تختلف التوقعات عن الأرقام الواقعية أحياناً , اللعبة الكبيرة في الأسواق العالمية أحياناً هي كيف يمكننا أن نقرأ الأرقام لنحولها الى توقعات منطقية قد تفيدنا في استكشاف فرص جيدة للتداول والاستثمار. اللجنة الأمريكية لتداول السلع والعقود الآجلة, وهي الهيئة الرسمية التي تقدم الأرقام الحقيقية عن العقود المتداولة في البورصات الأمريكية , أشارت في تقريرها مع نهاية الأسبوع الفائت الى أن عمليات بيع مؤشر المخاوف VIX Index وصلت الى 178000 عقد وهو الرقم الأعلى منذ أن بدأت الهيئة الأمريكية تنشر هذه الأرقام عام 2004 ’ وطبعاً كبار المضاربين وعلى رأسهم صناديق التحوط هم من كانوا أصحاب البيع القوي , هذا البيع كان ولا شك متوفقاً مع عمليات شراء الأسهم الأمريكية .
لابد أن نعرف أن تراجع مستويات المخاوف مرتبط أساساً بالمكاسب القياسية للأسهم الأمريكية التي لم تتوقف عن تحقيق مستويات تاريخية الى الآن وهذا بالتالي فتح المجال أمام شهية المخاطرة دون أن تكون مستويات التقلبات قوية بل بقيت ضعيفةً للغاية في سوق العملات .
يقف مؤشر فيكس VIX (NASDAQ:VIIX) حالياً قريباً من 13 نقطة , وهذ قريب من أدنى مستوياته هذا العام كما أنه أدنى بأكثر من 30% اذا أخذناه كمعدل خلال عشرين عاماً. كان مؤشر الفيكس قد وصل الى 9.14 نقطة في تشرين الثاني / نوفمبر 2017 وهذا كان أدنى مستوياته التاريخية على الاطلاق. اذا أخنا الرقمين , رأينا أن مؤشر فيكس غير بعيد عن مستوياته المتدنية فنياً , وهذا بالضبط ما يترك المجال مفتوحاً لعمليات تصحيح فنية ترفعه من جديد الى مستويات أعلى. عندما تكون هذه العقود في مستويات قياسية ( سواءً البيع أو الشراء) هذا يجعل من عملية بقائها مستقرة هشةً ’ وأي خبر أو رقم اقتصادي مفاجئ قد يطيح بالمستويات الحالية ويجعلها مرتبطة بتصحيح مؤشرات الأسهم.
عندما يكون مؤشر فيكس VIX متراجعاً هذا يعني أن شهية المخاطرة قوية, شراء للأسهم وبيع للين الياباني . قد لا نرى حالياً مستويات تصحيح قاسية للأسهم أو شراءً للعملات الأكثر أماناً , ولكن باعتقادنا أن البيع الكثيف لمؤشر فيكس لا يعني بالضرورة اختفاءً للمخاوف الحقيقة ’ بل على العكس يقدم فرصةً ممتازة خاصة للمستثمرين المتوسطي الآجل وليس المضاربين اليوميين للشراء من مستويات متدنية.