بات الجميع يعرف أن الفيدرالي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة الأمريكية لاحقاً عندما يحتاج الاقتصاد الأمريكي خصوصاً الى هكذا اجراء. وكما أوضحنا, ما كان اجراءً استثنائياً كسياسة نقدية يصبح الآن الاجراء العادي للبنك المركزي ’ سياسة نقدية متساهلة وفائدة أدنى. مايهمنا حقيقةً ليس الاجراء بحد ذاته , بل ماهي السرعة المتوقعة لهكذا اجراء ؟ لانركز على عدد مرات تخفيض الفائدة , بل نركز على الأسباب ومدى تأثيرها في قرار الفيدرالي , تراجع سريع سيكون متبوعاً باجراء أسرع من توقعات الأسواق .
هناك سيناريو جداً مهم مرتبط أصلاً بالسياسة في واشنطن. لن يغامر دونالد ترامب باحداث أو التسبب في تراجع قاسي للاسواق على الأقل الآن حيث يبدأ الحملة الانتخابية لانتخابات الرئاسة الأمريكية في العام القادم, سوق عمل قوي وأجور متوازنة وتضخم ضعيف, ولكن الفيدرالي لايتحكم بمفاصل الكثير من القرارات التي هي أصلاً مرتبطة بسياسات الشركات الأمريكية وليس سياسة الفيدرالي بحد ذاتها. لنسأل سؤالاً بسيطاً ولكنه أساسي الآن , ماهو السبب الحقيقي أصلاً في قرار الفيدرالي ولماذا تستجيب أسواق السندات بتراجع عوائدها؟ الحقيقة سؤال بسيط ولكنه جوهري , والجواب بسيط جداً : لأن الأفق الاقتصادي العالمي لايبدو ايجابياً ,, ببساطة
النتائج المتوقعة خلال المرحلة القادمة في هكذا سيناريو :
أولاً , مزيد من التراجع في عوائد السندات الأمريكية , وصلت الى 2.0% ثم 1.98% على سندات العشر سنوات , أدنى مستوياتها في ثلاث سنوات تقريباً.
ثانياً , تراجع تدريجي في عوائد الدولار الأمريكي الذي تقف أسعار فائدته الآن عند 2.5% وفي ظل غياب امكانية رفع الفائدة من قبل البنوك المركزية الأخرى هذا يعطينا اشارة مهمة: بيع تدريجي للدولار الأمريكي. العوائد المرتفعة ساعدت الدولار الأمريكي خلال العام الفائت كما يبين الرسم البياني المرفق, لكن غياب البديل أبقى الدولار الأمريكي بمستويات قوية وهذا ربما مايجعل من تراجع الدولار امريكي تدريجياً وبطيئاً ولكنه على ايقاع تراجع عوائد سنداته.
ثالثاً, خمس ساعات فقط اليوم كانت كافية لتراجع الذهب أكثر من عشرين دولا من 1407$ الى 1385$ للأونصة أي ما يعادل 1.5% , هكذا تقلبات ليست سهلة ابداً ولكنها تشير أيضاً الى أن الزخم مازال قوياً وعلينا توقع مزيد من الارتفاع ومزيد من قوة المضاربات اليومية وخاصة في الجلسة الآسيوية , لذلك حذار من الانكشاف الكبير.