعف الذي نال من مبيعات المنتجات.
وأجرت الشركة تغييرًا كبيرًا لاستراتيجية النمو التي تتبعها، فكشفت يوم الاثنين عن خدمات جديدة، هي: الاشتراك في خدمة بث المواد الترفيهية، تلك الخدمة التي ستبث المحتوى الأصلي للشركة، وكذلك عقدت الشركة شراكة مع مجموعة (NYSE:غولدمان ساكس) وأطلقت بطاقة ائتمانية لآبل، وهناك أيضًا تطبيق للأنباء يتيح الدخول إلى أكثر من 300 مجلة، وصحيفة، وخدمة اشتراك في الألعاب تتيح دخول أكثر من 100 لعبة. وتوضح تلك التطورات قدرة آبل على زعزعة عدد من الصناعات المختلفة. ولم تنه آبل بعد دورة النمو الخارقة التي دخلتها، والشركة في موضع مثالي يؤهلها لاستخدام سيولة نقدية تصل إلى 1.4 مليار دولار، لتنويع العائد.
ويعد الجزء الأهم في التطورات السابق ذكرها هو: ولوج آبل عالم بث خدمات المحتويات الترفيهية، هذا المجال شديد التنافس، ففي ذلك الحقل يوجد: شركة (NASDAQ:نيتفليكس)، والمشغلين التقليديين من أمثال شركة (NYSE:ديزني). سيكون آبل تي في بلس خالٍ من الإعلانات، ومتاح عند الطلب، ويمكن المشاهدة أثناء الاتصال أو عدم الاتصال بشبكة الإنترنت.
وتخطط آبل لتدشين تلك الخدمة في أكثر من 100 دولة. ولم تكشف الشركة حتى الآن عن تكلفة تلك الخدمة.
وبخصوص دخول آبل الجهة المالية لعملائها، نرى أن آبل كارد لن تضع تكاليف مثل: التكاليف السنوية، وتكاليف المعاملات الأجنبية، ورسوم التأخير، مما يزيد من جاذبية خاصية آبل باي.
آبل ليست آيفون فقط
تتسق تحركات آبل مع وجهة نظرنا القائلة إن آبل لم تعد الشركة الصانعة لهواتف آيفون فقط، وتستطيع الشركة أن تختار من عديد الاختيارات المتاحة أمامها لتواجه التباطؤ في مبيعات الأجزاء الصلبة التي تنتجها. والسؤال هنا: هل يجب بقاء المستثمرين أوفياء للشركة، أثناء تلك التغييرات الكبيرة التي يجريها تيم كوك، الرئيس التنفيذي، بعد وفاة ستيف جوبز في 2011؟
وصلت أسهم الشركة لرقم قياسي الارتفاع في أكتوبر الماضي، عند 233.47 دولار، ومن ثم بدأ الهبوط الذي بلغت نسبته 18%، وبهذا الهبوط تسببت الشركة في تراجع أداء مؤشر إس آند بي 500. خلال الشهر الماضي تمكنت الشركة من جني 7.5%، وارتفعت بنسبة 8% على مدار العام الماضي. وأغلقت أسهم الشركة أمس عند 186.79 دولار.
الرسم البياني الأسبوعي لأسهم شركة آبل
بالنظر إلى زخم وحدة الخدمات من آبل خلال السنوات الخمس الماضية، نعتقد أن آبل على المسار السليم وستكافئ الشركة مستثمري المدى الطويل على صبرهم. تتضمن خدمات الشركة: الموسيقى، واستئجار الأفلام، وتحميل التطبيقات، وتمكنت تلك الخدمات من إنتاج نمو نسبته 33% العام الماضي، مع وصول المبيعات إلى 40 مليار دولار، أي كانت الخدمات مولدة لـ 15% من عائد الشركة، الذي بلغ إجمالًا 265.6 مليار دولار.
وتستمر مساهمة قطاع الخدمات في التزايد، وسيشكل 60% من عائد الشركة خلال السنوات الخمس القادمة، وفق تقديرات (NYSE:مورجان ستانلي).
وبلا شك، ستكون رحلة آبل في الاعتماد على قطاع الخدمات لتوليد الجزء الأكبر من العائد عسيرة. فتدخل الشركة مجال الترفيه لتنافس هناك نيتفليكس التي تمكنت من حصد 139 مليون مشترك على المستوى الدولي بفضل المحتوى المشوق والمتنوع الذي تقدمه. وهناك أيضًا ينتظرها ديزني، التي لديها عقود طويلة من الخبرة في صناعة البرامج والأفلام، والتي تخطط هي الأخرى لتدشين خدمة البث الترفيهي الخاصة لها في وقت لاحق من العام الجاري، متسلحة في هذا السابق باستحواذها مؤخرًا على أصول الإعلام من شركة تايم وارنر.
إذن، ما الذي يجعل شركة آبل مختلفة؟ نقول إن الشركة بحوزتها ولاء القاعدة الجماهيرية. فتباطؤ مبيعات الهواتف الذكية، لا يعني أن تلك الصناعة تحتضر الآن. حتى لو افترضنا أن أفضل أيام آبل ولت، فما زالت الشركة قادرة على توليد النقد، مما يحمي الشركة ويساعدها على اختراق أي سوق.
خلاصة القول
يطمح مستثمرو المدى الطويل إلى تحقيق عوائد معتبرة بحصولهم على توزيعات الأرباح وتقييمات رأس المال، ونرى أن آبل هي المرشح الأمثل لهذا. فتعود الشركة إلى توزيع مزيدًا من النقد للمستثمرين في شكل توزيعات أرباح، وإعادة شراء أسهم.
يتباطأ النمو في قطاع مبيعات الهواتف الذكية، ولكن يوازن هذا التباطؤ تسارع نمو قطاع الخدمات، بيد أن لهذا التباطؤ القدرة على إبقاء الأسهم منخفضة في المدى القصير، ولكننا نعتقد أن الأفضل للمستثمرين هو الاستمرار في السوق، حتى يكونوا هناك وقت ارتفاع الأسهم، الذي سيأتي لدى تركيز السوق على الخدمات الجديدة التي تطلقها آبل.