المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 3/6/2019
يعاني عملاق خدمات النقل التشاركية، (NYSE:أوبر)، من الأمرين، منذ طرحه المشؤوم للاكتتاب العام الشهر الماضي. فيجب على الشركة أن توضح سريعًا أن قيمتها أكبر من القيمة التي يقف عندها تداول سهمها. ولكن، تلك المهمة ليست سهلة، لأن النمو يتباطأ، والمبيعات تتراجع، والخسائر تتزايد.
تلك هي الرسالة التي قرأها المستثمرون في تقرير أرباح الشركة الأول منذ طرحها للاكتتاب العام، صدر التقرير بتاريخ 30 مايو، وهو ما أوضح أن الطريق ناحية الربحية سيكون طويلًا وشاقًا على الشركة. فرغم اتفاق النتائج الأولية مع توقعات المحللين، القائلين إن الشركة في مساحة محدودة مما يجعلها عاجزة عن مناورة المخاطر المدمرة في تلك البيئة شديد التنافسية التي تعمل فيها.
وتعكس قيمة الأسهم تلك التقديرات المتراجعة للأداء، إذ فقدت الأسهم 3% من قيمتها منذ طرحها للاكتتاب في 10 مايو، كما تراجعت الأسهم 10% في اليوم الأول لتداولها العام. وبحلول يوم الجمعة، تمكنت الشركة من جني 1.5%، وأغلق السهم عند 40.41 دولار، مسجلًا انخفاض -0.5%، في الساعات الأولى للتداول بعد عطلة نهاية الأسبوع.
تباطؤ النمو
أوضح تقرير أرباح أوبر للربع الأول أن عائد الشركة من نموذج العمل الرئيسي لها، خدمات النقل التشاركية، وتوصيل الطعام، ارتفع بنسبة 10% على أساس سنوي، ليصل إلى 2.62 مليار دولار، وهذا أبطأ كثيرًا من النسب المسجلة لنفس الفترة العام الماضي، مما يبين أن هناك اتجاهًا هابطًا ثابتًا. كما هبط صافي عائد النمو من منصة العمل الرئيسية من 125% في 2017، إلى 39% في 2018. وتراجع كذلك هامش المشاركة على المنصة الرئيسية، يعكس هذا الرقم المبيعات ناقص النفقات المتنوعة، إذ كان 18% منذ عام مضى، ومن ثم هبط إلى سالب 4.5%، خلال الربع الأول.
يُضاف إلى ذلك تباطؤ نمو الحجوزات، ذلك المقياس الذي يعبر عمّا ينفقه عملاء أوبر. وكان الإجمالي العام الماضي 14.7 مليار في الربع، بزيادة 34%، مقارنة بنسبة زيادة قدرها 34% في الربع الرابع. كما توسع عدد المستخدمين النشطين شهريًّا على المنصة إلى 93 مليون مستخدم، بارتفاع 2% فقط. ويأتي هذا بانخفاض من نسبة 3% المسجلة في الربع الأول للعام الماضي، ومتوسط 14% المسجل على مدار الأرباع الـ 11 الماضية.
وصلت الخسائر الربعية إلى 1.01 مليار دولار، ويعود هذا للأرقام الضعيفة، وارتفاع نفقات الشركة، وتلك الخسارة الأكبر من بين الشركات المتداولة تداولًا عامًا. من غير المألوف تسجيل الشركات لخسائر في مرحلة النمو المتفجر، ويصعب علينا إحسان الظن بأوبر، فنموها بالفعل في حالة تباطؤ، والإدارة لا يبدو عليها القوة الكافية لمواجهة ما يحدث، ومحاولة إرضاء المستثمرين القلقين.
وفي تعقيب على الأرباح الأسبوع الماضي، حاولت أوبر بث بعض الحياة في أسهمها الهابطة بقوة، بقولها إن أوبر لديها خطط لتخفيض الخسائر بتقليص كميات النقد التي تنفقها على التسويق والترويج للعملاء، وفق الرئيس المالي للشركة، نيلسون تشاي. ولكن، تقليل النفقات تلك يتعارض مع البيان الصحفي لتقرير الأرباح:
"تظل استثماراتنا مركزة على التوسع العالمي، والمنتجات طويلة المدى، والاختلاف التكنولوجي، ولكننا لن نتردد في الاستثمار بغرض الدفاع عن مركزنا السوقي عالميًّا."
وللتأكيد، لا شك في مركز أوبر القيادي بين خدمات النقل التشاركية. فتوفر الشركات خدمات أكثر من أي منافس لها، منها: توصيل الطعام، والإمدادات، مع إمكانية وصول عالية على المستوى العالمي. فتعمل الشركة في 700 منطقة حضارية في القارات الست. ولكن، الآن ليس الوقت المناسب للاستثمار في أسهم الشركة، بينما يشهد التوسع تباطؤًا، والأسهم ما زال أمامها طريق طويل.
خلاصة القول
ما زال من الواجب تجنب سهم أوبر. فيشير تباطؤ النمو إلى طول الطريق أمام المستثمرين في أوبر لتحقيق تطورات مستدامة في نموذج العمل. ومع ما تشهده البيئة الاقتصادية الأكبر من تدهور لأسهم النمو، والمنافسة القوية، لا نعتقد أنه آن أوان دخول سوق أوبر.