منذ عام الى الآن , خسر الذهب ما يقارب 5.6% من قيمته , عندما وصل الى مستويات 1355$ للأونصة في نيسان 2018 بينما يتداول حالياً عند مستويات 1279$ للأونصة . كانت رحلة طويلة وصل فيها الذهب في شهر آب الفائت الى 1171$ للأونصة قبل أن يبدأ مرحلة الارتفاع ليصل الى مستويات 1347$ في شباط / فبراير الماضي .
في شهر ديسمبر / كانون الأول 2015 , وصل الذهب الى 1046$ للأونصة , كان أدنى مستوى للذهب منذ عام 2010. منذ ذلك الوقت وخلال ثلاثة أعوام كاملة لم يعد الى هذه المستويات المتدنية بل كان أدناها 1121$ في ديسمبر / كانون الأول 2016 . تقول الأرقام أن الذهب تراجع على أساس شهري بنسبة 2.06% بينما تراجع بنسبة 2.39% على أساس أسبوعي بعد أن فقد مستويات مهمة كانت قريبة من 1300$ للأونصة قبل أسبوعين . حذار من أن بيع الذهب حالياً قد لا يكون مجدياً للمدى الطويل لأننا حسب ما نرى من ردة فعل الأسواق أن تراجع الذهب ارتبط بعاملين أساسيين :
أولاً , عودة الإيجابية السريعة لأسواق الأسهم العالمية التي تجنبت إشارات الركود والتوقعات السلبية للنمو العالمي التي قالها صندوق النقد الدولي قبل أسبوعين .
ثانياً, لا يمكن انكار أن الأرقام الاقتصادية الأمريكية بقيت جيدة جداً , محافظةً على استدامة جيدة بينما يبقى التراجع في بعض الأحيان عادياً حسب اعتقادنا ولن نبالغ في ركود لن يحدث حالياً.
عندما تعود عوائد السندات الأمريكية لترتفع الى 2.61% لسندات العشر سنوات , ولا أحد يتذكر الركود ويتجاهل عن قصد المخاطر العالية , عندها يمكننا ادراك أن الاستقرار الحالي لمؤشرات الأسهم سيكون بلا شك مرتبطاً بنتائج الشركات الأمريكية اكثر من الاتفاق التجاري الأمريكي -الصيني لأنه تم تسعيره لاحقاً. ومع قناعتنا بالبرجماتية بين الطرفين الا أن ترامب يستمر باستهداف شركائه الاقتصاديين من بعد الصين , الدور وصل الى منطقة اليورو ومن ثم اليابان . لن يبدو التأثير المحتمل لهذه الإجراءات الحمائية الآن بل ستأخذ أشهراً عديدة.
فنياً تعتبر مستويات 1273$ على مؤشر الساعة الواحدة مهمة للغاية . وبالعودة الى المستويات خلال العامين السابقين , يكون الذهب فعلياً عوض قرابة 58.6% من أدنى مستوياته منذ آب الفائت علماً أنه عوض خسائره جميعاً في شهر شباط الفائت. هذا يقودنا للقول أن التقلبات ستبقى ضعيفة الى حد ما , كما أن عدم الانكشاف الكبير يبقى الخيار الأفضل. ما زلنا نعتقد أن بناء مراكز شرائية هو أفضل استراتيجية لغير المضاربين بشكل يومي .
الرسم البياني الثاني يشير الى أداء مؤشر VIX الذي يقيس المخاوف , يبدو متراجعاً حالياً بنسبة -0.23% الى مستويات 12.09 نقطة , كلما بقي مؤشر VIX متراجعاً كلما كانت شهية المخاطر أعلى .
