المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 12/6/2019
يتحدث بنكان من أهم البنوك المركزية على مستوى العالم، وأكثرها مما تتطلع إليهم الأنظار بانفتاح ملحوظ عن خفض معدلات الفائدة، ومع تلك الأحاديث ترتفع الأسواق الإقليمية والعالمية في ترقب. في واقع الأمر، أي حديث لمسؤول في الفيدرالي يجد طريقه دومًا لعناوين الأنباء، ويحرك الأسواق للأعلى أو للأسفل مباشرة بعد صدروه، مهما كان هذا الحديث حميد.
تخبرنا المعرفة العامة أن تخفيض معدلات الفائدة جيد للأسهم. فهل ذلك حقيقي؟ وهل لتخفيض الفيدرالي لمعدلات الفائدة تأثير إيجابي على الأسواق بعد فترة من رفع تلك المعدلات؟ إذا ألقينا نظرة على أداء السوق خلال السنوات الـ 30 الماضية، في فترات تخفيض معدل الفائدة، سنرى أشياء ثلاثة:
1.من العام 1989 وحتى 2007، كل تخفيض لمعدل الفائدة سبقه أداء قوي في سوق الأسهم، طالما أوصل الفيدرالي رسالته للسوق بدقة. وفي المتوسط، تمكن إس آند بي 500 من جني أرباح نسبتها 3.5% قبل التخفيض الفعلي لمعدل الفائدة. وتلك الأرباح أعلى خمس مرات من المتوسط الشهري للمؤشر المعياري، وهو: 0.74%.
وبالطبع، يعكس هذا حقيقة أن تخفيض معدل الفائدة لا يأتي مفاجأةً بالنسبة للسوق. فلا يرغب الفيدرالي في خلق جو من التذبذب بمفاجأة الأسواق. لذلك، يمهد الفيدرالي عن طريق القنوات الإعلامية لخفض معدلات الفائدة قبل فترة طويلة من اتخاذ الإجراء الفعلي. في واقع الأمر، يعد الشهر السابق على اجتماع الفيدرالي الوقت الأمثل لتوصيل رسالة تخفيض معدلات الفائدة، كما يتضح من أداء السوق. فتدل التحركات في ذلك الشهر على أن المستثمرين يصلهم إشارات، ويحتسبون التخفيض قبل فترة طويلة من وقوعه.
ونختبر الآن مثل هذا التمهيد. فقال جيروم بأول الأسبوع الماضي إن الفيدرالي "سيتصرف وفق ما تقتضي الحاجة،" ليشير إلى احتمالية خفض معدلات الفائدة. في الوقت الراهن، يقول الإجماع، إن احتمالية خفض الفيدرالي لمعدل الفائدة تصل إلى 69%، وسيخفض الفيدرالي الفائدة في اجتماع يوليو، وترتفع نسبة الاحتمالية تلك 20% مقارنة بالشهر الماضي.
وعلى الرغم من انعقاد الاجتماع القادم للفيدرالي في 19 يونيو، إلا أن ذلك الموعد مبكر جدًا على اتخاذ قرار خفض معدل الفائدة، خاصة وأن الفيدرالي لم يتسع له الوقت الكافي للتمهيد للسوق، كما يحب. ولكن، رواية السوق تستمر في إظهار اقتراب الفيدرالي من تخفيض معدلات الفائدة، للمرة الأولى منذ عقد؛ تحديدًا منذ 16 ديسمبر 2008.
2.يساعد تخفيض معدل الفائدة في استقرار الأسواق المنهارة في المدى القريب. في الفترات: 1998، و2001، و2007، كان أداء إس آند بي 500 سلبيًا، خلال الشهور الثلاثة السابقة على تخفيض معدلات الفائدة. فالإشارة إلى تخفيض معدل الفائدة، وتخفيض هذا المعدل بالفعل يعني أن الشهور السابقة عليه يصبح أداء المؤشر فيها إيجابيًا، وأن الحدث ساعد في تهدئة الأسواق المضطربة.
3.أخيرًا، لا تعد معدلات الفائدة شفاءًا سحريًا للأسواق المنهارة. ولكن أداء السوق في الشهر الثلاثة بعد الحدث، وحتى بعد عام، يدل على أن تخفيض معدلات الفائدة لا يرفع بالضرورة من أداء الأسهم على المدى الطويل. في 2001، و2007، لم تتمكن معدلات الفائدة المنخفضة من منع انهيارات السوق. فمن المستحيل الاستدلال على ما إذا كان تخفيض معدلات الفائدة سيخفف من حدة الانزلاق، إذ تفيد التجربة بأنه لا يمنع تلك الانزلاقات. وعلى المدى الأطول، لا تضمن تخفيضات معدل الفائدة سوق أسهم قوي.
ترتفع احتمالية تخفيض الفيدرالي لمعدل الفائدة في شهر يوليو. والسوق احتسب هذا بالفعل. وإذا ما زادت إشارات الفيدرالي الواشية بوقوع هذا، سيستمر أداء الأسهم قويًّا في شهر يوليو.
بيد أنه يجب توخي الحذر دائمًا. فتخفيض معدلات الفائدة على مدار العقد الماضي أو نحوه أدخلنا مناطق لا نعرف عنها شيء، والاستدلالات التاريخية محدودة، فلا يوجد دليل لما يعقب خفض المعدلات.