يبدو أن جميع اللاعبين الكبار يفضلون العزف على وتر واحد عندما يتعلق الأمر بنمو الاقتصاد العالمي , وصندوق النقد الدولي لا يحيد طبعاً عن هذه القاعدة . عندما يخفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي هذا العام الى 3.3% من 3.5% سابقاً هذا لا يعني بالضرورة أن توقعاته السابقة كانت صحيحة لأنه هذه الأرقام لو صحت سيكون النمو الأضعف للاقتصاد العالمي منذ سنوات الأزمة المالية العالمية في 2009 . والحقيقة ان الشيء المهم في هكذا تقارير أنها قد تشير الى مخاطر أعمق من الواقع وبالتالي قد تكون انعكاساً للاتجاه الجديد في أداء الأسواق.
دون الخوض في الكثير من التفاصيل المملة, لا يمكن الثقة بقرارات سياسية أولاً , ولكنها قد تعطينا فرصة مهمة للرهان على أدوات استثمارية جديدة ثانياً. المخطط البياني يوضح أن أداء مؤشر داو جونز خلال خمس سنوات كان قوياً والتصحيح كان بسيطاً قياساً بالمستويات التاريخية التي وصلها . كان نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي متفاوتاً ولكنه استقر للأعلى في الثلاثة أعوام الأخيرة وهذا يؤكد على فكرة مهمة جداً وهي أن أداء الداو جونز ارتبط بقوة بعمليات التيسير النقدية من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي حيث أسعار فائدة متدنية وسياسة نقدية متكيفة. لنحاول الربط بين توقعات صندوق النقد الدولي والمخطط البياني لأداء الداو جونز آخذين بعين الاعتبار الإجراءات التجارية الأمريكية الجديدة ضد صادرات منطقة اليورو التي هي أصلاً في وضع صعب , عندها يمكن القول أن الرهان على مزيد من الارتفاع في مؤشرات الأسهم سيكون خطيراً للغاية حالياً.
يجب أن ندرك نقطة مهمةً أن الشراء في مؤشرات الأسهم أو في شركات محددة هو استثمار طويل الأجل , لا تضارب عليه بنقاط بسيطة. المؤشرات الأوربية وخاصة الشركات التصديرية ستقود المؤشرات للتراجع . نعتقد أن المؤشرات الأوربية ستعطينا فرصة مهمة جداً للشراء ولكن بانكشاف بسيط , مؤشر الداكس حالياً عند 11880 نقطة حيث تبقى الفرصة مواتية للعودة الى مستويات 11920 نقطة من الناحية الفنية على المؤشر اليومي . المخطط الثاني يوضح تماماً أن ضعف اليورو كان في صالح ارتفاع مؤشر الداكس أحياناً. ولكن عندما يكون تراجع اليورو مرتبطاً بالثقة أو بالأداء الضعيف لمنطقة اليورو عندها يكون تراجع اليورو متماهياً مع تراجع مؤشرات الأسهم الأوربية. ان تراجع اليورو بسبب السياسات النقدية التسهيلية وأسعار الفائدة المتدنية كان دائماً في صالح شراء الأدوات الاستثمارية عالية المخاطر كمؤشرات الأسهم مثلاً, لا يبدو أن النصف الأول من العام الجاري سيكون لصالح اليورو أو المؤشرات الأوربية ككل.