المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 3/5/2019
يحاول المستثمرون حسم قراراهم بشأن تحرك (NASDAQ:تيسلا) الأخير، فهل من الإيجابي أن تجمع الشركة أكثر من 2 مليار دولار من الأسواق الرأسمالية لتعادل الميزانية العامة لها أم لا؟ لم يكن طريق الأسهم ممهدًا هذا العام، فانخفضت خلال الشهر الماضي فقط 15%.
على جانب، عمدت الشركة إلى إصدار الدين، والأسهم التحولية ليتضح أن الشركة في أزمة، بينما الرئيس التنفيذي إيلون ماسك كان يتحدث عن أن الشركة ستحصل على ما يكفيها من النقد هذا العام ببيع السيارات، وعرف السوق أن تلك كانت حسابات خاطئة من جانبه. ولو كنت متفائلًا وتنظر إلى النصف الممتلئ من الكوب، إذن سترى خروج ماسك للسوق، والحصول على كفالة، هو دليل على أن الأسواق ما زالت مفتوحة للشركات التي تمر بأزمات سيولة النقد مثل تيسلا، حتى بعد ما مرت به الشركة من هبوط في تسليم السيارات، وأصبحت تعمل في بيئة ملؤها التحديات.
وقف تداول السهم مرتفعًا 4.3% أمس، وأغلق عند سعر 244.10 دولار، بعد أن انتشرت الأنباء حول تأهب الشركة لبيع 1.35 مليار دولار من الأوراق المالية التحولية، وحوالي 650 مليون دولار من أسهمها. ويأتي هذا العرض على هيئة سندات تحولية واجبة السداد في 2024. وتسوق الشركة للأوراق المالية بكوبونات تتراوح بين 1.5% إلى 2%، وتصل علاوة التحويل إلى ارتفاع 32.5%، وفق بلومبرغ.
ولكن رد الفعل الإيجابي على تحرك ماسك ليس منطقيًا بالنسبة لنا. فلدينا هنا رئيس تنفيذي أثبت مرارًا وتكرارًا أنه ليس أهلًا لثقة المستثمرين بما يقوله. فبداية بالغ في أرقام إنتاج الطراز 3، كما قال إنه لن يعود للسوق الرأسمالي مرة أخرى، فكل ما يشير إليه ماسك يدل على أنه غير جدير بالثقة، ويبدو أنه هذا الوقت ليس مناسبًا للمراهنة على أسهم الشركة.
ماسك: أولويات مختلطة
أظهرت أرقام الربع الأخير أن الوضع النقدي لتيسلا في حالة تدهور سريع. فسجلت تيسلا للربع المنتهي في مارس صافي خسائر يبلغ 702 مليون دولار، وهبط تسليم السيارات 31%، مقارنة بالربع الرابع. وأنهت تيسلا الربع الأول وليس لديها سوى 2.2 مليار دولار من النقد، بينما تجاوزت الحسابات واجبة الدفع لها 3 مليار دولار.
يسوق ماسك إلى فكرة جمع تمويل إضافي، ويجمّل من تلك الفكرة، خاصة اثناء انشغاله بالمشروعات التي ستحسن الوضع المالي للشركة يومًا ما. آخر ما توصل إليه ماسك هو: تطوير أسطول من سيارات الأجرة الآلية التي تعمل بالقيادة الذاتية.
وربما تبدو هذه التحركات نقاطًا إيجابية بالنسبة لماسك، ولكن على المستثمرين تذكر أن ماسك لم يكتشف طريقة بعد تجعل استثمار السيارات الكهربية مولدًا للأرباح بالنسبة للسوق العام. وبمجرد استشعار المستثمرين تقدم تيسلا نحو تحقيق ربح هذا العام، دفعهم لرفع سعر السهم إلى 378 دولار في ديسمبر.
ولكن يتقدم بنا العام الجاري، ولم نرَ حتى الآن أي تحول في مسار تيسلا، ولا نلمح في المستقبل مثل هذا التحول، ولا ماسك نفسه يراه. فيتوقع الآن أنه بعد تقرير الربع الأول ستتحول تيسلا لـ "الحياد بشأن التدفق النقدي،" على عكس توقعات السوق التي رمت إلى تحول تيسلا للتدفق الإيجابي للنقد بعد الربع الأول. ويأتي التحول هذا في خضم نشره فكرة أسطول سيارات القيادة الذاتية، آخر ما لديه لكسب رضا المستثمرين.
خلاصة القول
لا نلمح نهاية لأزمات تيسلا، حتى لو نجحت الشركة في الحصول على التمويل اللازم لها من السوق. فأفضل ما يمكنها فعله هو دفع حسابها، والذي يتضمن 566 مليون دولار من سندات تحولية يحين أجلها في نوفمبر. وأخطأ ماسك في ترتيب أولويات، بالنظر إلى المستودع النقدي الضعيف للشركة، فالطلب على السيارات الكهربية يهبط، وليس هذا الوقت المناسب للتحمس لأسهم تيسلا. في واقع الأمر، حان وقت محاسبة الرئيس التنفيذي للشركة على وعوده.