استمرت خسائر الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي يوم الاثنين للجلسة الرابعة على التوالي لتصل إلى 5.81 ليرة لكل دولار.
يبدو أن الليرة مازالت في متاهة مطولة، حيث قال محلل كبير في ستاندرد آند بورز العالمية يوم الاثنين إن حزمة الإصلاح التي أعلنها وزير المالية والخزانة في تركيا الأسبوع الماضي لم تكن كافية لاستعادة الثقة في الليرة في الداخل أو في الخارج.
وذكر كبير المحللين السياديين في ستاندرد أند بورز أن “السؤال الكبير بالنسبة للمستثمرين الأجانب والأسر التركية هو ما إذا كانت الليرة لا تزال عملة قابلة للاستثمار”. وقال “في رأينا أن حزمة الإصلاح لم تجب على هذا السؤال”.
كشف وزير المالية والخزانة التركي بيرات البيرق عن حزمة إصلاح يوم الأربعاء الماضي، بما في ذلك تقديم ما يقارب من 5 مليارات دولار في شكل قروض للبنوك العامة التركية.
تهدف الحزمة إلى استعادة الثقة في الاقتصاد التركي بعد فترة طويلة من الاضطراب المالي. حدثت صدمة في الآونة الأخيرة لليرة في مارس بعد أن كشف البنك المركزي أنه قد باع أكثر من 6 مليارات دولار من احتياطاته من العملات الأجنبية في غضون أسبوعين، بهدف منع حدوث هبوط حاد في العملة قبل الانتخابات المحلية التي جرت في 31 مارس/آذار وأدت إلى هزيمة حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان في إسطنبول وأنقرة، أكبر مدينتين في تركيا.
ومع ذلك، انتقد بعض المراقبين “عدم وجود تفاصيل” في الإصلاحات التي يخطط لها وزير المالية والخزانة بيرات بيرق.
من جانب آخر، ذكرت تقارير صحفية أجنبية أن أداء البيرق كان ضعيفًا في اجتماع مع المستثمرين وفي اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي.
في وقت سابق من هذا الشهر، قالت ستاندرد آند بورز إن تصنيف تركيا عند BB- في الوقت الحالي ليس معرضا لخطر خفض التصنيف الائتماني على الرغم من أن الانخفاض الإضافي في الليرة سيكون ” ” أخبارًا سيئة للغاية “بالنسبة لشركات وبنوك البلاد”.
وزادت البيانات الاقتصادية الصادرة يوم الاثنين من مأزق الليرة التركية، حيث تراجع معدل البطالة إلى 14.7 في المائة في الفترة من ديسمبر إلى فبراير، وهو أعلى مستوى له منذ حوالي عقد وفقًا للبيانات الرسمية، حيث استمرت آثار أزمة العملة في العام الماضي في التأثير على العمال. كما أظهرت الميزانية التركية عجزا قدره 24.5 مليار ليرة (4.24 مليار دولار) في مارس، بزيادة عن 16.8 مليار ليرة في الشهر السابق.
علاوة على ذلك، تأثرت الأصول التركية بتصريحات وزير الدفاع في واشنطن، حيث قال إن شراء أنظمة الصواريخ الدفاعية الروسية لا ينبغي أن يفرض عقوبات أمريكية لأن أنقرة تظل ملتزمة بتحالف الناتو.
خلال حديثه في مؤتمر أمريكي تركي في واشنطن وسط تصاعد التوترات بين حليفي الناتو بسبب خطة أنقرة لشراء نظام الصواريخ الروسية S-400 ، تبنى وزير الدفاع أكار نبرة تصالحية نسبياً وحث على حل القضايا عن طريق الحوار.
من الناحية الفنية، تحدثت في الأسبوع الماضي عن نموذج الهرمونيك ABCD وذكرت أن خسائر الليرة مستمرة وبالفعل تواصل تراجع الليرة مقابل الدولار الأمريكي وفقا لما ذكرته في تحليل الدولار/ليرة يوم الثلاثاء الماضي، وهناك احتمال ليواصل زوج الدولار أمريكي/ليرة تركية الصعود إلى 5.84 ثم 5.86 ليرة لكل دولار.
على المدى القصير، مستوى الدعم الأول عند 5.78 وكسره قد يضغط على الزوج نحو 5.72 ليرة، وطالما أن الدولار مقابل الليرة يحافظ على إغلاق يومي فوق هذا المستوى فإن صعود الدولار مقابل هبوط الليرة مستمر. بيانات.نت