في يوم واحد وهو يوم أمس الخميس , خسر الذهب لوحده ما يعادل 1.5% متراجعاً من 1310$ للأونصة ليصل الى 1290$ للأونصة في وقت قد يكون هذا التراجع مفاجئاً للكثيرين. لا أعتقد أنه يجب التركيز على التراجع بحد ذاته بقدر التركيز على السرعة في هذا التراجع , 1.5% ليست نسبة قليلة.
لا أحد يجب أن يتوقع أن كل يوم ومع بداية التداول سيحقق الذهب نسبة معينة من الارتفاع , الأسواق لا تتحرك بهكذا طريقة. الأرقام الاقتصادية الأمريكية يوم أمس أتت أفضل من التوقعات حيث ارتفع مؤشر أسعار المنتجين بأفضل من التوقعات الى 2.2% من 1.9% خلال الشهر الفائت , كما أن اعانات البطالة الأمريكية استمرت بتحقيق أرقام قياسية من ناحية التراجع ووصلت الى ما دون 200 ألف عند 196 ألف طلب للإعانة خلال الأسبوع الفائت , أدنى مستويات لإعانات البطالة منذ أكتوبر / تشرين الأول 1969 , الأفضل في خمسين عاماً. من الطبيعي أن تترك هكذا أرقام انطباعات جيدة للمراهنين على قوة الدولار الأمريكي الذي ارتفع يوم أمس كمؤشر يومي ووصل الى 96.75 نقطة قبل أن يتراجع اليوم مجدداً الى 96.47 نقطة وبهذا يكون مؤشر الدولار الأمريكي قد تراجع أسبوعيا من مستويات 97.00 نقطة تقريباً الى المستويات الحالية أي ما يعادل تقريباً 0.5% .
استقرار الذهب حالياً قريباً من مستويات 1295.70$ للأونصة يشير الى أن قوة الشراء ماتزال موجودة , المؤشر اليومي والساعي ( لساعة واحدة ) يشيران الى مزيد من الارتفاع فنياً تستهدف مجدداً 1310$ للأونصة , الذهب مرتفع بنسبة 0.4% على أساس أسبوعي رغم تراجع يوم أمس .
اذا عدنا مجدداً لتلمس معنويات الأسواق , سنرى مجدداً أن الأسواق لا تثق كثيراً بالأرقام الأمريكية على المدى المتوسط والبعيد. هي حقيقة , الأداء على الذهب يؤكد ذلك أن هذه التراجعات مؤقتة لعمليات مضاربة وجني أرباح وليست تدل على اتجاه بيعي قوي. ولكن كما قلنا سابقاً أن التغيير في معنويات الأسواق سيكون بطيئاً وتدريجياً ولا أحد يجب أن يتوقع أن تكون عوائد السندات الأمريكية في مستويات متدنية للغاية بسرعة حيث تشير الأرقام الى تراجع فقط بنسبة 0.13% على سندات الخزينة الأمريكية لعشر سنوات منذ بداية العام الجاري 2019 .
