المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 21/5/2019
هل من الممكن أن يتحول المستثمر في قطاع سوق الأسهم إلى صاحب ملايين، ولو كان ممكنًا، ما هي الظروف التي تؤدي لهذا النجاح؟
بينما ينجذب الكثيرون لسوق الأسهم بسبب إمكانية تحقيق أرباح، وعوائد على رأس المال، دون بذل مجهود، إلا أن هذا التصور ليس صحيحًا. يستخدم المدراء الماليون، والبنكيون، ومزودو الخدمات التعليمية في قطاع المال والاستثمار تلك الفكرة البراقة بإمكانية تحقيق نجاحًا ساحقًا من الاستثمار في سوق الأسهم، وبالطبع لديهم دوافعهم لهذا. إذ تعتمد معيشة هؤلاء على جذب العملاء المحتملين، وربما يروجون وقتها لبعض المواد المضللة.
يوجد بالطبع احترافيون من أصحاب النية الحسنة، ولكن بجانبهم يوجد عدد من المخادعين، الذي يعدون العملاء بعوائد مستحيل تحققها في وقت قصير، ليس لهم هدف في هذا إلا جذب الأموال.
إذن، يجب الحذر، وطرح سؤال: هل يمكن جني مليون دولار من سوق الأسهم؟ هو ما سنناقشه اليوم، كما سنطرح أيضًا معلومات عن كم الأموال الواجب استثمارها لتحقيق أرباح من سبعة أرقام في سوق الأسهم.
هل يمكن لـ "مواطن عادي" أن يصبح صاحب ملايين؟
بداية، ننظر إلى أداء إس آند بي 500، مؤشر الشركات الأمريكية الكبيرة القيادي في السوق. بإجراء أبحاث مطولة، أظهرت النتائج أن أداء إس آند بي 500 على مدار فترة زمنية طويلة من الصعب أن يظل قويًّا. ونرغب في الإجابة على السؤال المطروح أعلاه. وفي إطار البحث توزيعات الأرباح كافة سيتم إعادة استثمارها في السوق.
ثانيًا، علينا وضع افتراضات دقيقة حول عوائد سوق الأسهم اعتمادًا على الأداء السابق. فكثير من بيانات إخلاء المسؤولية، تقول إن الأداء السابق ليس دليلًا على الأداء المستقبلي، ولكن للبحث النظري سنجريه.
ثالثًا، سنضع الضرائب في الاعتبار أثناء البحث. وسنعدل العوائد وفق التضخم، لنتأكد أن لدينا القدرة الشرائية لمليون دولار، وليس فقط السلطة الأسمية لذلك.
وكما ترى، يبدو السؤال المطروح سهل الإجابة بنعم أم لا، ولكنه في واقع الأمر يحتاج إلى رياضة عقلية، هذا ولم نصل لجزء الحسابات بعد.
ما مقدار سرعة نمو الاستثمار؟
وصل معدل النمو السنوي المركب لـ إس آند بي 500 على مدار السنوات الـ 70 الماضية إلى 7.56%، بعد التوفيق بالنسبة للتضخم وإعادة استثمار توزيعات الأرباح. بصورة أساسية، يعني هذا أنه على مدار السنوات الـ 70 الماضية، تضمنا في حسابنا كل الفقاعات، والانهيارات، والتضخم، لنصل إلى النسبة الثابتة 7.56% للعام الواحد، ونصل أيضًا لتلك النقطة لوقتنا الحالي.
بناء على هذا المعدل، يمكننا الآن حساب مقدار سرعة الشخص للوصول إلى مليون دولار اعتمادًا على ثلاثة متغيرات: مقدار الأموال المستثمرة في البداية، والإضافة الاستثمارية السنوية، والسنوات التي يحتاجها المال مركبة.
دعونا نبدأ بالمثال السهل: تبدأ استثمارك بألف دولار، ومعدل النمو السنوي المركب سيكون 7.56%، فيلزمك 95 سنة لتتخطى عتبة المليون دولار. فبألف دولار واحد يمكنك أن تصبح صاحب ملايين في غضون خمسة أجيال من وقتنا الحالي. هذا حسن، ولكنه ليس ما نسعى له بالتحديد. لو استثمرت 10,000 دولار، فيلزمك 64 سنة لتصل إلى المليون، ومجددًا، ليس هذا هو المطلوب.
إذن، كم تستثمر؟
السؤال تحول الآن إلى: ما حجم الاستثمار المبدئي الذي يجب وضعه لتصبح صاحب ملايين في خلال إطار زمني معقول، لنقل 10، أو 20، أو 30، أو 40 عام.
لتصبح صاحب مليون دولار خلال 10 سنوات، عليك استثمار 485,000 دولار. وخلال 20 تحتاج لـ 235,000 دولار، وفي 30 عام تحتاج 115,000 دولار، وفي 40 عام تحتاج 55,000 دولار.
والآن، لنقم بتقدير سيناريو أكثر شيوعًا، وهو استثمار كمية مبدئية صغيرة من الأموال، مع إضافة سنوية. مجددًا، لنبدأ بالجهة المنخفضة من مجال النظر.
لو استثمرت كبداية 1,000 دولار، ومن ثم 1,000 آخر سنويًّا (بمقدار 83 دولار شهريًّ) إذن سيكون أمامك 58 عام حتى تجمع مليون دولار. ليس عظيمًا، ولكنه أفضل من وصولك للرقم بعد 95 عام، كما أشرنا سابقًا. وبنفس الطريقة، لو استثمرت 10,000 دولار بداية، وبزيادة سنوية 3,000 دولار (250 دولار شهريًّا) ستصل للمليون في غضون 41 عام.
ولمن لا يستطيع ضخ كمية مبدئية كبيرة في السوق، يمكن الاستثمار على أساس شهري، فلو استثمرت 1000 دولار شهريًّا، ولمدة 27 عام، ستصل للمليون. وعلى مدار الـ 27 عام، ستكون استثمرت 324,000 دولار، وربحت 726,000 دولار من سوق الأسهم. وبإضافة 10,000 دلوار شهريًّا، ستصل للمليون في 20 عام.
وإذا كان لديك 100,000 دولار، واستثمرت 25,000 دولار سنويًّا، ستصل للمليون في 15 عام.
الخيارات كافة
إليك جدول مختصر بالخيارات التي طرحنا.
أن تصبح صاحب مليون دولار من الاستثمار في سوق الأسهم هو أمر ممكن، ولكن يلزم الوقت. لا يوجد طرق مختصرة، ولكن يجب مراكمة الأموال، وجمعها على مدار الوقت. ومن البديهي، كلما استثمرت أكثر، كلما تخطيت عتبة الهدف أسرع.