خلال عام واحد فقط, خسر الجنيه الإسترليني ما يقارب 8.3% من قيمته مقابل الدولار الأمريكي, يتداول حالياً عند مستويات 1.3091$.والحقيقة أنه لطالما كان الجنيه الإسترليني عملةً مغريةً للتداول لأن مستويات التقلبات دائماً كانت قوية, كما أنه يستفيد من الزخم الذي تعطيه جلسة التداول الأمريكية مع افتتاح بورصة نيويورك حيث تكون سوق لندن ماتزال تعمل.
في نيسان / ابريل 2018 وفي مثل هذا الوقت كان الجنيه الإسترليني / دولار أمريكي عند مستويات 1.4234$ قبل أن يبدأ الاتجاه الهابط, على إيقاع الفشل السياسي البريطاني والأوربي في انهاء ملف البريكزت. لا تبدو الصورة إيجابية كثيراً الآن في هذا الملف على الرغم من الاتفاق على تمديد الخروج الى أكتوبر / تشرين الأول القادم . الآن المعمعة هي بين المحافظين وحزب العمال المعارض داخل البرلمان البريطاني وهنا لابد من توضيح مسارين مهمين .
أولاً , يتفق حزب العمال مع المحافظين على اتفاقية معينة ستفضي من بعدها الى مفاوضات مع الأوربيين وبالتالي قد يكون الخروج منطقياً وسلساً , حسب سرعة الوصول لاتفاق .
ثانياً , لا يحصل اتفاق بين الحزبين , عندها قد يؤدي هذا الاتجاه الى الكثير من الخيارات الشائكة ومنها العودة الى الاتفاق الأولي لتيريزا ماي , أو الغاء الخروج بالكامل , انتخابات عامة قريبة وحتى قد يكون هناك استفتاء آخر اذا ساءت جميع الخيارات.
مازلنا نعتقد أن الاقتصاد البريطاني بشكل عام يظهر نوعاً من المرونة رغم كل هذا الضجيج , وحتى أن الفائدة في بنك إنكلترا عند 0.75% لم يتم تخفيضها , على الأقل حالياً. ان شهية المخاطر الحالية والتي تقود مؤشرات الأسهم بشكل إيجابي ستكون في صالح إبقاء الباوند عند مستويات جيدة دون تراجع كبير. معدلات الأجور والبطالة التي ستصدر في وقت لاحق من اليوم ستكون مهمةً جداً ولكن نعتقد بأن تأثيرها سيكون سريعاً ومؤقتاً في حال كانت أقل من التوقعات .
المخطط البياني الثاني والذي يشير الى عدد البريطانيين العاطلين عن العمل يوضح تماماً الارتفاع في عدد الخارجين من سوق العمل وهذا ليس جيداً , بنفس الوقت , نرى أن مستويات الأجور لم تتراجع بل كان اتجاهها صاعداً منذ بداية العام الفائت لكنها بدأت بإعطاء إشارات ضعف مع بداية العام الجاري . أسعار الفائدة البريطانية تبقى لصالح الباوند مقارنةً باليورو , والفرنك السويسري وكذلك عملات الدول الاسكندنافية ( الكراونة السويدية والدانماركية )
