قبل عشرة أعوام تماماً كان الذهب قريباً من مستويات 900$ للأونصة والآن يتداول الذهب عند مستويات 1404$ للأونصة، مرتفعاً ما يعادل 500$ في الأونصة الواحد أي بعملية حسابية بسيطة حقق مكاسب 55% خلال عشر سنوات اذا آخذنا بعين الاعتبار عدم اغلاق الصفقات , على الرغم من أن الذهب وصل إلى مستويات تاريخية قياسية في أيلول 2011 عند مستويات 1900$ للأونصة ولم يعد اليها مجدداً. بالمقابل ،ونفس الفترة الزمنية ( عشر سنوات ) كان مؤشر الداو جونز يتداول عند مستويات قريبة من 9000 نقطة، واليوم وصل الى 26650 نقطة، أي مرتفعاً 17650 نقطة، ما يعادل تحقيق مكاسب بنسية تصل الى 200% تقريباً. بكلمات أخرى، حقق مؤشر داو جونز مكاسب بنسبة 20% سنوياً في العشر سنوات الأخيرة وهي نسبة لاشك قياسية، بينما حقق الذهب مكاسب فقط بنسبة 5.5% على أساس سنوي وهي نسبة متواضعة اذا ما تم مقارنتها بالنسبة الأولى.
لسنا بصدد القول بأن أحد الأدوات الاستثمارية أفضل من غيرها ولكن الأرقام تقول لنا أن نسبة الأداء تتفاوت كثيراً وقد لا تتكرر هذه النسبة في العشر سنوات القادمة. يمكننا أن نخرج بعدة نتائج مهمة:
- أولاً، ليس الاستثمار في الذهب ما يجلب العائد الأعلى كما أن الشراء لا يضمن عدم الخسائر بالمطلق.
- ثانياً، لعبة الزمن مهمة للغاية في تحديد الهدف من الاستثمار لأن المؤشر البياني يوضح تماماً أن الجدوى قد تكون أفضل بكثير لسنوات من مجرد شراء أو بيع مؤقت ( شهري أو اسبوعي مثلاً).
- ثالثاً، لا تحكم على أدواتك الاستثمارية وفقاً لتوقعات الناس، بل وفقاً للأرقام ونسب النمو والعائد على استثمارك , العشرين في المئة سنوياً أفضل بكثير من مجرد 5%.
- رابعاً، لا أتفق مع القول الذي يقول بأن الذهب أداة مضمونة Safe Haven Asset, بل الذهب هو أداة استثمارية بعائد جيد اذا عرفنا تحديد وقت الشراء والعوامل التي تؤدي لارتفاعه أو انخفاضه وليس مجرد حرب سخيفة أو توتر مؤقت ..
- خامساً، لا تراهن عزيزي القارئ على أداة واحدة لأن الرهان قد يخسر , كما أن الارتفاع أو التراجع القوي لا يعني استمراره بشكل دائم.
تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحديثات والتحليلات المباشرة للأسواق العالمية.