من المعلوم أن المعدن الثمين (الذهب) هو الملاذ الآمن الأول والأشهر للثروات والاستثمارات، فعند حدوث أي توترات سياسية أو اقتصادية يدفع بالمستثمرين لاقتناء الذهب والاستثمار فيه، وتشهد الساحة السياسية في هذه الفترة حرب اقتصادية هي الأكبر من نوعها في العقد الأخير بين الولايات المتحدة والصين من جهة، وتصاعد التوترات السياسية بينها وبين إيران من جهة أخرى ، بالتزامن مع تصاعد التوقعات بشأن خفض الفائدة للدولار الأمريكي، تلك أهم الأحداث والعوامل التي دفعت أسعار الذهب للارتفاع (نظراً لزيادة الطلب) ليصل لأعلى مستوى له في 6 سنوات .
ومن الناحية التقنية (مرفق رسم بياني لأسعار الذهب لفترة أسبوعية ) ، واصل الذهب ارتفاعه ليستقر أعلى مستوى 1381.30 ، هذا المستوى الذي يمثل نسبة 38.2% من مستويات فيبوناتشي التصحيحية لآخر موجة هابطة على المدى الطويل (من 1923.22 إلى 1046.33) ، وسط سيطرة الموجة التصحيحية الصاعدة بالمدى المتوسط، مع توارد الإشارات الإيجابية بمؤشرات القوة النسبية، رغم وصولها لمناطق شديدة التشبع بعمليات الشراء ، ليحاول الذهب تكوين تركيبة توافقية وهو نموذج جارتلي، وينتهي هذا النموذج عند نسبة 50% من نفس المستويات التصحيحية في سعر 1484.77 .
لهذا نحن نتوقع استمرار ارتفاع المعدن الثمين في الفترة القادمة ، ليستهدف مستوى المقاومة 1484.77، مع وجود احتمالية ارتدادات تصحيحية يهدف من ورائها اكتساب زخماً إيجابياً وتصريف تشبعه الشرائي، وقد يدفعه ذلك لإعادة اختبار مستوى الدعم 1381.30 .