عشر سنوات تقريباً من بعد الأزمة المالية العالمية التي غيرت معايير الرأسمالية الحديثة , ودفعت بقرارات البنوك المركزية الى الواجهة ’ عشر سنوات وأكثر وفشلت جميع المؤسسات المالية تقريباً وفي مقدمتها البنوك المركزية الرئيسية في العالم في تحقيق أي اختراق حقيقي في قراءة معايير التضخم الحقيقية وبالتالي فشلت في ضمان استمرار ارتفاع معدلات التضخم العالمية على أساس حقيقي ’ بمعنى التضخم الذي يقيس فعلاً نمو الأسعار وارتفاع الأداء الاقتصادي ككل , وليس التضخم الذي يتحقق بسبب معايير تراجع قيمة العملة المحلية بسبب ضعف الدولار الأمريكي مثلاً , على اعتبار أن الفيدرالي الأمريكي كان سيد من نفذ عمليات التسهيل النقدية بأكثر من ثلاثة تريليونات دولار أمريكي .
لن يرتفع التضخم العالمي طالما أن العالم وصناع القرار لا يغيرون أصلاً في أدواتهم , فلا أحد يجب أن يتوقع نتائج مختلفة. أتت أرقام الانفاق الشخصي الأمريكية وكذلك معدل الدخل الشخصي للمواطن الأمريكي بأقل من التوقعات بقليل خلال الشهر الفائت , لا يجب أصلاً أن نبني سياسة نقدية أو مراكز استثمارية بسبب شهر واحد , ولكن يجب علينا قراءة تفاصيل الأرقام التي لو استمرت بالتراجع بينم لم ترتفع معدلات الاستهلاك الشخصي الأمريكية عندها يمكننا توقع تراجع تدريجي في معدلات التضخم الأمريكية التي تقف حالياً قريبةً من 1.9% ’ بينما هدف الفيدرالي المعلن عند 2% مع إمكانية السماح بارتفاع التضخم أعلى من 2% ليعطي مجالاً أكثر لعدم رفع الفائدة بقوة , الفائدة الأمريكية حالياً عند 2.50%. هكذا سيناريو يحدث حالياً , مع مراقبة أداء الدولار الأمريكي يجعلنا نتوقع نتيجتين :
أولاً , لن يحدث تراجع قاسي وسريع لمؤشر الدولار الأمريكي الذي يقف حالياً عند 97.84 نقطة ولكنه أيضاً لن يحقق مكاسب قوية , آخذين بعين الاعتبار سياسة الفيدرالي الأمريكي وأرقام الاقتصاد الأمريكي ككل .
ثانياً , سيتمتع الذهب بفرصة جيدة للارتفاع التدريجي , حالياً عند مستويات 1283.10$ للأونصة الواحدة وحتى بعد أرقام نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الأول من العام الجاري لم يتراجع بقوة , بل كانت عملية تصحيح , هي جني أرباح أكثر من كونها تراجع مستمر . من الناحية الفنية , هذه المستويات تعتبر محيرة فعلاً لأن الدعم القوي يقف عند 1267.48$ على مؤشر الساعة الواحدة .
من المتوقع أن يبقى هامش التقلبات ضعيفاً , كما أن اجتماع الفيدرالي الأمريكي المرتقب يوم غد بخصوص رفع الفائدة لن يغير من مستويات الفائدة حالياً , ومن غير المتوقع أن يشير الفيدرالي الى وقت محدد لأي تغيير تدريجي للسياسة النقدية. إيجابية الاقتصاد الأمريكي جيدة وفيها زخم حالياً, ولكن الفيدرالي لن يغامر برفع الفائدة وهذا ما قاله سابقاً. بالمحصلة , بيع الدولار الأمريكي من مستويات مرتفعة سيكون مجدياً أكثر من بيعه بعد التراجع المتوقع للدولار الأمريكي. أوضحنا سابقاً أن معدلات الفائدة الأمريكية تبقى الأعلى بين الاقتصاديات المتقدمة وعليه فان الطلب باق على شراء الدولار الأمريكي وهذا ما منع أي عمليات تصحيح قاسية. الدولار الأمريكي الضعيف لا يؤذي أمريكا حالياً. في مقالنا القادم سنسأل سؤالاً مهماً , لماذا سنشتري الذهب , هل هناك من أسباب منطقية تدفعنا لشرائه ؟
تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحديثات اليومية .
